مازلنا كالعادة في نفس الدوّامة التي تعانيها البلاد منذ مايقرب عن عقدين من الزمن، الدول تتطور إلى الأفضل، ونحن نتطور إلى الأسوأ. كلما رأينا بريق نور يظهر ونستبشر به، فجأة نراه يختفي، ويرمي جمره الحارق ليُذيقنا أياماً مؤلمة. إزدياد في الأنفس التي نفقدها يوماً بعد يوم بسبب الإغتيالات، إنخفاض هائل للريال اليمني أمام العملة الصعبة، إرتفاع أسعار الوقود، إرتفاع المواد الغذائية والمواد الأخرى، إرتفاع المواصلات مع ضعف الخدمات، إنتشار البطالة والفقر، كما ان البيع والإيجار أصبح بالريال السعودي، وتم رمي عملة الدولة في عرض الحائط، أما الرواتب ثابتة دون زيادات. وضع مزري، والدولة لاتستطيع ان تقدم حَل..؟!! لاتستطيع ان تضبط الاسعار، فسعر المواصلات لم يستقر ومازال في إرتفاع، ولاتستطيع تعويض المواطنين عن مالحق بهم من ضرر طوال عهدها الذي تسببت فيه بتدميرهم، بالرغم انها تأخذ كل مستحقاتها من ضرائب وجمارك ونفط وخدمات كاملة دون إعفاء، ولا تعطي المواطن أبسط حقوقه؛ من كهرباء ومياه وصحة. خطط ممنهجة لإضعاف الشعب وقتله تدريجياً، تحت مسميات "نظام وقانون ورسميات" وشعارات زائفة، يراد من خلفها تنويم المواطن، للإحتيال على حقوقه المشروعة. عاماً تلو العام، دون ان يتغير شي، فالأبواق تصدح بصوت المشاريع والوعود، وأغلب الجهات الإعلامية فاسدة، تديرها شلة من العصابات والمرتزقة، تتكتم عن المفسدين والفساد، بل في بعض الحالات تدعمه..! لم يستفيد منها الشارع، و وجودها مضرة أكثر من فوائدها. انها مهزلة أدت ومازالت تبشر بحدوث كارثة لايحمد عقباها. زرت بعض المستشفيات في مناطق ومحافظات مختلفة، ورأيت كيف هي معاناة المرضى، إلى حد يقشعر البدن من تلك المأساة التي يعيشها هؤلاء، زرت الكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة التي تكاد ان تجد وجبة إلى وجبتين من قوت يومها، كذلك رأيت الأطفال والنساء المحتاجين يبحرون في الشوارع، لعلهم يجدون فتاتاً من الخبز يسد رمق جوعهم. وشاهدتُ خدمات صحية في المستشفيات الحكومية متردية وبالدفع المسبق، من المفترض ان تكون مجاناً، وهذا أقل ماتقدمه الدولة لمواطنيها. اننا ضحية سياسات ومجرمين، أشعلوا الفتن فيما بيننا، وعاثوا في البلاد فساداً، ليكون الحِمل على عاتق المواطن الغلبان. ياترى هل هناك متسع من الوقت بأن نفرح ونحتفل ونعيش حياتنا في سلام..؟!!