قد لا يختلف عليه اثنين بأنه يملك من الحنكة والدهاء السياسي والبعد الدبلوماسي مالا يملكه الكثير ممن يطلقون على انفسهم قيادات سياسية ودبلوماسية على أرض الجنوب. ابتعد عن السياسية والحكم وادارة الدولة عقب مرحلة تاريخية حافلة سُجلت له شخصياً وسياسيا واقتصاديا بأحرف من نور. عاش بين دمشق والقاهرة يحمل أوجاع وطن ويتألم لما وصل إليه الحال بعده ويضع استراتيجيات ومقترحات قد تخرج الجميع من عنق الزجاجة السياسة. يعلم دهاليز وأسرار وخفايا ومتغيرات ومتطلبات ووقائع المرحلة وما تحتاج إليه. له العديد من الأفكار والمشروعات السياسة والعديد من الأطروحات السياسية . دعا الى وحدة الصف الجنوبي وترك التشرذم وإلى حق تقرير المصير في كثير من المؤتمرات والندوات الاقليمية والدولية والفدرالية "المزمنة" والعمل إلى سلك طريق الدولة من اقليمين. حاول إيجاد حلول تفضي إلى تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشة وإعادة الدولة ومؤسساتها وشكلها وكيانها ورسم ملامح وبوادر سلام قد تفضي الى تشكيل جيش متناثر مترامي الأطراف بين المليشيات والجماعات والتشرذم واحلال السلام العادل بين الشمال والجنوب. الرئيس السابق لدوله الجنوب "الأستاذ" السياسي "الاستراتيجي" المفكر "الداهية" موسوعة الجنوب "علي ناصر محمد" أبو "جمال". الرئيس السابق لدوله الجنوب وحامل مشعل الرأسمالية والانفتاح الاقتصادي والنهوض والأعمار والانفتاح على العالم الخارجي وارساء قواعد الدولة الجنوبية المدنية الاقتصادية الحديثة. اليوم يحمل رؤية حملت الكثير من الشد والجذب السياسي ومد وجزر بين مؤيد ومناصر رافض ومتشدد ومحايد والعديد من الإيجابيات والسلبيات والخفايا والأسرار على طاولة المشهد والصراع والنزاع السياسي بين الشمال والجنوب.
هل تريح الجنوب وتزعج الشمال:- القى الرئيس الأسبق للجنوب "علي ناصر محمد" أمس الاثنين كلمة أثناء مشاركته في مؤتمر "فالداي" الذي يقام سنوياً في مدينة موسكو الروسية وجاء المؤتمر هذا العام بعنوان "روسيا في الشرق الأوسط.. اللعب بكافة المجالات". وأثناء الكلمة وضع الرئيس "ابو جمال" رؤية سياسية لحل الأزمة اليمنية بين الشمال والجنوب وتطرق الى الكثير من القضايا على الساحة والمشهد في الأزمة اليمنية وركز كثيرا على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وما آلت إليه من أوضاع مأساوية وكارثة نتيجة للحروب التي خلفت الدمار والخراب وتمزق وتناثر وتشرذم الوطن وحالة الجوع والفقر والمجاعة الإنسانية التي تطرق أبواب اليمن من صنعاء إلى عدن. وفي الضفة الأخرى ركز على الجانب السياسي وتمزق كيان ومؤسسات الدولة التي أضحت شبه معدومة وانحصار العمل الحكومي والإداري للحكومة بين المنفى وتكوين دويلات داخلية ممتدة بين عدنوصنعاء ومأرب. وسرد وطرح رؤية سياسية تحمل مشروع سياسي يفضي إلى حل الأزمة اليمنية بين الشمال والجنوب ويخرج الجميع من عنق الزجاجة السياسية وأزمة التنافر والابتعاد إلى التوافق الواقعي، وإرساء دولة مستقبلية تفضي إلى السلم والسلام في قادم الأيام. لكن ما يعيق ذلك كيف سيكون تقبل تلك الرؤية والأخذ بالنقاط المطروحة وعملية التجاوب من الأطراف السياسية والمشروعات التي تحمل مع كل طرف من أطراف الأزمة ويرى أنه الأقرب الى الحقيقة وتحقيق مشروعه وأهدافه على الأرض. وكيفية عملية التجاوب من قبل الشارع والنخبة السياسية في الأزمة...؟؟ . ومن جانب آخر أن الأطراف التي قد تحسن التصرف والاستفادة من الرؤية حتى في الوقت الراهن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأحياء الحياة السياسية على طاولة الحوار التي حولت بوصلة الأزمة فيها الى الواقع العسكري ولغة الرصاص بدلا من الحوار. فهل تريح رؤية الرئيس علي ناصر الجنوب وتزعج الشمال أم أن العكس صحيح؟!.
