متى يدركوا هولا الطغاة خطورة هذه المرحلة الصعبة والأزمة التي ترافقها ومعرفة أساليب الظروف المساندة لديموتها حرب ثلاث سنوات عجاف وماهي بحرب حقيقية وفعلية يسودها الحسم والنصر ؟! وأزمات مستعصية وكوارث قتل للإنسان الجنوبي والشمالي معا وتدمير للأرض ومقوماتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والمادية والمعنوية والعبث يزداد يوما بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع وشهر بعد شهر وسنة بعد سنة ولأهناك مؤشر يعلن موقف جديد حيال القضية اليمنية برمتها ولأهناك ظهرت قوى مؤثرة في العالم تضع حلول مناسبة لكل أزمات ومشاكل المنطقة وحتى الدول الكبيرة للأسف كل مواقفها ارتزاق ونهب الثروات وكل مواقفها سالبة وبعيدة عن المواقف الايجابية ليس هذا في اليمن فقط بل عمت كل بلاد المسلمون والعرب واليمن إحدى الساحة من ساحاتها التي يمارس فيها الكذب والدجل والتدليس والبلطجة الدولية . الا نحتاج نحن الجنوبيون إلى قراءة الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية والمعيشية للوطن والمواطن بعناية فائقة وفي اليمن الشمالي أيضا حتى نخرج من عنق زجاجة الأزمات المصطنعة والمستعصية وندول الأمور التي تهم مصالحنا أولا ثم نلتقي جميعا على طريق خط الاستواء الذي يؤدي بناء الى طاولة التفاهمات وساحة المصارحة والمصافحة الحقيقية التي تخدم أجيالنا القادمة مستقبلا وتحافظ على استغلال ثرواتنا الطبيعية المتنوعة في الجبال والوديان وعلى ارضنا بحرا وبرا وجوا الا هل من الممكن ان نصارح أنفسنا بأخطائنا ونكتم نفسنا على ماضينا الملطخ بكل شوائب الخيانات والارتزاق والنصب والاحتيال القتل السياسي والعسكري في الماضي وفي الحاضر وحتى في ظروف الحرب المارقة التي تسوقها لنا قوى عديمة الضمير والقيم الإنسانية لايهمها استقرار الوطن لا شمال ولا جنوب إننا اليوم في الجنوب نحتاج إلى مراجعة كل ما صادفنا في جميع المراحل الماضية وان نكون أكثر دقة في وضع الإسرار على الطاولة المستديرة والى جانبها أسس وشروط المحاسبة لمن تبقوا على قيد الحياة ومهما كانت مكانتهم او جاههم او مسئولياتهم على كل ما ارتكب في حق ابناء شعبنا الجنوبي من جرائم جنوبية نفذت بادي جنوبية للأسف وإشراف شمالي مباشر وبتوجيهات من قبل أيادي قيادات شمالية قبيلة وفئوية استخباراتية ومخابراتية سابقا ترافقت مع قيام ثورة الجنوب الأولى بقيادة الجبهة القومية في العام 1963 والتي عانت الكثير وواجهت العديد من العراقيل المؤامرات وتعرضت لمطبات عسيرة أدت الى تصفية جسدية لا أهم قياداتها وموزها السياسيون ومنهم العسكريون والامنيون من بعد الاستقلال وحتى مراحل لاحقة وفي مقدمتهم الشهيد البطل والأب الروحي لثورة أكتوبر الجنوبية المناضل الجسور فيصل عبد اللطيف الشعبي ورفاقه السياسيون الذين خاضوا معه وعلى جانبه أصعب مراحل النضال والتكوين للأطر التنظيمية وحتى أخر كرثة ارتكبوها في حق الدبلوماسيون الذين كانوا يعتبرون وجه دولة الجنوب السياسية في العالم لكن ألحقوهم قسرا في طائرة الموت أسقطت في أجواء حضرموت ثم لم يتوقفوا بل تمادوا وواصلوا الى مرحلة استهداف كل القيادات العسكرية المؤهلة والمثقفة والمتعلمة وفي مقدمتهم الشهيد العقيد