إن لقاء المجلس الانتقالي الجنوبي بالرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد في القاهرة هو ثاني لقاء يجريه مع قادة الجنوب إذ سبقه لقاء بالمناضل محمد حيدرة مسدوس في لقاهرة أيضا والذي قدم مبادرة من ستة أسس أطلق البعض عليها شروط دعا أول من دعا هو ببدء إجراء حوار سياسي مع القيادات الجنوبية منذ حوالي النصف عام , وعلى ضوء ذلك أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي وفي مناسبة ذكرى تأسيسه الاستجابة لهذه الدعوة والتفاعل الإيجابي معها ولا شك أنها تعكس مدى الانفتاح على مبادرتي كل من المناضل محمد حيدرة مسدوس والرئيس علي ناصر محمد واللذين لم يشر إليهما قط المجلس الانتقالي ولم يصدر أي بيان يوضح موقفه منهما . لاشك أن اللقاءين كانا مثمرين وخاصة أن الاثنين متمسكان بمبادرتيهما لم يتراجعا عن أي أساس أو أي بند فيهما وخاصة أنه جاء في بيان الرئيس علي ناصر والذي أصدره بمناسبة مرور 3سنوات على الحرب في اليمن بعنوان صراعات وحروب خلال 6عقود لم يعرف اليمنيون خلالها استقرار وتنمية يخرجان اليمن من عصر التخلف , يؤكد موقفه الرافض للحرب الجارية في اليمن ويعتبرها ظلم وأنها ليست حلا ولن تحسم الأزمة عسكريا وأن استمرارها هو مزيد من الدمار , ويطالب بوقفها فورا وتحقيق السلام وبدء الإعمار وتضميد الجراح وتعويض ما فات . وفي بيانه أعاد كتابة مبادرته للحل مكونة من 9 نقاط هي : إيقاف الحرب , استعادة الثقة بين المتحاربين , تشكيل مجلس رئاسي , تشكيل حكومة توافقية , تشكيل لجان عسكرية , البدء في حوار بين المكونات , إعادة تشكيل اللجنة الدستورية , عقد مؤتمر عربي دولي للإعمار , والترحيب بالمبعوث الأممي . بينما المجلس الانتقالي موقفه معروف داعم للتحالف ومع استمرار الحرب في اليمن ومع الحل العسكري , ولا أحد يعلم كيف سيحدث التقارب بين وجهتي النظر وما هي نقاط الالتقاء بين الطرفين , وإذا تم التوصل لمحطات الالتقاء فإنه يتوجب على الطرفين المجلس الانتقالي ومكتب الرئيس علي ناصر محمد توضيحها ببيان مشترك أو عبر مؤتمر صحفي .
كما أنه لم يصدر عن المجلس الانتقالي الجنوبي أية إشارة حول نتائج حواره مع المناضل محمد حيدرة مسدوس رغم أهمية ذلك بالنسبة للجنوبيين , هل هناك رفض أو موافقة بمبادرة مسدوس وأسسها الستة ؟ هل تم التوقيع عليها ؟ هل كلفت لجنة بمراجعة الوثائق وفقا للأسس ولجنة أخرى لإعداد الأسماء المضافة وفقا لتلك الأسس ؟ فقد أشار أنه يفضل أن يكون الهيكل القيادي من ثلاث هيئات عليا وتحدد صلاحياتها وهي : مجلس وطني عام , مجلس تنفيذي هو المجلس الانتقالي , مجلس الخبرات كمرجعية , ينطبق نفس النمط على المحافظات . الثانية . ودعا إلى عقد مؤتمرات في محافظات الجنوب مماثلة لمؤتمر حضرموت الجامع , وأن تكون الدولة الجنوبية فيدرالية من ثلاثة أقاليم .
المطلوب الآن من المجلس الانتقالي تقديم رؤيته أو مبادرة لمعرفة نقاط الالتقاء أو الخلاف لكي يتمكن الجنوبيون من المتابعة وخاصة أن القياديان الجنوبيان هما رمزان من رموز الحزب الاشتراكي ذوي خبرة تنظيمية عريقة , والملاحظ أن المجلس الانتقالي الجنوبي استقطب في صفوفه المزيد من عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح اليمني واستبعاد كوادر الاشتراكي وهناك فرق شاسع . فقد تعثر المجلس كثيرا في مهامه لحد الآن مما دفعه إلى قبول دعوة كل من الرئيس علي ناصر والمناضل مسدوس إجراء حوار بل والانفتاح على مبادرتيهما .