اشتاق لصحيفة « النداء» المتوقفة قسرياً منذ سنتين ونصف، وهي كما أؤمن الأكثر نزاهة وعصامية واستقلالية بين كل الصحف اليمنية.. «النداء» التي لا تندثر قيمها على الاطلاق.. «النداء» التي ترك غيابها فراغا كبيرا في الصحافة بإجماع كل الشرفاء والمحترمين في هذه البلد. نداء الهمة الحلمية، و الدأب المهني والحقوقي والوطني الأصيل الذي يميز ناشرها ورئيس تحريرها المتفوق والقدير سامي غالب العصي على أي ترويض أو احتواء أو كسر. والحاصل أنني أمام أي مكتبة وكشك، تلقائياً أجدني ساخطاً من كل الصحف المعروضة المنتشرة كالوباء الهستيري، تحديداً الصحف الفجائية العجيبة التي خرجت خلال العامين الأخيرين ،ليس بمضمونها اللامهني عجيبة فقط، ولكن حتى بمسمياتها وأسماء رؤساء وطواقم تحريرها التي ماخطرت على قلب بشر فما بالكم بعناوينها ومانشيتاتها !. على أن كل هذا التفسخ القيمي والمهني هو الذي خلقها كصحف مستقلة بالذات، بينما صحيفة معتبرة ونزيهة ومتفوقة كصحيفة« النداء» كانت أكثر انتماء لشرف المهنة وروح الموضوعية والحقيقة وحقوق الانسان والوعي التنويري، مازالت متوقفة عن الصدور منذ تعثرها المالي منتصف 2011م وصولاً لمداهمة مقرها وسرقة أجهزتها للأسف. يالهذا الزمن الرديء و المخبول وغير العادل فعلاً..!! زمن غثاءات صحف مطابخ مراكز القوى القديمة والجديدة غير السوية على الاطلاق.. زمن الطيش واللامعيارية واللانوعية والتجرؤ العلني على التباهي بالبلادة والانحطاط. لذلك يجب أن نشتاق للنداء ونعمل كل ما ينبغي من تكاتف وتضامن ومساندة لإعادة إصدارها، وكي تتجاوز محنة ماتعرضت له في 2011م من اقتحام لمقرها وسرقة اجهزتها، ما ادى الى توقفها القسري، وهي المتعثرة أصلاً، جراء تراكم ديونها المختلفة من وقت سابق. كنا في« النداء»، وكنا أكثر تعباً، لكنا كنا أكثر إصراراً وأملاً وارتياحاً بالانجاز الذي يشرح البال والخاطر ،كما لو يفتح كوة في الجدار : إنجاز الانحياز للعدالة وللطهارة المهنية ولأوجاع الناس، إنجاز تعكير رؤوس تلك النوعية الانتهازية والانحطاطية من الساسة والحقوقيين الأوغاد والاستثراءيين ، أو الأغبياء والمهرجين، سواء بسواء. نعم.. يجب أن نحتشد بشدة لترجمة شوقنا للنداء. و إذ اعترف أنني أقولها دامعاً بمسرة غامضة، ففي غمرة ترتيبي لارشيف حنيني، أجزم أنني رأيت «النداء »بحبرها اللامع الذي يسر الحقيقة، النداء التي ستظل رغماً عن أنف كل نباش ونهاش في هذه البلد تتجذر أكثر في حاضرنا ومستقبلنا الحلمي بصحافة أنقى وأكثر حضوراً و أثراً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك