حقيقة أنها حاجة نفتخر و نعتز بها ويجب أن نستغلها صح ، أن تكون (الأمارات) حليف وداعم قوي للجنوب ، وحتى نتمكن من الأنتصار لقضيتنا الجنوبية وإعلان استقلال دولتنا ، يجب أن يكون الأعتماد وطلب العون على ذلك ، من الله أولا ، ثم من قوة الإرادة الشعبية الجنوبية ، وقوات المقاومة الجنوبية ، وأيضا من الحليف الأقليمي و الدولي ، الداعم لنا ، وأن لا نستغني عن فرض علاقات لنا مع دول المجتمع الدولي ومع منظمة الأممالمتحدة ، ومختلف المنظمات الدولية المستقلة ، الحقوقية والأنسانية وغيرها من المنظمات . ففي ظل أحتلال نظام صنعاء للجنوب ، من نظام عفاش إلى مابعده ، وقبل العدوان الحوثي على الجنوب ، كان الشعب الجنوبي يتظاهر ويخرج إلى الساحات بتظاهرات مليونية ، رفضا للأحتلال ، وتنديدا بما يمارسه المحتل من جرائم على الشعب الجنوبي ، لماذا تلك المليونيات ؟ طبعا كانت بمثابة رسائل إلى دول العالم كافة ، مجتمعة أو منفردة ، نطلب منها أن تنظر إلى شكاوينا وما يقع علينا من ظلم ، و إلى مطالبنا ، ومن ثم مساعدتنا ومد يد العون لنا ودعمنا ، والضغط على المحتل أن يرفع يده عنا ، وكم كنا نشعر بالإحباط واليأس عندما كانوا لا يعيرونا أهتمامهم ، ولا حتى خبر بسيط في بعض قنواتهم الأخبارية ، لأنهم حينها كانوا لا يرون فينا ولا يرجون منا أي مصلحة . إذا مسألة الحليف الدولي أو الأقليمي او كلاهما معا ، الداعم لنا سياسيا وعسكريا حتى نتحرر من الأحتلال ، ونتمكن من ترسيخ أقدامنا على أرضنا ، وتأسيس قواعد وأركان دولتنا ، مسألة في غاية الأهمية والضرورة ، وليس لنا ولا لثورتنا غنى عنهما . فمنذو إجماع كل القوى الشمالية ، ومعها بعض الجماعات الجنوبية ، على كلمة واحدة وموقف واحد ، في عدوانهم على الجنوب ، الذي كان في صيف 1994م، وإلى قبل حرب الحوثي على الجنوب ، لم يكن مع الجنوب أي حليف أقليمي ، يدعمه ويدافع عنه سياسيا وعسكريا ، وهذا ما أضعف قضيته في نظر المجتمع الدولي والأقليمي ، حتى كان التسخير من الله أن يجعل للجنوب سند وداعم قوي يقف إلى جانبه ومع قضيته لتتمكن من الظهور عالميا ، فكانت دولة (الأمارات العربية المتحدة) هي أعظم حليف للجنوب حتى اليوم ، وهذا قد بان مشاهدا وملحوظا على مستوى الجنوب نفسه ، سياسيا وعسكريا وتنظيميا ، وفي تلاحمهم ، وقدرتهم على التواصل مع المجتمع الدولي . طبعا حتى تصبح (الأمارات) حليف وداعم قوي للجنوب ، لم تكن هذه العلاقة مبيتة النية ومقدر لها من سابق ، ولكن شاء الله أن تتوافق المصالح بين الطرفين ، أثناء الدفاع عن المنطقة من خطر الأعتداء الحوثي العفاشي على الجنوب ، وهذا يعني أنه إذا أردت أن يكون معك وإلى جانبك داعم وحليف أقليمي ، لا بد من أن تكون لكليكما مصالح وتلتقي مع بعض ، وهذا دحر لمن يقول أن للأمارات مصالح في الجنوب ، أكيد أن لها مصالح في الجنوب ، وبالمقابل يكون للجنوب منافع ومصالح منها ، للوقوف معه ، مواقف تخدم قضيته وتحقق أهدافه ، المهم أن تكون العلاقة صادقة وخالصة النية ، و حسن الاستغلال لها . الإخوان والحوثي ومعهم ماتسمى الشرعية ، سينفذون حرفيا سياسة حلفائهم ، قطر وتركيا وإيران ، وستتكرر محاولاتهم في إفراغ الجنوبيين ، من أن يكون لهم حلفاء وداعميين ، تحت ذريعة السيادة الوطنية ، هم في ذلك أنما يخافون من الدعم المقدم للجنوبيين فقط ، المساعد في بناء عضلاتهم وقوة جيشهم . أمام ذلك على الجنوبيين عامة ، والانتقالي خاصة ، أن لا يكون موقفهم فقط في الدفاع عن حليفهم ، وأنما أيضا يجب عليهم أن يعملوا ويجتمعوا على تشكيل حكومة جنوبية والأتفاق على أعضائها مقدما ، تكون على أهب الاستعداد ، وإذا لاسمح الله واستطاع أعداء الجنوب أن يقنعوا العالم بضرورة تخلي الأمارات عن دورها في الحرب ، وإنهاء بقائها في الجنوب ، يكون الجنوبيين ومقابل ذلك ، قادرون على أن ينهوا تواجد ماتسمى بالشرعية وترحيلها من الأراضي الجنوبية ، بإعلان حكومتهم ، وأنها هي فقط المسيطرة الفعلية على الأراضي الجنوبية .