ماهي الخيارات والسيناريوهات في رؤية "ابا الناصر":- من خلال الكثير من المتابعين والمحللين في العملية السياسية والأزمة اليمنية قد يرى العديد من تلك النخبة عن بزوغ العديد من الخيارات والسيناريوهات التي فتحت أبواب عديدة على قوى متعددة ووضعت جمل من الخيارات أمام الأزمة ولم تنحصر في زاوية معينة وفتحت الأبواب على مصراعيه بين الشمال والجنوب. وكانت من تلك السيناريوهات والخيارات مشروع الفدرالية والدولة الاتحادية من اقليميين وحكم كامل الصلاحيات وخيارات تشكيل حكومة وطنية مشتركة بين الشمال والجنوب. ونزع السلاح وجيش وطني بوزارة دفاع. إضافة الى مناخ سياسي ملائم لا ينتجه الا عملية جادة في إيقاف الحرب المشتعلة على أرض اليمن . ومجلس رئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية وحكومة ولجان عسكرية ونزع السلاح كل ذلك كان من الخيارات التي تفضي الى سيناريوهات الدولة الاتحادية من اقليمين. وقد شن الكثير من الكتاب والنشطاء والسياسيون وحاملو مشروع فك الارتباط والانفصال حملة إعلامية واسعة النطاق في المواقع والمنتديات ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي على رؤية الرئيس علي ناصر محمد ووصفها البعض بأنها لا تلبي طموحات وتطلعات الشعب الجنوبي وتهدف إلى إعادة الأمور الى نقطة الصفر والعودة الى باب اليمن حسب وصف الكثير من حاملي مشروع الدولة الجنوبية. ويرى البعض ان رؤية الرئيس ناصر تخدم الشمال وتعيده الى خطوات متقدمة بعد ان فقد العديد من تواجده وحضوره وتكسبه قفزات سياسية وتحقق له نقلة نوعية وقارب نجاة من السقوط الذي أصبح وشيكا بين لحظة واخرى. ويرجح البعض أن تلك الرؤية تنعش آمال الشمال في الحياة السياسية مع الجنوب الذي فقد بريقها كثيرا وانتهت فترة الوحدة على الأرض. ويذهب كثيرون إلى ان الرئيس ناصر قد تخلي وتنازل عن تقرير المصير الذي كان يطالب به في فترات ماضية في العديد من الأطروحات والأراء والمناسبات السياسية وان ذلك مشروع رؤية تصب في خدمة الحوثيين والإخوان المسلمين وتسقط هادي وحظوظه وحكومته وشرعيته وهناك نقاط وفصول تثبت ذلك وتأكد هذا الخيار من خلال تشكيل حكومة انتقالية ومجلس رئاسي بالطبع سيكون أول المستبعدين فيه هادي وحكومة الشرعية وهذا ما يبحث عنه الحوثي ويسعى إليه الإخوان وجاء باللسان وأفكار وقلم الرئيس "ناصر". ويرى الكثير من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي أن الرئيس ناصر بعيد كل البعد عن المتغيرات والمعطيات والوقائع على الأرض وما آلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة وان الدولة الجنوبية أصبحت على الأبواب ولن تعود الى الخلف أو الى باب اليمن مجددا. ويرفض المجلس الانتقالي تلك الرؤية جملةً وتفصيلاً حتى وان لم يعلن عليها رسمي ولكن من خلال التصاريح والخطوات والتحركات على الأرض داخليا وخارجيا. وقد يرى البعض ان التخلي عن تقرير المصير وعدم التطرق إليه ومشروع فك الارتباط بالشمال والتلميح الى مجلس رئاسي وحكومة مشتركة وتسليم السلاح ودولة اتحادية من اقليمين تغضب الجنوب ومشروعه على الأرض وتجعل من الجنوب الخاسر الأكبر والشمال الرابح من رؤية الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد "ابا جمال".