هناك صفة يتم تداولها دائماً عند أي حديث عن صحيفة النداء ، صحيفة محترمة ، أصبحت هذه الصفة لصيقة بإسم " النداء " ، حتى تظن من ملازمتها الدائمة تقريباً لإسم النداء أنها جزء من إسم الصحيفة أو ترويستها..
هذه الصحيفة المحترمة التي كانت خلال السنوات الماضية منبر حقيقي لقضايا الناس والمتوقفة حالياً عن الصدور قسرياً هي أهم وسيلة إعلامية يمنية خدمت قضايا حقوق الإنسان المختلفة بآداء مهني رفيع ونادر..
جريمة الإختفاء القسري، قضية المعسرين، قضية صعدة و المعتقلين والمختفين على خلفية حرب صعدة، الحراك الجنوبي والإنتهاكات التي رافقت مسيرته، قضية الخيواني، قضية المقالح، قضية فهد القرني، قضية بجاش الأغبري، قضية أحمد الدرويش ، هذه نماذج فقط لقضايا كانت النداء بحق منبر لها وحامل لملفاتها..
صحيفة النداء وهي الصحيفة اليمنية الوحيدة تقريباً التي أقرت هيئة تحريرها ميثاق شرف مهني يضبط آدائها المهني ، ومن متابعة دائمة لآدائها أستطيع القول أنها فعلاً التزمت بقواعد هذا الميثاق وكانت بالفعل صحيفة الجمهور وحامل أمين وخلاق لقضاياه..
سامي غالب ، القامة السامقة ، النزيه والحصيف إلى أقصى حد ، رئيس تحرير هذه الصحيفة المحترمة ، شخصية فذه ونادرة للغاية ، مثقف من الطراز الرفيع ..
لا أعرف إن كان لا بد من وجود مناسبة لقول هذا عن النداء وسامي غالب ، لكن فكرة قول هذا راودتني كثيراً منذ توقف النداء عن الصدور، وكنت كل مرة أقاوم تحت مخاوفي من عدم إيفاء سامي والنداء ولو بعض حقهم..
لكني بالفعل أتذكر النداء كل إثنين وأشعر بالحسرة لتوقفها عن الصدور ، أتذكرها كلما كان هناك قضية حقوقية أو تقرير أو خبر أعرف أن النداء كانت ستعطيه حقه الطبيعي في النشر ، ستمنحه مساحة مناسبة في مكان مناسب ، وسيحرر بلغة فريدة وحساسية عالية ومحترمة.
بالتأكيد يقف مع سامي فريق محترم أيضاً ملتزم بذلك الميثاق الرائع ، شاركوه الدأب لخلق نموذج محترم كالنداء وهم على قدر عال من الكفاءة والمهنية ..
سامي غالب وكل فريق النداء .. لكما كل الإكبار والإجلال..