يحتدم الصراع على أشده بين القوى والقيادات الموتمرية بين الشطرين في الشمال والجنوب وقد بدأت بوادر هذا الصراع منذ أحداث الحادي عشر من فبراير وانقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية والحكومة في الدولة وقد قام الرئيس صالح قبل مقتله بقرار فصل هادي من المؤتمر الشعبي العام وبإجماع وتصويت قوي المؤتمر في الشمال وأعضاء اللجنة العامة . وأنشأ هادي مؤتمرا جنوبياً وانشق عن مؤتمر " صالح " والشمال بعد هروبه إلى عدن وقد تبني القيادي آنذاك أحمد الميسري تشكيل المؤتمر خاص بالقيادات المؤتمرية الجنوبية في الشطر الجنوبي من الوطن .
و ظهر الصراع مجدد على كرسي المؤتمر الشعبي العام بعد مصرع " صالح " في العام الماضي حيث ظهرت أصوات تنادي بإعادة قيادة المؤتمر الشعبي العام من أطراف اخرى بعيد عن هادي الذي أعتبره الكثيرون من القيادات وكوادر شمالية في المؤتمر مفصولا بقرار " صالح " ولايحق له العودة الى كرسي وأحضان المؤتمر .
واتضح جلياً دعم بعض الدول من التحالف العربي لاستنساخ أحمد علي عبدالله صالح لا يحمل محل ولده في كرسي العرش المؤتمري . كما تم تشكيل فصيل آخر تقوده أنصار الله ليكون غطاء سياسي لهم في الشارع وأسطوانة الشراكة التي يتخذون من بعض القيادات في المؤتمر بدلا لصالح أمام الرأي العام في العاصمة " صنعاء " .
كل تلك الصراعات والنزاعات تعود مجددا بعقد المؤتمر الشعبي العام الجنوبي جلسة في عدن ويشتد بذلك الصراع على أشده في قادم الأيام بين شمال المؤتمر وجنوب المؤتمر فمن يظهر بكرسي المؤتمر في قادم الأيام .
مؤتمر المعاشيق لملمة الأوراق المتناثرة ام رسائل الى القيادات الشمالية :-
في لقاء موسع حضرة مايقارب 1173 من قيادات المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية بقيادات وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء المهندس احمد " الميسري " في معاشيق بعدن حاول مؤتمر الجنوب لملمة الأوراق المتناثرة وأحياء الأنفاس الأخيرة وانعاش الآمال والامنيات والتطلعات في استنساخ مؤتمر شعبي عام جنوبي بعيد عن الشمال وجعله ورقة ضغط داخلي وخارجي حيث يعاني المؤتمر الشعبي العام بصفه عامه من التشرذم والانهيار والصراع الداخلي ويصارع من اجل البقاء فهو يقاتل في جبهتين وكل جبهة تحاول تثبيت نفسها من أجل البقاء والاستحواذ فقد تفرخ المؤتمر الشعبي العام الى فصائل متعددة وكثير كان من أهمها مؤتمر الجنوب الذي يقوده هادي بعد انقلاب صالح والحوثي على شرعيته في صنعاء ومؤتمر الاستنساخ الورثي الذي يقوده نجل صالح احمد علي صالح وغطاء الحوثيين السياسي الذي يقوده الراعي وحبتور . كل تلك التحركات جعلت من مؤتمر الجنوب أمام مفترق من الطرقات وجب عليه التحرك وتحريك المياه الراكدة ولملمه الأجزاء المتناثرة وتجميع الأوراق التي طارت بها المتغيرات والأحداث السياسية . وقد آثار مؤتمر المعاشيق الجنوبي ردود أفعال وجدل واسع بين مؤيد ومعارض وكرس الإجتماع التنظيمي الثالث في المحافظات الجنوبية تنصيب الرئيس هادي رئيسا لحزب المؤتمر خلفا للرئيس صالح الذي ظل رئيسا للحزب منذ تأسيسه في العام 1982 م .
وبذلك قد يكون مؤتمر المؤتمريين الجنوبيين قد لا يخرج من لملمة الأوراق المتناثرة في المؤتمر الشعبي العام ودعم هادي سياسي وقطع الطريق وإيصال رسائل إلى القيادات المؤتمرية الشمالية في كيان الحزب .
ما علاقة تصريح بن دغر وهل تمرد على مؤتمر " هادي " :-
قبل أيام من انعقاد المؤتمر التنظيمي الثالث للمؤتمريين الجنوبيين لمح وصرح رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر الى الكثير من الأمور التي لها علاقة وشيكه في عقد الميسري للمؤتمر في قاعة المعاشيق.
و ركز بن دغر في خطاباته على رفع العقوبات عن عفاش الصغير وتطرق ولمح إلى إمكانية عودته الى المؤتمر الشعبي العام وقيادة كرسي ودفه المؤتمر الشعبي العام وقد رأى كثيرون أن عقد مؤتمر عدن هو بمثابة قطع الطريق عن المساعي التي يسعي إليها رئيس الوزراء في رفع العقوبات عن عفاش الصغير من قبل مجلس الأمن واستنساخ احمد ليكون عودة الابن الضال بعد سنين إلى كرسي المؤتمر الشعبي العام وأزاحه هادي من كرسي المؤتمر ويعتبر ذلك تمرد واضح على هادي والقفز من سفينة الحكومة الشرعية الى أحضان احمد علي عبدالله صالح .
وقد نفي نجل صالح احمد علاقة للهيئات التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام في عدن وبالاجتماع الذي عقده احمد الميسري . وبذلك قد يحتدم الصراع بين هادي وأحمد عل كرسي المؤتمر بتمرد وعصيان ملحوظ من رئيس الوزراء بن دغر والقفز من السفينة الى الاحضان . .