على ألوية العمالقة الجنوبية ان لا تصاب بنشوة الإنتصارات السريعة في المناطق الساحلية وتعزم على التوغّل والمضي قدماً في معاركها بإتجاه صنعاء، فالمعارك في المناطق الجبلية تختلف تماماً، ولهم في الجيش المصري عبرة تاريخية فقد تكبّد خسائر فادحة في حربه على الإمام آنذاك. كما إني على يقين تام ان الكثير والكثير من المقاتلين في الساحل الغربي من أبناء الجنوب لم يذهبوا للقتال هناك ضد الحركة الحوثية لأنها حركة رافضية طائفية او لقطع يد إيران الفارسية كما يقال في الإعلام الخليجي. إنما دفعتهم ظروف الحياة الصعبة وشظف العيش، وأجبرتهم على خوض المعارك والخطر من أجل تحسين الأوضاع المادية لأهاليهم وأسرهم. وللأسف الشديد فقد تم استغلال تضحياتهم من بعض أبناء جلدتهم والتفاخر بها بشكل بشع ومخزٍ دون التطرّق للأسباب الحقيقة التي دفعتهم للمشاركة في القتال هناك. وأخيراً على أهالي تهامة ان لا يتفائلوا كثيراً بترويج المادة الإعلامية الدسمة في القنوات الأخبارية التابعة لدول التحالف حول المساعدات الإغاثية لمحافظة الحديدة فهي لن تطعمهم من جوع أو تأمنهم من خوف، فلو كان الأمر كذلك حقاً لما سمعنا عن أب يقتل زوجته وفلذات كبده في أحدى محافظات الجنوب بسبب وقوف دول التحالف إلى جانب شرعية اللصوص والفاسدين الذين ألحقوا بشعب الجنوب أصناف من القهر والمعاناة والإذلال.