عندما تخلق من المعاناة والمحن جمالا يحس ويشاهد هنا نعرف ان هناك شيء عظيم وراء ذلك, وأن تترجم المناظر التي تراها عينك الى لوحات فنية ترسمها بيدك وتغلفها بإبداعك وحسك الفني نعرف أنك فنان يستحق منا كل الاحترام والتقدير والإيمان التام بموهبتك وفنك. معرض اللوحات الفنية والتشكيلية الذي أقيم بمرسى السواح بمديرية التواهي كان فريدا من نوعه لاحتوائه على مجموعة من الفنانين الشباب الذي عرضوا لوحات لهم رسموها ولونوها بأساليب مختلفة وشكلوها بشكل راقي وفريد من نوعه ونال إعجاب كل من حضر من جهات مسؤوله واعلاميين.
افتتح المعرض مدير عام التواهي عبدالحميد ناصر الشعيبي ومدير عام صيرة خالد سيدو و المحلي المهندس عدنان الكاف ووكيل المحافظة محمد الشاذلي وعدد من كبار الفنانين الرسامين بمعهد الفنون ومكتب الثقافة بعدن الذين عبروا عن فخرهم بحدوث كمثل هذا المعرض بعدن رغم كل المعاناة والألم الذي تمر به المدينة.
المعرض حوى العديد من اللوحات التي تعبر عن الواقع المعاش في المدينة فترة الحرب وحاليا ونظرة كل رسام للمستقبل والأحداث واختيار الأفكار والأماكن وعكس قدرة الرسامون الكبيرة على التفنن بالرسم والتشكيل وطموحهم الأكبر بتحدي الواقع وكسر حاجز العجز والقيام بعمل فني ولو بسيط للتعبير عن حبهم لمدينتهم وفنهم الذي يعتبروه عظيم بكل المقاييس.
كانت لعدن الغد زيارة لهذا المعرض واللقاء بمجموعة من الرسامين والحاضرين واعداد التقرير الاستطلاع التالي...
استطلاع : دنيا حسين فرحان
*لكل منا طابعه الخاص والمعرض يعد خطوة جميلة :
تقول الفنانة التشكيلية والرسامة الطاف عبدالله:
شاركت بهذا المعرض بلوحتي عن مدينة تنا التي تبين فيها عن البعد واستخدمت فيها اللون البني بالنسبة لي يعطيك الثقة بالنفس والحزم لذلك استخدمه كثيرا في رسم لوحاتي , المعرض بشكل عام فيه لوحات مختلفة وكل رسام له احساس مختلف عن الآخر وموهبه مميزة لذا نجد الاختلاف في كل لوحه فهناك مناظر وهناك أفكار تنفرد بها كل لوحه.
لكل منا حس فني لذلك نعتبر كلنا فنانون الكل هنا حب المعرض وعبر لنا عن سعادته وهذا ما لاحظناه حتى في ملاحظاتهم لنا كانت هناك اشياء دقيقة هذا يعني أن فن السم لا يقتصر على الرسامين والفنانين التشكيليين فقط بل كلنا لدينا حس فني ونستطيع أن نعرف ماذا نقصد باللوحة أو ماذا نريد أن نوصله منها فالفن رسالة مثلها مثل الاعلام وبقية المجالات لذا علينا أن نوصلها بالشكل المناسب وأن نكون مسؤولون عن ذلك.
أريد أن يستمر هذا النشاط وأن يتكرر لأننا بعدن لحاجة لمثل هذه الفعاليات الفنية ونتمنى من الجهات المعنية بالفن والثقافة أن تشجعنا باستمرار سمعنا بأن هناك فعاليات قادمة لكن لم نعرف التفاصيل لكننا على أمل بأن القادم بإذن الله سيكون أجمل.
