منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة وكل مناطق الجنوب قصفت وتقصف بكل انواع اسلحة الدمار والقتل من قبل جيش الاحتلال وأدواته الاخرى ، وحيث يرتفع صوت الحرية والكرامة في الساحات الجنوبية يواجه بآلة القتل والموت والدمار .. المفارقة ان ثمة مناطق وقبائل ومقاومة جنوبية تتحشد في الحدود بانتظار غزوة الحوثيين ، لكن الاحتلال القائم منذ 1994م وجيشه يقصف المناطق الجنوبية ، والمؤسف أنه سقط من حساب العقل المفارق بل المنفصم .. فهل حررتم وطنكم يا هؤلاء حتى تدافعوا عن حدوده ...؟!!! وهل ادارتكم الظهر لاهلكم في المناطق الجنوبية التي يعيث فيها الاحتلال فسادا ودمارا هو دفاع عن الجنوب ...؟!!! وتزيد المفارقة تغولا في توهم ان راس سلطة الاحتلال الهارب الى عاصمتنا المحتلةعدن في العام 2015م ، سيكفر عن ذنبه ويقف مع شعبه ...؟!!! اي ذهان سياسي هذا اللامعقول الذي يجتاح شعب الجنوب الثائر ...؟!!! استخبارات الاحتلال واذنابه يشيعون في الشارع السياسي الجنوبي بان اي فعل ثوري جنوبي ضد الاحتلال سيخدم الحوثي ، فانتبهوا لهذا الدجل السياسي .. ان خروج شعبنا إلى الشارع ضد الاحتلال وممارساته وأدواته سيعيد حضور صوت ثورتنا المغيب ويثبت زيف ركائز الاحتلال التي تستخدم الجنوب ورقة ضغط للحصول على مكاسب سياسية في صنعاء ولو هلكت عدن . لا اظنني مغاليا اذا قلت ان ثورة شعب الجنوب التحررية وقضيته الوطنية في خطر حقيقي يحدق بهما وان ثورتنا امام تحدي وجودي ، بما ذلك التحدي يخص شعب الجنوب الثائر ، تحدي ان يكون او لا يكون ، اذ برزت مظاهر وتجليات تكشف حجم الخطر من جهة ، ومن اخرى تسقط الاقنعة الزائفة وسط الثورة .. لاشك ان الفرز احد مخاضات هذه المرحلة الحرجة والحساسة ، ونقول للمرجفين والزائفين ان ثورتنا عمرها باقية وجذورها راسخة وقدم شعب الجنوب الاف الشهداء والجرحى في سبيل تحرير ارضه واستقلاله ،، وسيان كان هاديكم في صنعاء او في عدن فثورتنا مستمرة ولن تسمح القوى المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته ( دولة المواطنة والمؤسسات - لا دولة القبيلة ولا العشيرة ولا المنطقة ولا الحزب ولا المذهب او الطائفة ولا الفرد ) بتغييبها لصالح اجندة المحتل أو الإقليم .. فلنستوعب الخطر بوعي ونعمل على اسقاط مؤامرة احتواء ثورتنا واغتيال تطلعاتنا واهدار تضحيات شعبنا الابي وسيظهر المخلص من الزائف والمخادع ولن يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على إنجاز شرط الضرورة لانتصار ثورتنا - وحدة أداة الثورة - المتمثل بوحدة الإرادة والقيادة والقرار والفعل الثوري الميداني وذلك من خلال عقد مؤتمر وطني جنوبي لكل القوى المؤمنة بتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته دون تهميش أو إقصاء لأي طرف يتمخض عن هذا المؤتمر الثلاثية الذهبية أو المثلث الذهبي باضلاعة الذهبية الثلاثة .. أولها توحيد الأداة الثورية - شرط الضرورة لانتصار الثورة ( المتمثل بوحدة الإرادة والقيادة والقرار والفعل الثوري الميداني ) ، وثانيهما الاتفاق على الاستراتيجية الوطنية - البرنامج السياسي الواحد والموحد وثالثهم الاتفاق على إدارة القرار الوطني الجنوبي. ولأننا ندرك بأن شعبنا الجنوبي الأبي قد سبق طلائعه ، ان كان ثمة من يستحقوا هذا الوصف .. شعب الجنوب كان وما يزال الحامل والحاضن والحامي لقضيته ، وحماية ثورته من الاحتواء وافراغها من مضامينها كما يسعى المتآمرون والمتواطئون وأدوات الاحتلال والاقليم .. واليوم هي مسؤولية كل الثوار المخلصين ، فلا تربطوا الثورة الجنوبية التحررية بقيادة ولا بزعامة ولائها لشرعية الاحتلال أو للقوى الإقليمية وتنتظرون حتى يقع الفاس بالراس .. ماذا نقول لشهدائنا الابرار الذين تعهدنا لهم بالوفاء والسير على دربهم ، درب التحرير والاستقلال ، عهود بعدد مواكبهم وخلف جثاميمهم الطاهرة ...؟!!! ماذا نقول للجرحى والمعوقين ...؟!!! هل ننكص عن عهودنا بذريعة فشل او عجز القيادة ( المجاز ) ...؟!!! فلنستنهض الهمم ونتحرك .. ولنجعل كل يوم على الاحتلال وأدواته وأدوات الإقليم بالفعل معركة وجود تحت عنوان ( عدن عاصمة الجنوب ) ولن تكون عاصمة لجناح الاحتلال المهزوم في صنعاء والهارب اليها ليجعل منها مرتكزا لصراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل ...!!! وفي مثل هذه القضايا جلنا يدرك بأن " الحسم " .. أجمل عطر للأرض .. كي تظل بكبريائها .. وأن الميدان أجمل طاولة للتفاوض والحوار .. والمشكلة أنه يجب أن تفاوض من حاول ويحاول وسيحاول أن يقتلك في كل ميدان ...