لكل امبرطورية نواة، ونواة كل امبراطورية فكرتها ، تولد بشخص فجماعة فكيان ثم دوله إلى أن تصل إلى مسماها الامبراطوري .تستمر كل امبراطوية بين هزيمة وانتصار لا يدمرها سوى انتهاء فكرتها . كذلك تماماً ثورتنا ففكرها وأهدافها معروفة وواضحة ، بدأت بثائر ثم بمجموعة من ((الثوار)) ثم أصبحت دولة مكونة من ثوار وجناح سياسي ممثل بأحزاب اللقاء المشترك والمستقلين وجناح عسكري ممثل بالجيش المناصر للثورة .
بعد التوقيع على المبادرة الخليجية انقسم الشارع إلى حزبين أولهم من أصابه الإحباط والحزن وأعلن فشل الثورة وتباكى على شهداء سقطوا دون الوصول إلى أهدافهم وآخر من امتزج عنده الفرح بالحزن والشعور بالخيانة تجاه الشهداء والمصابين ،فلم أرَ، ولا أظن ان هناك من امتلكته فرحة خالصة.
حزني وأسفي على من تمالكهم الإحباط وتركوا ثورتهم وهي في أمس الحاجة إليهم، وتعالوا هنا ندرس الواقع بحق : أتسائل هنا هل المشترك ممثل سياسي رسمي للثورة ؟؟ فإن كان الجواب ب(نعم)، فإنهم يشكرون على توقيعهم على المبادرة سواء أصابوا فيه أم اخطؤوا فهم يؤدون مهامهم وعملهم . أما إن كان الجواب ب( لا )،إذن ما الذي تعني لكم المبادرة أيها الأحرار ؟طالما أنها لم تشمل ممثلاً رسمياً لكم. وإذا ما اعتبرنا أن المشترك قد خان الساحة والثورة، فإن المبادرة تقدم لكم خدمة على طبق ذهب بعد أن عرت المشترك على حقيقتة وحققت لكم أول مطالبكم وهي رحيل صالح. وهنا تعالوا نناقش الاحتمالات قبل المبادرة وبعدها: فقبل المبادرة لم يوجد احتمال غير الحسم العسكري،وبعد المبادرة يبقى أمامنا احتمالين إما ان يهدي الله المؤتمر والمشترك ويصلون باليمن إلى بر الأمان ولو بعد حين ، (( احتمال أستبعده شخصياً )). أو الآخر وهو تأزم الوضع وفشل للمبادرة يعقبه حسم عسكري . إذن ففي الحالتين يظل احتمال الحسم هو الأرجح . وأرى فرقاً بين حسم بعد المبادرة وآخر قبلها ،فالأول سيرافقه دعم للثوار في الرأي العام المحلي والدولي. اما عن الحصانات والضمانات فيا احبتي لا تقلقوا، فان الحصانات وان وقع عليها المشترك وانصاره والمملكة وجيرانها واجمع العالم عليها . فان لحظة قدر بقلب رجل شجاع ويحمل رصاصة واحده تفسد كل هذه الضمانات والحصانات .فيا شعبي لا تقلقوا . أخيراً : تبقى أهداف الثورة واضحة وتقتصر على : 1- إسقاط نظام صالح السياسي والعسكري . 2- بناء الدولة المنشودة. فأي طرف حاول أو وسوست له نفسه أن يحاول الوقوف أمام هذين الهدفين فبدون أي تردد يضاف الى أهداف الثورة إسقاطه .
وما أردت أن أوصله إلى إخواني الأحرار آنفاً أن ثورتنا لم ولن تنتهي مادامت أهدافها واضحة وضوح الشمس ، سواء كان المشترك معكم أو عليكم .
والشكر الجزيل للمشترك وقاداته كأقل تقدر لأعلى نخبة سياسة في البلاد سواء أصابوا أم أخطؤوا . ونسأل الله أن يجزيهم على قدر جهودهم ونواياهم وإلى شعبي الحبيب أقول: أظن أنه لم يعد هناك ما نخسره، فقط (( غمضوا واتفاءلوا)).