يتحدث المهندس عبدالله محسن الأكوع عن تميز الثورة اليمنية مقارنة بثورات الربيع العربي الأخرى، ويشير إلى الجدل الدائر حول بند الحصانة الممنوحة لصالح بموجب المبادرة الخليجية، ويقول إن اليمن بحاجة إلى مصالحة عامة أكثر منها ضمانة لأشخاص، الاكوع تحدث ايضا عن ثورة المؤسسات التي يصفها بأنها ثورة الفئة الصامتة داخل المؤتمر الشعبي العام إضافة إلى محاور أخرى في سياق هذا الحوار لصحيفة الناس فإلى الحوار.. بدأت الأمور تنحو منحى آخر في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ما الذي تراه؟ - الحقيقة أن الأمور تسير بعد مرحلة التوقيع بشكل إيجابي، المبادرة الخليجية كانت واضحة مع آلياتها التنفيذية، طرأ على المبادرة بعض التعديلات بفعل الآلية اللاحقة للمبادرة، وكان المنصوص عليه في المبادرة الخليجية أن يقدم الرئيس استقالته في اليوم الثلاثين من التوقيع بعد أن يتم منحه الحصانة قبله بيوم. * ما الذي طرأ؟ - الفترة تحولت من ثلاثين يوما إلى تسعين يوما، والاتجاه تحول من تقديم استقالة إلى إجراء انتخابات مبكرة، وتم ذلك باتفاق الأطراف، وشكلت مخرجا بذلك للواقع الذي تعيشه اليمن، لأنه كانت هناك رغبة أكيدة على استمرارية الثورة الشبابية السلمية وكانت المبادرة واحدة من وسائل ضمان استمرارية الثورة بعيدة عن الصراع، لأن الأمور كانت مرشحة للدخول في صراع طويل المدى، وربما صراع أكثر شراسة من الذي جرى في ليبيا، بحكم أن الشعب اليمني مهيأ لصراع طويل المدى ولأن مكوناته الاجتماعية تعيش أجواء الصراع والنزاعات سواء على مستوى القرية أو القبيلة أو غيرها، إنما الحمد لله الأمور أخذت منحى إيجابيا وحضاريا منذ البداية وهو مسمى الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وحرص جميع المنضمين إليها بكل مكوناتها على أن تكون الثورة سلمية، وكما بدأت سلمية يجب ان تنتهي سلمية إلا ما جرى في بعض المناطق كالحصبة وأرحب ونهم فكان من الناس أو من القبائل دفاعا عن النفس، البادئ بالعنف هو السلطة، والناس دافعوا عن أنفسهم، وظلت ساحات الحرية وميادين التغيير في أنحاء الجمهورية سلمية تماما على الرغم من شدة القتل والاعتداءات التي طالتها جميعا، حريصين على السلمية مهما بلغ العنف. * قلت كان هناك ما يشي بانفجار الوضع في صورة قد تفوق المشهد الليبي هل كان صالح وعائلته يعدون لذلك؟ - بشكل عام الحكام العرب الذين حكموا شعوبهم لفترة طويلة من الزمن كانوا في حالة صدمة من صعود إرادة قوية لشعوبهم بالتغيير وقد استكثروا على شعوبهم هذه الأصوات المعبرة عن التغيير، وعوضا عن التعامل مع هذا الأمر بواقعية انطلقوا في هذا الأمر بنفسية تخيلت نفسها الأمضى والأقدر على كبح جماح أي تمرد من وجهة نظرهم وواجهوه بالقوة واختلفت نسبة القوة من بلد إلى بلد، والحال عندنا لم يكن مختلفا عن غيره حيث كان المشهد الأشد في ثورة الربيع العربي هو ليبيا ثم سوريا من حيث عدد الشهداء والمصابين أما اليمن فكانت مواجهات في بعض المناطق إلى مستوى الحرب غير المتكافئة لأنه استخدم فيها كل سلاح الدولة من طائرات وصواريخ ومدفعية وجيوش نظامية، ولكن المواطنين في تلك المناطق كانوا أصحاب حق ومطالبين بالتغيير، والمطالبة بالتغيير لا تعطي مبررا لأحد أن يشن ذلك الكم الهائل من العدوان على المواطنين والتي تمثلت في قصفهم بالطائرات والمدافع والدبابات والصواريخ وغيرها، وما شهدته العاصمة صنعاء تحديدا في الحصبة واقع لم نكن نتوقعه جميعا أن يحدث هكذا داخل العاصمة بكل تلك القسوة باستخدام تلك النيران وتلك النوعية الغير متوقعة من المعدات والآليات العسكرية، ولهذا كانت النوايا تتجه من خلال التسليح والترتيبات المعينة لنشوء صراعات مسلحة شديدة ولكن بفضل الله تعالى وبفضل الإرادة الصلبة للشعب اليمني أن تكون ثورته سلمية وتحقق أهدافها بطريقة سلمية وثالثا للجهد الإقليمي والدولي الذي تفهم ظروف الشعب اليمني ودواعي ثورته وبالتالي وقف موقفا إيجابيا تجاه ما يجري. * بعض المكونات الثورية لم يكن مقتنعا بالموقف الدولي ورآه غير مجد وغير مفيد؟ - فعلا بعض المكونات رأت ذلك، ولم يقتنعوا بما تم التوصل إليه لأنه ارتسم في أذهان البعض النموذج التونسي والنموذج المصري والنموذج الليبي بأنه إذا لم يتحقق أي من هؤلاء فإن الثورة لم تحقق أيا من أهدافها. الثورة الشبابية الشعبية السلمية خرجت من أجل التغيير فبأي آلية تحقق هذا الهدف فنعتبر ذلك جيدا وتحققت من خلاله الأهداف. * آليتكم السياسية في اللقاء المشترك - كسياسيين- لم تكن موفقة أو بالأصح كانت غير مجدية من وجهة نظر الشباب وبعض المكونات الأخرى؟ - الجميل في الثورة اليمنية أن كل مكونات الثورة عملت بشكل متكامل، والتكامل هو سمة بارزة في عمل مكونات الثورة، وأعتقد أننا تميزنا في اليمن أن الثورة الشعبية السلمية الشبابية جاءت في ظل وجود تجربة حزبية جيدة فاعلة، وجود أحزاب فاعلة في الساحة، تمثلت في أحزاب المشترك وهي أحزاب قوية وفاعلة ولها قواعدها وهذه شكلت أبرز صور التكامل بين الفعل الشعبي الشبابي والفعل السياسي مما نتج عنه ما تم التوصل إليه من اتفاقيات وآليات تنفيذية حصل معه تفاعل دولي كبير وصل إلى مجلس الأمن الدولي، وفعلا شكلت التجربة اليمنية استثناء من بين ثورات الربيع العربي لأن الناس في الخارج كانت نظرتهم إلى اليمن سابقا تختلف كليا عما ظهر من بعد الثورة، ولذلك كان التفاعل مع ثورة اليمن إيجابيا ونقرؤه على قاعدة نصف الكوب الممتلئ إذا نظرنا إلى النتائج المؤمل تحقيقها من وراء الهدف ومن وراء الآلية المتبعة في التعاطي.. الثورة اليمنية كانت نموذجا مختلفا عما سبقها من الثورات من حيث المكونات التي لم تتحقق ربما لأي ثورة من الثورات التي شهدناها من بداية الربيع العربي وإلى الآن، وجد فيها عامل الشباب والعامل الشعبي بكل مكوناته، القبلي والمدني، العامل السياسي "أحزاب المعارضة المنضوية في إطار اللقاء المشترك وحتى غير المنضوية في إطاره".. الرابع وهو ما ميز المشهد بصورة أكثر الجانب العسكري الذي أيد الثورة منذ بدايتها وحماها من قبل قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ومعه العديد من القادة العسكريين والأمنيين الذين شكل انضمامهم للثورة توازنا مهما في مسار الثورة. * أنتم كأحزاب سياسية أعلنتم في البداية انضمامكم للثورة لكنكم بعد ذلك تصدرتم المشهد السياسي ثم خطفتم الثورة من يد الشباب كما يردد البعض.. قدمتم بعملكم نصف حل ولم تقدموا حلا كاملا؟ - الخطف هذا بدأ الحديث عنه من بداية الثورة وهي عبارة تترد كثيرا من السلطة ومن أراد أن يتلقفها من الشارع فلن ندخل معه في جدل في الواقع. * ليس الأمر كله على ما تشير إليه في تقديري.. هناك مكونات ثورية وفاعلة لها موقفها من أدائكم؟ - أولا المكون السياسي لم يقف حائلا دون بقية المكونات وأن تقدم ما تراه مناسبا، المكون السياسي للثورة لم يضرب سياجا حديديا حول الساحات يمنعها من استكمال مسيرتها وتفرد هو بالمشهد، المكون السياسي قالها من البداية أننا نعمل في تكامل واضح من وصل منا إلى تحقيق الهدف سنكون معه. * هل ترى أنكم حققتم أهداف الثورة في المكونات السياسية؟ - إلى الآن لم نحقق كل أهداف الثورة.. وفي الثورات على مدى التاريخ لا يوجد شيئ يتحقق مائة بالمائة، لا يتحقق شيء بكامله، حتى الثورات التي سبقتنا ونجحت والحمد لله إلى الآن لم تحقق كامل أهدافها كثورتي تونس ومصر حسمتا أمرهما في تغيير قيادتهما وأنظمتهما بسرعة عالية أسرع منا وسبقانا بما يقرب من عشرة أشهر لكنهما ما تزالان في مرحلة آلام المخاض، وما جعل المكون السياسي يسير في مساره هو الحرص على حقن الدماء التي بدأت تسيل بلا مبالاة في أكثر من منطقة وأكثر من مكان، والثورات هي للحياة وليست للموت إنما التضحيات من أجل تحقيق أهداف الثورة يصل بالناس إلى أن يضحوا بأرواحهم وبكل شيء، والتضحية بالروح في المجمل ليست هدفا وإنما وسيلة، قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر لكن ذلك لا يعيب، هذا شيء طبيعي.. مسألة تحقيق الأهداف ننظر إلى أن الأمور اليوم تسير بشكل طيب، مع رغبات ونوايا نلاحظها من خلال ممارسات معينة تظهر أن طرف السلطة لا يريد المضي في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، هناك رغبة في التراجع، أو خلط للأوراق التي ترتبت كاستحقاق للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المقرة من مجلس الأمن الدولي، ولكن نقول إن شعبنا بكامل مكوناته الشعبية والشبابية والأمنية والعسكرية لديه إصرار على استكمال مسيرته، وأكبر سلاح على نجاح مسيرته هو الصبر الذي كان سلاحا غير عادي.. * ألا تخشون انقلابا على ما تم الاتفاق عليه خاصة وفي الأفق ما يشير إلى ذلك؟ - لا أعتقد، أوراق اللعبة تغيرت إلى حد بعيد.. * هل الأطراف الدولية تشرف على العملية بشكل مباشر؟ - والله نحن نقول إننا نعتمد أولا بعد الله تعالى على الإرادة الشعبية هذه المعول عليها بعد الله، ولا شك أن الدور الإقليمي والدولي عامل مهم لأنه يمتلك الكثير من الأوراق، ويمتلك من أساليب التلويحات ربما ما لا تملكه الكثير من مكونات الثورة اليمنية، ودوره مساعد وفاعل ومهم إلى حد كبير، بعد تدخل الجانب الإقليمي ممثلا بدول مجلس التعاون الخليجي والجانب الدولي ممثلا بمجلس الأمن، لا شك أن الأمور تسير بشكل إيجابي، أما المحاولات لإعاقة ما جرى أو لخلط الأوراق موجودة من قبل التوقيع على المبادرة، لكن احتماله ضعيف لتكامل الدور المحلي والإقليمي والدولي، وستكون عاقبته أسوأ على من ينقلب على هذه المبادرة. * لنعد إلى الحصانة أو إلى المصالحة.. أنت لم تجبني عن سؤالي المطروح أولا؟ - الحصانة كانت واحدة من استحقاقات المبادرة الخليجية، المبادرة الخليجية التي وقعتها المعارضة يوم 21/ 5/ 2011م، وكان يفترض بالرئيس صالح أن يوقعها يوم 22/ 5/ 2011م لكن شهدت المرحلة بعد ذلك تطورات كبيرة وجروحا مؤلمة بلغت من العنف حدا كبيرا، فالمخرج الوحيد والأنجح للكل هي المصالحة الوطنية لأن فترة الصراع طالت وأرقام الضحايا ارتفعت بشكل كبير بعد ذلك التاريخ أكثر من ذي قبل. والحقيقة أن المعارضة كانت ملتزمة بالحصانة إلى ذلك التاريخ وأعلنت ذلك وقتها، وتفاعل معها العامل الدولي، وتأخير توقيع الرئيس إلى فترة لاحقة لا يلزم المعارضة بها، اليوم هناك محاولة للخروج برؤية وطنية للمصالحة العامة بين الجميع، مصالحة شاملة، والبعض قد يخطئ في تفسير الحصانة.. إذا منحت حصانة بالقانون اليمني فالقانون اليمني يعمل في إطار الحدود الجغرافية لليمن فقط، ولا يفرض نفسه على القانون الدولي.. والمصالحة العامة لقيت تفهما محليا وإقليميا ودوليا بمن في ذلك أطراف في المؤتمر الشعبي العام، اليمن اليوم بحاجة إلى مصالحة عامة أكثر منها ضمانة لأشخاص، الضمانات لأشخاص لن تداوي الجروح ولن تنسي الآلام، لكن المصالحة الوطنية تخرج اليمن من مشاكله كما كان الشأن لدى بعض الدول التي تبنت نفس الفكرة.. اليمن بكل مكوناته وأطيافه بحاجة أن نتفرغ جميعا للبناء وإعادة هيكلة الدولة اليمنية بما يخدم المرحلة القادمة، اليوم نحن قادمون على تحديات خطيرة تستوجب المصالحة الوطنية الشاملة.. * ألا تقتضي المصالحة الوطنية التي تتحدث عنها على الأقل الخروج من السلطة ومن المشهد السياسي؟ - لا أعتقد أن الرئيس صالح اليوم لديه نية أن يستمر في المشهد السياسي.. * هو يقول إنه سينتقل من السلطة إلى رئاسة حزبه للمعارضة وإسقاط النظام القائم بعده؟ - قال.. لكن بعد 33 سنة، الأفضل له التواري عن المشهد السياسي في اليمن وإلا سيعتبر تعبيرا صارخا عن التشبث بالسلطة والتشبث بالزعامة، سواء في السلطة أو في المعارضة.. الشعب اليمني غير راض عن ذلك.. وإذا أراد أن يقود المعارضة فليجرب، اليوم الشعب اليمني غير الشعب اليمني بالأمس.. * ماذا عن مرحلة ما بعد الثورة حسب توقعاتك للمسار الكائن اليوم؟ - أجواء ما بعد الثورة يجب أن يسودها التسامح من أجل أن يتفرغ الشعب اليمني للبناء، الحصانات أو الضمانات هذه لن تخدم أحدا، لا الرئيس وعائلته ولا الشعب اليمني.. * ماذا تقولون عن بقية الأطراف التي ترفض كل مساراتكم السياسية اليوم كالشباب في الساحات أو الأخوة في الحراك الجنوبي أو الحوثيين؟ - دعني أبدأ بالشباب وهم الرؤية الأكثر صفاء في هذه المكونات، الشباب ينظر إلى الأمر من خلال تلك الدماء التي قدمت وتلك التضحيات التي قدمها أبناء اليمن وهو بالتالي يتطلع إلى نتيجة غير النتيجة التي قد يراها اليوم، نتيجة تقابل ما تم دفعه من ثمن، وأقول للشباب إن الجميع قد خرج من أجل التغيير، ولا تمنعنا أشياء أخرى بالقبول بالهدف الأساسي، ولا تدعو أحدا يفسد فرحة الإنجاز.. أنا في تصوري أن مجرد توقيع الرئيس على المبادرة وآليتها التنفيذية، والمبادرة تعني ما تعني هذا إنجاز.. * هذا لو تنحى؟ - سيتنحى.. هذه الثورة لديها من الأسباب ما يجعلها تحقق كامل أهداف ثورتها.. * ماذا عن بقية الأطراف؟ - لبقية الأطراف الأخرى أقول: يجب إعادة النظر في مواقفهم وحساباتهم إذا كانوا جادين وكانوا من مكونات الثورة التي جاءت من أجل التغيير، ثورات الربيع العربي قامت من أجل التغيير، واليمن ليس استثناء منها، أقول: عليهم مراجعة حساباتهم لتأكيد موقفهم الذي هو أصلا مع التغيير، ومقارنة الواقع اليوم بما كان عليه بالأمس واستخلاص الرؤى الصحيحة.. * الإقتصار تم في الانتخابات الرئاسية القادمة على شخصية النائب عبدربه منصور حرم قطاعا واسعا من أبناء الشعب من حقهم في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.. لماذا؟ - أولا الوضع الذي نمر به هو وضع استثنائي والانتخابات هي توافقية، وقد نصت الآلية على ذلك، وقد حضرت على الاتجاهين الأساسيين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه ألا يزكوا أي شخصية للرئاسة، بمعنى أن التوجه العام يتم بانتخاب توافقي يضمن لليمن الخروج من هذا النفق، هذه الآلية حاولت أن توفق بين كل المطالب، الرئيس صالح طالب بأنه لن يخرج إلا بالصندوق، وكل العملية تجري من أجل الخروج بالأمن والسلم إلى واقع التغيير المنشود.. * تعليقكم على ثورة المؤسسات التي تحصل اليوم؟ - ثورة المؤسسات كانت مفاجئة لنا جميعا وهي سلاح ذو حدين، وقد تفاجأنا بحدوثها في مؤسسات من الوزن الثقيل، وأقولها دون أن نفلسف الأمور كثيرا، هذه هي الانتفاضة الصامتة التي سئمت الظلم من فترة طويلة، وتحديدا داخل المؤتمر الشعبي العام، هذه هي ثورة المؤتمر ضد الفساد الموجود في المؤسسات، وحقيقة أنا أتصور على سبيل المثال التوجيه المعنوي للقوات المسلحة لا أتوقع لقيادته التي استمرت لما يقرب من أربعين عاما أن تترك أحدا من المعارضة في هذه المؤسسة، وبالتالي لا يستطيع أحد ما أن يزايد على ما يجري وراءها.. هذه مؤسسات تكاد تكون محصورة على الحزب الحاكم وهذه هي ثورة الفئة الصامتة من داخل الحزب الحاكم على الظلم والقمع الحاصل منذ زمن على الناس، نعتبر هذه ثورة صامتة من داخل الحزب الحاكم. * قلت هذه الثورات سلاح ذو حدين.. ما الحد الثاني لهذه الثورات؟ - الوجه الآخر قد تصبح نوعا من الموضة أو التقليد، قد يكون هناك شخص حازم ونزيه ونظيف في عمله ولكنه حازم مع موظفيه، فتنشأ مشاعر كراهية أو مشاعر خلاف معه تقود بالبعض إلى تبني ثورة ضده، والبعض الآخر قد يكون من النوع الذي يلبي طلبات معينة لقيادات في السلطة فتكون فرصة لتحريض بعض العناصر المتوترين أو غير الراضين عنه لمعارضته من داخل مؤسسته وعموما: الجانب الإيجابي ما عملته حكومة الوفاق الوطني من تشكيل لجنة لبحث هذا الأمر واتخاذ ما يلزم بشأن ما يجري.