بعد مرور عام على إعلان عدن التاريخي الذي اعلن في 4-5-2017م ذلك الاعلان الذي حظي بمتابعة الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الجنوبي على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي اعقب إعلان عدن التاريخي تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وأعلن عن اعضاء قيادته وتم تدشين فروع للمجلس الانتقالي بمحافظات جنوبية واعلن عن جمعية وطنية جنوبية, حينها طرح الكثير ملاحظاتهم تجاه المجلس الانتقالي ممن لم يؤيدوا المجلس الانتقالي وفندوا ملاحظاتهم وكان اهمها الملاحظات الاتية:- اولاً اعلان المجلس الانتقالي لم يتم التشاور عليه مسبقاً مع كل القوى الوطنية الجنوبية.
ثانياً المجلس الانتقالي لم يضع ميثاق شرف وطني جنوبي .
ثالثاً عدم افصاح المجلس الانتقالي عن آلية العمل التي ينتهجها.
رابعاً المجلس الانتقالي لم يعتمد على العمل المؤسسي المنظم المتمثل في عقد مؤتمر جنوبي واعلان المجلس بل اعتمد على كلمات خرجت من افواه محتشدين في ساحة العروض والاكتفاء بكلمة فوضناك.
خامساً اعتماد التقسيم الإداري الحديث للجنوب في تم اعتماده بعد العام 1990م وتجاهل خطورة هذا التقسيم الذي يلحق بالجنوب الضرر حيث يضم مناطق شمالية للجنوب ويلحق مناطق جنوبية بالشمال
سادساً عدم الايمان الصادق بالشراكة الوطنية والاصرار على ان المجلس الانتقالي الممثل الوحيد للجنوب
سابعاً الاختيار الخاطئ لبعض اعضاء قيادة المجلس الانتقالي وتجاهل المكونات الثورية الجنوبية
ثامناً عدم الافصاح الصريح عن تسمية الدولة الجنوبية التي ينشدها اكانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية او الجنوب العربي
لم تقف الاخطأ عند تلك الحدود بل كنت كغيري من الكتاب الذين طالبوا بفتح قنوات التواصل بين الانتقالي وبقية القوى الوطنية الجنوبية وسبق لي وان طالبت في مقالات صحفية كثيرة المجلس الانتقالي بالتحاور مع بقية المكونات الجنوبية في حوار جنوبي شفاف يتم من خلاله اختيار المناسب والملائم للمرحلة والمؤسف بان كل تلك الدعوات والمطالبات لم تحظ باي اهتمام من قبل المجلس الانتقالي واثناء وجود طارق محمد صالح في عدن الذي اثار غضب عدد كبير من قيادات المقاومة الجنوبية وبعد تدخل قيادة التحالف بعدن وطلب مهله 45يوم من المقاومة الجنوبية لطارق صالح فوجئنا في اواخر شهر يناير تحديداً اعلان المجلس الانتقالي عن اسقاط حكومة بن دغر وامهل الرئيس هادي اسبوع لاقالة الحكومة وبعد ان انقضت المهلة اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي والحزام الامني من جهة وقوات الشرعية من جهة اخرى خلفت عشرات القتلى والجرحى وانتهت الاشتباكات بتدخل قيادة قوات التحالف العربي الموجودة في عدن وتم انها التوتر وبعدها اعلن المجلس الانتقالي بانه سيدعم طارق محمد صالح في الحرب ضد الحوثيين ولو سأل العقلاء انفسهم مانوع الدعم الذي سيقدمه المجلس الانتقالي لطارق صالح ؟ اليس المجلس الانتقالي هو من يحتاج كل انواع الدعم ؟ وبعد مغادرة الحكومة الشرعية الى المملكة العربية السعودية وعودتها الى عدن بعد اشهر لتمارس مهامها بكل اريحية اتضح للمتابع الحصيف بان المجلس الانتقالي يخطو خطوات بايعاز من غيره.
وبعد مرور عام على اعلان عدن التاريخي لم يتغير شيء ولم يتحقق شي سوى البعض من الاضرار التي لحقت بالنسيج الاجتماعي الجنوبي التي كانت ناتجة عن اصرار المجلس الانتقالي على انه الممثل الوحيد للجنوب وقضيته وعدم تحاورة مع بقية القوى الوطنية والخطاب الإعلامي لبعض الوسائل الإعلامية التابعة للمجلس الانتقالي وكتابات البعض من مؤيدي المجلس الانتقالي التي تشيطن وتخون كل من يختلف في الراي مع المجلس الانتقالي
وفي العشرة ايام الاخيرة من اتمام العام على اعلان عدن التاريخي تفاجئنا باشهار الائتلاف الوطني الجنوبي الذي ولج في الافق الجنوبي وانطلق في الفضاء السياسي وحدد خطوطه العريضة في بيان التأسيس
انطلاقاً من حرية الراي والتعبير نرحب باي مكون سياسي واتمنى ان لاينتهج المكون الحديث نهج المكون القديم وبتقديري الشخصي ان توسع الفضاء السياسي الجنوبي وتعدد مكوناته له انعكاسات تساهم في صناعة الفشل المكونات الكثيرة تجعل المتابعين والمهتمين العرب والاجانب ينظرون لتلك المكونات بسخرية اخشى على الجنوب من مكوناته كما اخشى ان يتلقى كل مكون من المكونات دعم من اي دولة وتتناحر تلك المكونات بايعاز من داعميها ويتحول الجنوبيون الى ضحايا لصراعات دول وتصبح الرقعة الجغرافية ساحة لتلك الصراعات
وبرايي الشخصي الناس بحاجة لمكون واحد يمثل كل شرائح الطيف السياسي ويؤمن بالشراكة والحريات مبني على اسس وطنية حقيقية شفافة فحذاري من تكرار الاخطأ فالخطأ ليس عيباً العيب هو تكرار الخطأ
وارى في فكرة قيام دولة اتحادية من اقليمين اقليم جنوبي واخر شمالي بحدودهما ماقبل عام 1990م ولمدة لاتتجاوز الخمس سنوات يعقبها استفتاء شعبي للجنوبيين يقررون مصيرهم بضمانات اقليمية ودولية هو الحل الممكن لاستعادة الدولة الجنوبية بوجهة نظري الشخصية.