نشرت صحيفة الثورة أسماء الحاصلين على الدرجات الوظيفية يوم 25 أبريل 2011 ، فنظر شبابنا إلى هذه الخطوة نظرة التفاؤل بالمستقبل الأفضل . فكم شاب سجد لله شاكرا فالوظيفة هي حلم مستحيل تحقق وكم أم كاد يغمى عليها من الفرحة وهي ترى ولدها في بر الأمان وكتلة من المغتربين عادوا إلى ارض الوطن فلا حاجه للغربة ما دامت الوظيفة موجودة . وللأسف كان لي رأي مخالف تماما رأيت أنها فخ لنا وللبلاد. حاولت ان أكون متفائل لكن أوقفتني نقاط عدة تحتمل بان تكون فخ كبير . الحكومة كانت عاجزة على توظيف المئات وربما العشرات من الكوادر التي تستحق التوظيف - بدون الواسطة - رغم أنها كانت في ذروة قوتها وكانت حكومة رسمية ،فكيف استطاعت اليوم هي مُقالة على توفير أكثر من 200,000 مقعد وظيفي منهم، 50000 مقعد ل 2011 فقط وقرابة 150,000مقعد ل 2012 و2013 و2014 ؟؟،من المضحك ان يوظف قرابة مائتين ألف مواطن بعد يوم واحد فقط من إعلان وزير التجارة ان اليمن خسرت قرابة 5 مليار دولار إي حوالي الميزانية الكاملة للاقتصاد اليمني فلو صُرف مثلاً لكل واحد 200 دولار تقريبا أي عشرة مليون دولار شهريا فمن أين ستأتي رواتب كل هؤلاء وخزينة البنك المركزي فارغة تماما ؟؟ والسؤال الأهم هو لماذا صرف نظام صالح كل هذه المقاعد وهو يعي تماماً انه في لحظاته الأخيرة؟؟
الغرض الأول لنظام صالح من هذه الأكذوبة هو سحب اكبر عدد ممكن من المعتصمين في الساحات بعذر ان مطالبهم تحققت أما الفخ الذي يرتبه نظام صالح إلى ما بعد سقوطه فهو للحكومة القادمة على حساب المرشحين للوظائف ليضعها أمام الأمر الواقع وأمام مطالب المرشحين بالبدء بتوزيعهم على مراكزهم وصرف مرتباتهم فسيشتد الخناق على الحكومة القادمة التي ستجد الخزينة أمامها فارغة بل مديونة وبالتأكيد ستعيد الحكومة الجديدة النظر في هذا الشأن فسيصب المخدوعين بهذا الفخ غضبهم على عليها وهنا سيكون الدور الأهم لزبانية صالح لتنظيم مسيرات ضد الحكومة كما نظموها في ميدان السبعين وتحت مسمى المطالبة بتنفيذ القرار وبالطبع ستدار هذه المسيرات من قِبل زبانية صالح بحكم الأغلبية الذين سيزجوا بهم في المسيرات ولا استبعد ان تتحول هذه المسيرات إلى اعتصامات إذا انضم إليها المشككين والمتعجلين على أهداف الثورة مما يودي إلى الفوضى وزيادة الأزمات .
في زمن يعتبر إنجاز للحكومة القادمة إذا استطاعت الخروج من إحدى الأزمات التي سيخلفها نظام صالح ، سيحاول صالح وزبانيته وضع الحكومة في مأزق عدة سياسية وميدانية .سيسعوا إلى استخدام ما سيتبقى لهم من نفوذ أو علاقات سياسة لتشتيت الحكومة الجديدة أيا كانوا المشترك أو غيرهم وهذا طبعا ليس طمعا باستعادة السلطة فصالح أدرك ان الاستمرار صعب وان العودة إلى السلطة مستحيل وقد قال صالح في مقابلتي قناة العربية وقناة روسيا اليوم ((بعملهم مثل ما عملوا معي )) أي - بحانبهم مثلما حانبونا - سيخلق الفوضى والاضطرابات في البلاد بكل قوة يملكها والهدف هو تصفية الحسابات مع معارضيه وخوفا من تصير اليمن أفضل مما كانت عليه في عهده . فيا من ستمنحوه الحصانة من الشعب وهل للشعب حصانه من شره ؟
ومن الألعاب التي أتوقع ان يلعبها صالح عن بُعد : الاستعانة بحلفائه من القبائل و بزملائه في تنظيم القاعدة لإشعال فوضي في مرحله انتقالية ستشهدها البلاد مما سيعمق من جرحها، ولن يترك صالح من تبقى أبناء الحراك وستتحول يده الملطخة بدمائهم إلى يد سند وعون لهم لإبعادهم عن طاولة الحوار حول القضية الجنوبية ، ولا .ولا استبعد ان يضع مدسوسين قبل تسلميه الجيش للحكومة الجديدة سيستغلهم في الوقت كذلك المناسب وغيرها من الألعاب التي سيسعى صالح لإشعال الفتن في البلاد س وهذا بالغريب عليه فتاريخه خير شاهد.
لابد ان نعي إننا قادمون على مرحله حرجة جداً ((بل الاحرج في تاريخ البلاد)) فلابد من الوقوف يدا واحدة وبهدف واحد وغاية واحدة وان اختلفت آرائنا وتوجهاتنا ولابد من أعطى الأولوية للمصلحة العامة قبل الخاصة والعمل سويا مؤيدين ومعارضين لنصل باليمن إلى بر الأمان والخروج من هذه الأزمة فهذا واجب الشعب قبل حكومته. أبارك لشعبنا عامة وإخواني المرشحون لوظائفهم خاصة بهذه الثورة المجيدة وندعوهم بأخذ الحيطة والحذر من الانخراط بمخططات والعاب هذا النظام ، فبلادنا في حالة إفلاس مالي وامني ونحن ألان على مشارف هدم هرم الفساد فلابد من الصبر والتحمل لنبني الهرم الذي نحلم ان تصل اليمن اليه ، فان حصلتم على مقاعدكم كان بها وهذا ما نتمناه (فانتم طاقة بلادنا الكامنة ) وان عجزت حكومتنا -التي نسال الله لها التوفيق- عن صرف هذه المقاعد فعلموا انها لصالح لعبة وعليكم بالصبر كما صبرتم سنين وربما عقود على من قبلهم. لا يعرف الحلو من لم يطعم المرا *** ولا يرى العافية من لم يذق اسفا .