*أول مشاركة لي بعدن وهذا المعرض جمع مختلف الرسامين المبدعين
تتحدث الرسامة التشكيلية مهندسة معمارية حنان عن مشاركتها في المعرض :
هذا أول فعالية لي بعدن وأشعر بالفخر والشرف بهذا لأن لي مشاركات خارجية شاركت بعدة معارض بجدة ولي مشاركتين بمصر والمغرب , فعالية اليوم جميلة جدا لأنها جمعت الفنانين مع الناس العامة والمسؤولين في مختلف الجهات الحكومية والثقافة شاهدنا أفكار بعض تبادلنا الخبرات شاهدنا امكانيات غيرنا وما يميزهم وادركنا بأن لكل شخص فكرة وأسلوب وطريقة تفكير وعمل مختلف اثناء الرسم والتشكيل في اللوحات.
لوحتي عبارة عن فتاة تظهر ملامح اعينها ويحيطها ورد على اعتبار انها نظرة مستقبلية للمدينة ولعامة الناس وان اوصل رساله لعدن بأن أتمنى لها واقع أجمل بالمستقبل.
احب ان اقول لكل الرسامين هنا استمروا بمثل هذه الاعمال واهنيهم على الاستمرار والنشاط وان مشاركاتهم بإذن الله تصل للعالمية.
اقامة معرض للرسامين والفنانين التشكيليين هنا بمديرية التواهي له رسالة ذات شقين الشق الاول اقامة هذا المعرض بهذا المكان برصيف السياح الذي يعد معلم من معالم عدن التاريخية رغم ما تعرض له من تدمير شامل على ايدي الغزاة والمليشيات الحوثية الايرانية والعفاشية وهذا التدمير امامكم ما زال الى حد اليوم , والمعرض في هذه الساحة هو رساله لهم لبأن عدن ولاده وستظل نابغة بالحيوية وكما خرج من ابناء عدن من يقاوم هؤلاء الغزاة ويلقنهم دروس في حب الأوطان اليوم يخرج من ابناء عدن من يمتلك هذه الابداعات في جميع المجالات مجال السم والفن التشكيلي واثبتوا بأن هذه المدينة ستعود كما كانت ووجهوا رساله موجهة للحكومة التي يجب أن تعطي لهؤلاء الشباب اهمية وهذه الحكومة هيا امام أمرين الامر وخيارين الأول ان تتحمل مسؤوليتها وتعود وتواجه المواطن وتنهض بالشباب والثاني ان تقدم استقالتها وهناك من هو افضل منها وهؤلاء الشباب وصلوا لهم رساله بانهم موجودين في عدن وابداعاتهم ليس لها حدود نحن بحاجة الى من ينتشلهم ويمد اليه ايديه وهو سيعودون بقوة فهم سواعد المدينة .
*تشرفت بحضوري للمعرض وتفاجأت بكمية الابداع فيه
ويختتم مدير عام صيرة خالد سيدو الكلام:
جئت الى هنا مع مجموعة من المسؤولين وكوكبة من الرسامين والفنانين التشكيليين في عدن لمشاركة الشباب هذا المعرض الذي يعتبر اضافة لهم في مسيرتهم الفنية واضافة لعدن بشكل عام.
تفاجأت حقا بما شاهدته لوحات فنية معبرة جدا وتحاكي الواقع وانسانية ولكل منها قصة ورسالة وايضا اسلوب خاص لمن رسمها أيضا الفن التشكيلي بالرخام وعلى الأواني شيء مدهش ورائع للغاية استمعت كثيرا بالحضور والمشاركة والوقوف الى جانب هؤلاء الرسامين المبدعين واتمنى لهم النجاح والتألق وأن يستمروا بنفس المستوى وأن تمد لهم الدولة ووزارة الثقافة يد العون وتشجعهم لإقامة معارض أخرى واستقطاب شباب وفنانين آخرين فعدن تمتلك الكثير من شبابها الهاوي والطموح وكنا سنكون معهم.
إقامة مثل هذا الفعاليات بعدن جانب مهم للغاية خاصة في ظل الأوضاع الحالية لكنها بحاجة للاستمرار والدعم وتوفير الأجواء اللازمة لذلك وهذا ما يأمله الرسامون والفنانون التشكيليون لتحدي الواقع واظهار مواهبهم الدفينة.