منذ بدا اندلاع الثورات العربية التي استطاعت إسقاط نظامين مستبدين الأول بتونس والأخر بمصر العربية, فان هناك ثلاثة أنظمة لا تزال تراوح مكانها بين البقى والفنى في صراعها مع شعوبها كما في اليمن وليبيا وسوريا, وما نلاحظه هنا أن عامل السرعة الذي أدى إلى سقوط النظامين المصري والتونسي جاء نتيجة لعدم وجود أي تدخل خارجي سوى كان عسكريا او سياسيا...
أن هذا التدخل الخارجي سوى كان عربيا أو أجنبيا. أنة ليعد واحد من اخطر التحديات التي تواجهه الثورات العربية سوى حاضرا أو مستقبلا, ففي الوقت الحاضر هذا التدخل الذي نجدة في كل من ليبيا واليمن قد أدى إلى أطالة أمد الثورة وبالتالي ربما إلى فشلها أو الالتفاف حولها, وهذا ما نلاحظه من خلال المبادرة الخليجية بشان اليمن والمماطلات التي صاحبتها من قبل النظام وربما من الوسيط الخليجي نفسه, الذي يملك العديد من أدوات الضغط على صالح للتوقيع على المبادرة, والجميع يعرف ان الخليجين لا يريدون الضغط على صالح بل تعمدوا وجود تلك المماطلات في محاولة منهم بالاشتراك مع النظام من اجل إفشال الثورة, والقصد من إفشال هو خوف الخليجين من أن تنتقل عدوى الثورة اليمنية بعد نجاحها إلى بلدانهم التي لا تبعد عن اليمن مئات الكيلو مترات, أما في ليبيا فقد رئينا أن تدخل الناتو هو الأخر قد تسبب في إطالة أمد الثورة الليبية وزاد من أعداد الخسائر في الأرواح والممتلكات رغم أن تدخلهم هذا جاء بطلب ليبي عربي وهذا يعد خطاء تاريخي كبير سيحسب على الثوار في ليبيا..
أما في المستقبل فان الخطر الآخر يكمن في أن الحكومات التي ستشكل بعد نجاح الثورات في ليبيا واليمن فمن غير المستبعد أن نجد تلك الحكومات خاضعة وتابعة للقوى الخارجية وما يبرر هذا الخضوع هو تقديرا للجهود التي بذلت في أثناء الثورة, سوى كانت تلك الجهود عسكرية كما في ليبيا او سياسية كما في اليمن,
أما الخطر الآخر الذي تواجهه الثورات العربية ما بعد نجاحها,, فهي عوامل داخلية أكثر منها خارجية مثل الفتنة الطائفية والسياسية كما حدث في مصر ما بعد ثورة 25 يناير بالاشتباكات بين الأقباط والمسلمين, وفي تونس هناك من يحاول أن يعمل على زعزعة امن واستقرار الوطن والمواطن أكثر من ذي قبل الثورة, ليجعل هذا الوضع الغير الأمن والمستقر في نظر التوانسة والمصريين هو نتيجة عكسية لما بعد نجاح الثورة.
وفي الختام نقول للثوار في ليبيا عليكم أن لا تستمدوا كل قوتكم باعتمادكم على الغرب سوى سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا لان ذالك سيكون له بلا شك نتائج عكسية على ثورتكم وعلى دولتكم المنتظرة.. ونقول للثوار في اليمن عليكم أن لا تدعو للمبادرة الخليجية أي مجال للمناقشة خصوصا بعد دعوة الزياني لإعادتها.. لأنها مجرد ضحك على الذقول واستخفافا بمشاعر الثوار وعقولهم , بل عليكم أن تديروا ظهوركم للمبادرة وتتجهوا صوب تكوين مجلس وطني انتقالي يضم فيه افضل الكفاءات من كل أبناء الوطن, وعليكم ان تستمدوا قوتكم وشرعيتكم من الشعب الملتف حولكم لا بالوساطات الخارجية ولاستجدا بالخارج' خصوصا " الغرب"
هذان خطران ماثلان أمام الثورات العربية وليس من المستبعد أن يكون هناك أخطار اكبر ومحاولات أبشع لإفشال الثورات العربية والالتفاف حولها,, ولهذا على الثوار في كل قطر عربي الحذر والتيقظ مما هو جاي والاستعداد لمواجهته..