الفرصة لا تطرق باب المرء في كل مرة .. ولهذا ما تحقق لأبناء الجنوب والقضية الجنوبية يعتبر إنجازا منقطع النظير وينبغي على أبناء الجنوب بمختلف شرائحهم ومكوناتهم السياسية والمجتمعية والشعبية الوقوف صفا واحدا للحفاظ على هذا الإنجاز من خلال وحدة الصف وقبول الآخر وتقديم التنازلات لبعضهم البعض دون المساس بالهدف العام الذي يجمع عليه كل أبناء الجنوب والمتمثل في نيل الاستقلال واستعادة دولة الجنوب لا سيما في مثل هذه المرحلة المعقدة والحساسة والتي تتطلب من الجميع تحدي صعوباتها ومعوقاتها وتجاوزها من أجل قضيتنا الجنوبية ونيل استقلالنا واستعادة دولتنا الجنوبية بعد أن أصبح الجنوب كيانا واحدا اجمع عليه شعب الجنوب ومكوناته في مليونية 4 مايو وتفويضه للمجلس الانتقالي ممثلا لهم . ومهما كانت الخلافات التي تطرأ هنا او هناك فيجب على الجميع ان نتجاوز الشعارات والمليونات وبيع الأوهام بعد ان أصبحنا مسيطرين على الأرض وتحرير الجنوب من نظام الاحتلال اليمني ومن قوى العدوان الحوثية ومن تحالف معها التي شنت الهجوم لاجتياح الجنوب في العام 2015م هذا الإنجاز جاء بدعم ومساندة التحالف العربي وكان لدولة الإمارات العربية المتحدة الدور الأبرز في وقوفها مع شعبنا الجنوبي في كل المجالات ولن ينسى دور الامارات الا جاحد والتي وقفت معنا بما ما تملك من غال ونفيس من سلاح وعتاد ودعم مادي ومعنوي وبرجالها الأبطال وشهدائها الذين رووا تربتنا بدمائهم الزكية واختلطت بدماء الجنوب في كل شبر من ترابنا الطاهر . لن ننسى إمارات الخير وأولاد زايد ماحيينا ولن تنساهم الأجيال الحالية والقادمة وهاهم ابطال الجنوب اوفياء بطبعهم للامارات وفي شراكتهم النقية مع التحالف العربي في حربه على ميليشيا الانقلاب وأذناب إيران في اليمن والمنطقة العربية وهاهي قوات العمالقة والمقاومة الجنوبية تحرر الساحل الغربي من باب المندب وحتى الحديدة ولن تتوقف حتى تحرير صنعاء من هؤلاء الغزاة . وعودة على بدء كم هي فرحتنا عندما نسمع ونلمس ان هناك تقارب جنوبي - جنوبي لتبدو لنا ملامح وبشائر الخير بأن هذا التقارب هو مفتاح الوصول إلى ما ننشده في استعادة دولة الجنوب وتفويت الفرص على أعداء الجنوب ممن يحاولون بث الفتن والتناحرات والشقاق بين ابناء شعبنا الجنوبي ومن قوى النفوذ الشمالية وركائزها والتي احتلت الجنوب وشنت عليه الحرب في صيف عام 1994م كما شنته تحالفات اخرى في حرب مارس 2015م وتقاعس شركاء الحروب السابقة من إبداء مواقف عملية لمواجهة قوى العدوان الحوثية ومن يناصرها حتى اليوم . لست مع من ينادون بخروج الشعب الجنوبي في عدن لاستقبال المبعوث الاممي ورفع الاعلام الجنوبية نقول لهؤلاء العلم هو خرقة لا ياتي لنا بوطن . دعونا من الشعارات الكاذبة والمزيفة وبيع الوهم للبسطاء ، العالم يعترف بالقوي ومن هو مسيطر على الارض ، ولا يعترف بالشعارات والأناشيد والفرقعات الصوتية . اتيحت لنا فرصة ما بعد الحرب من السيطرة على كل مفاصل الدولة في الجنوب الا اننا فرطنا فيها ، ولم نستثمرها بالشكل السليم وكل أخطائنا نرميها على عدو وهمي ليس بالقوة التي نتصورها بكل بساطة . نريد من الانتقالي الانفتاح على الجميع من المكونات والرؤى وتوسعه وقبول الآخر لأن الجميع يتفق على الهدف ولم تنقصنا سوى الوسيلة .. نريد وفاق جنوبي -جنوبي سوى من الانتقالي او من أخوتنا الجنوبيين في الشرعية ممن يؤمنون بقضيتنا الجنوبية ونريد من الأطراف الأخرى أن تتخلى عن هيمنة قوى النفوذ الشمالية التي أذاقت شعبنا الجنوبي مرارات الظلم والقهر والاضطهاد ونهبت ثروات الجنوب وقتلت ابناءه وشردتهم وحولت أرضه إلى بؤر التوترات والحروب والاحتقانات وغيرها . دعوة لأبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم ورؤاهم واتجاهاتهم للوفاق والتقارب لما من شأنه التعجيل باستقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والخدماتية وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية وتعزيز الولاء الجنوبي والوصول إلى أهدافنا بأسرع وقت ومن أقصر الطرق وفرض الواقع الذي نستطيع تحقيقه ونطمح إليه في نفس الوقت.. إنها دعوة لإعادة الثقة ببعضنا البعض وتجاوز كل المؤامرات التي تحاك ضدنا نحن شعب الجنوب الواحد.