إلى مقام سيدي الحاضر في قلوبنا ، في الذكرى ال40 لإستشهاد باني الدولة اليمنية ومؤسسها "سالمين"، إذ إن كل ما نعيشه من ملامح ومظاهر الدولة كان نتاج رؤية أبو المساكين جنوبا، والتي تأثر بها إلى حد معقول رفيقه في الشمال إبراهيم الحمدي، وما قبل سالم ربيع كانت اليمن تعيش مرحلة ما قبل الدولة أو دول العشائر زائدا مستعمرة عدن وما احتوته من مستوطنات. ولم تتأسس مداميك الدولة إلا في ضل الواقعية السالمينية الذي حاولت تجاوز شطط المتطرفين الماركسيين ومؤامرات الشرق والغرب القريب قبل البعيد، وعلى الرغم من محاولات البعض طمس المرحلة السالمينية بعد الإنقلاب على زعيمها وقتله في مثل هذا التاريخ قبل 40 سنة، من خلال إتلاف كل وثائق وتسجيلات تلك الحقبة إلا أن الذاكرة الوطنية حفظت له من مآثر أكثر مما أرشفته المؤسسات للمنقلبين عليه. ما خلفته مرحلة سالمين أو السبعينيات (كما يحب الجنوبيين تسميتها) من بنى تحتية صلبه على صعيد الإدارة والإنتاج والتأهيل وحتى السياسة والمركزية تجاوزت مخطط الإنقلاب عليه ولا زالت تفاعلاتها حاضرة وبقوة حتى اللحظة، وإن فشل سالمين بواقعيته في تجاوز التطرف، إذ انتهت الواقعية باغتيال الشيبة المؤسس سالمين. في اعتقادي أن اتسام رؤية سالمين ب (الواقعية والأمل) التي اصطبغ بها كل معتنقي منهجيته، والتي لولاهما لذهب محبوه لإقامة الكربلائيات في ذكرى وفاته تجلد فيها الضهور وتذرف لإستحضارها كل المدامع. قال أحمد مساعد حسين السياسي المعروف بعيد إغتيال سالمين ياخوي نا صاحبي ولى ** وانتو رضيتو بفراطة أش تباني قول من بعده** سوى هدرة سرقة ومخراطة جاءت هذه الأبيات في مساجلة شعرية ردا على الشاعر بو حمحمه أثناء حضور زواج أحد أقارب الرئيس على ناصر محمد في مديرية مودية التي كانت تتغنى يومها باغتيال (امشاطر) في إشارة إلى سالمين.