عبد الهادي شهاب والشهيد البطل العقيد الصديق احمد وكثيرون من شلة العقداء المناضلون المشهورة كانوا في الجيش او جهاز الأمن بعد الاستقلال ؟!! ان كل من شاركوا في الأخطاء وساهموا وشاركوا في عمليات التصفيات بعد خطوة الثاني والعشرون من يونيو 1969 نالوا نصيبهم ومن تم تصفيتهم في مراحل صراع متفرقة على مدى فترات زمنية متلاحقة بداية من تصفية الرئيس سالمين الذي يتحمل جزء كبير من المسئولية وانتهاء بمجزرة 198 المحرزة التي كانت قشة قسمت ظهر البعير ومكنت الأشقاء الشماليون المتآمرين من الاستيلاء على القرار السياسي والعسكري والمالي ,والاقتصادي في الجنوب اولا وفي طبق من ذهب وثانيا أكمل المناضل البطل البيض المشوار وسلم ماتبقى من الجنوب شعبا وأرضا وثروة وهوية للشمال وإعطاء لهم صك شرعي بأيديهم تملكوا من خلاله ما تبقى من الجنوب بدون وجه حق وقالوا في الأخير عاد الفرع الى الأصل بعد عزو وحرب ضروس في العام 1994 وبرغم دسهم ومؤامراتهم القديمة والحديثة القبلي والديني والطائفي والفئوي الا أنهم فشلوا في البسط والاستيلاء على الجنوب اوحتى على شبر من أرضة علما بأنهم وحتى اللحظة يهيمنون ويمارسوا عملهم حتى اليوم داخل مرافق الجنوب وباسم الشرعية الدولية التي يهمها ان يظل وضع الجنوب معلقا وفي الشمال حتى وقت متأخر لكي تشفط ثروات الإقليم وتحرم ناس الجنوب من حقوقهم المشروعة والمكتسبة على أرضه للأسف عمل مزدوج والجنوبيون فيه رأس الحربة بين مرتزق ومتهرئ ومغالط رمسيس في علاقاته الجانبية مع أصحاب اللعب السياسي الخطر . هناك توجد إمكانية واحدة فقط خارطة طريق ولأغيرها اذا توفرت القناعات والنوايا الصادقة والشفافية في النقد وتوجيه الأمور نصب الحقيقة والواقع هي تتشكل على النحو الأتي . إعادة ترتيب جميع الأوضاع للبيت الجنوبي التي تقود إلى إعادة واستعادة دولة الجنوب عن طريق استقلال او من خلال توافق دولي على حلول ترضي جميع الإطراف او يتم رص الصفوف في الجنوب لجميع مكونات الجنوب على ان تتجرد القيادات الجنوبية من التزاماتها الواطية والدنيئة ورفض الأجندات التي تلعب وسط الصفوف الجنوبية وكما اشرنا ان يتم ترتيب الأوضاع والأمور وتوحيد الهدف والإلية والعودة الجميع إلى ارض الجنوب لمتابعة قضيته من على ارض الواقع ومن خلال كل الطاقات والجهود الجنوبية الموحدة وفضح كل العابثون بمقدرات الجنوب وشعبه . وعودة الحقوق إلى أصحابها ومنح المناضلين والشهداء أدوات التكريم التي يستحقونها مع مراعاة ظروف العائشين على قيد الحياة من تسويات في مستحقاتهم ووضع لهم رواتب مشرفة منتظمة تمكنهم من العيش الكريم لما تبقي لهم من حياة وذكرا لمسيرة نضالا تهم والتضحيات التي قدموها من اجل الجنوب والمواقف المعاصرة كانت سياسية او عسكرية او تخصصية على كافة الأصعدة والمستويات ومراعاة ظروف الجيش والأمن الجنوبي السابق الذي يتجرع مرارة الظلم والجوع والعطش وضياع حقوقهم من رواتبهم المستحقة وعدم حصولهم على ترتيب أوضاعهم العسكرية والأمنية والمدنية حيث لديهم أطفال واسر تستحق العطف والعيش الطيب والكريم نتمنى ان تعود الحياة الى طبيعتها ويسعد الجميع في الجنوب وفي الشمال وكما قال الحديث حب لأخيك كما تحب لنفسك وعفا الله عما سلف .