الإنسان السكوتي لا يتخلى عن ميزته الصامتة كصمت الصم البكم لا صمت الموتى الذين قد يسمعون ولا يتكلمون أو يردون بالفعل , فلم يصرح ولم يعبر عن موقفه حتى من المبادرة الخليجية التي أطاحت بهم جميعا ولم يحدد موقعه من أي جهة ولأي جهة لكي يرجح كفة على كفة بعياره الثقيل ولا هو مضطر للبحث عن من يرجح كفته من مخيمين مهيمين في ساحات ثورة فبراير حق عيال الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك الذي هتفوا بإسقاط حكم العائلة لتمهيد الطريق لحميد لأحمر وإيصاله لكرسي الحكم وإضاعة أية فرصة أمام أحمد نجل عفاش الذي ظل عفاش يهيئها لأبنه على مدى 33سنة , فلم يتحقق حلم حميد . المنافس الصامت تجاوز بصبره المطبات التي اعترضت مسيرة جوانب حياته السياسية والعسكرية والتجارية وبدأت مؤشرات نجاحه تلوح في الأفق ويقترب من تحقيق حلمه بعد مصرع والده الذي لم يستطع أن يحققه له وهو حيا وكأنه كان دبورا ونحسا ليس لابنه فقط , ولكن لكل اليمن فهل سقط حكم العائلة أم أن الإمام أحمد الجديد قادم على اعتلاء عرش الحكومة اليمنية الثالثة في الساحل الغربي على الأقل إن لن لم يكن على عرش الشمال كله مهما كلف الأمر طال الزمن أو قصر . ساكت ولا كلمة لحد الآن وكأنه يفتقر للجرأة والشجاعة لخوض المعارك السياسية والعسكرية والتجارية حزبيا أو جماهيريا رغم ما يمتلكه من إمكانيات وأنصار ومؤيدين أكبر مما يمتلكه خصومه الحوثيين ومنافسه حميد البارز بين القبائل والذي لديه قائد عسكري يحتل منصب نائب الرئيس فأنساه مهمة الوصول إلى كرسي الرئاسة وأوقف سعيه ليحل محل الرئيس عبدربه منصور هادي , فهل يخرج عن صمته بعد أن أصبح طارق قائده العسكري ليوضح أن ظهوره كان مرهون بغياب والده عن المشهد السياسي اليمني بغض النظر عن العقوبات الدولية التي لم تؤثر فيه شيء يذكر ؟! وأن حضوره الآن في المشهد السياسي اليمني أمر طبيعي يأتي للإعلان عن رفضه لكل من حكومة الحوثيين في صنعاء والحكومة الشرعية اليمنية في مأرب ليصبح هو الرئيس المقبول من جميع الأطراف لليمن يتمتع بمستوى عال من الحنكة السياسية التي يفتقر لها كل من رئيسا الحكومتين السابقتين ما لم , فإنه هو المؤهل أن يكون رئيسا لحكومة الساحل الغربي اليمني . أما الأمور الغير طبيعية المتوقع حدوثها قريبا أن يعيد حميد الأحمر محاولاته للوصول إلى كرسي الرئاسة الشرعية وقد يسبقه في ذلك التهور علي محسن الأحمر مستغلا منصبه فيزيحون الرئيس عبدربه منصور هادي كونه جنوبي , فحزب الإصلاح قائد ثورة التغيير اليمنية هو صاحب اليد الطولى في إدارة تلك الأمور فتتمكن العوامل الخارجية إقليمية ودولية لجمع قادة الحكومات اليمنية الثلاث صنعاء الحوثية ومأرب الإصلاحية والساحل الغربي المؤتمرية حول طاولة حوار مستديرة للتوافق على شراكة في الحكم وعلى إيجاد حل لقضيتهم اليمنية المستعصية بالاستفادة من مبادرة الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد فالجدار يبكي من المسمار والمسمار يشتكي من المطرقة .