عاد الرئيس وعادت الحكومة بعد مخاض عسير من الخلافات السياسية على إدارة السلطة في عدن والمناطق المحرره الخاضعة عمليا لسلطة القيادات العسكرية الجنوبية الموالية لدولة الإمارات-وشكلت التفاهمات بين الحكومة والجانب الامارتي شيئا من الاستقرار النسبي الملحوظ حتى ألان في العاصمة عدن والتي تشهد نشاطا حكوميا وان كان بطيئا الا انة قد يسفر عن المزيد من التطورات الدافعة قدما من أجل تطبيع الحياة خدميا وامنيا متى مااستمرت حالة التوافق القائمة بين الحكومة والجانب الإماراتي والذي يبدو انة أدرك خطورة تنامي مشاعر الاستياء بين أوساط الناس مؤخرا على وقع تردي الأوضاع المعيشية والأمنية بعد ثلاثة أعوام من الصراع السياسي بين الحكومة الشرعية وأطراف سياسية موالية للأمارات والتي دأبت الحكومة الشرعية على إتهامها بتعطيل وعرقلة عملها للقيام بدورها ومحاربة وجودها كحكومة شرعية ذات سيادة في عاصمة اليمن المؤقتة. غير ان تطورات العملية العسكرية التي تقودها الإمارات في الساحل الغربي لتحرير مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي تهدد مستقبل التوافق مع الحكومة الشرعية في عدن وأفرزت تداعياتها تصعيدا سياسيا للمجلس الانتقالي الجنوبي ضد حكومة الشرعية عبر تصريحات رئيس المجلس اللواء الزبيدي والذي تحدث عن نفاذ الصبر تجاه الحكومة الشرعية وأضاف ان نهاية وجودها أضحت مسألة وقت!وقبل ذلك بأيام قليلة ظهر رئيس الحكومة الشرعية السابق خالد بحاح والذي بدوره هاجم الحكومة الشرعية واصفا أياها بحكومة الانقلاب التي أنقلبت على حكومتة التي وصفها بحكومة الكفاءات الوطنية.ويأتي تصعيد الأطراف الموالية لدولة الإمارات في خضم تصاعد مايشبة عودة احتدام الخلاف السياسي مع الحكومة الشرعية والرئيس هادي بسبب تعثر سير العملية العسكرية في الساحل الغربي.ولم يعد سرا بحسب مصادر مقربة من الرئاسة والحكومة اليمنية تحفظ الرئيس هادي وحكومته على إدارة معركة الحديدة والتي أوكلت الإمارات قيادتها لقوات طارق صالح (حراس الجمهورية) التي ترفض الاعتراف بشرعية الرئيس هادي! والخلاف الدائر اليوم ليس وليد انطلاق عملية (النصر الذهبي) ويعود الى ماقبل ذلك وتحديدا فور وصول القائد العسكري ألمؤتمري (طارق محمد عبدلله صالح) وقواته إلى عدن بعد أحداث ديسمبر من العام الماضي في صنعاء والتي أفضت الى إنفراط عقد تحالف المؤتمر مع الحوثيين.والسبب الرئيس للخلاف يعود الى عدم أعتراف طارق صالح وقواتة الموالية له حتى الان بشرعية الرئيس هادي وحكومته! وكما ينطوي في عدم اعترافه بالشرعية حزب المؤتمر الشعبي العام والذي أنخرط في عملية تحالف أحادية الموقف مع دولة الإمارات وبعد ان انتقلت اغلب قياداته السياسية الى مصر والتي كانت والى وقت قريب مقيمة في لبنان. وفي الإمارات مازال يقيم قائد الحرس الجمهوري السابق(احمد علي عبدلله صالح) جراء استمرار حالة الإقامة الجبرية المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن الموجبة لعقوبات تجميد الأموال ومنعة ممارسة العمل السياسي.وتعول الإمارات كثيرا على تحالفها مع قوات(حراس الجمهورية)الجدد بقيادة الرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي العام طارق عفاش ريثما تتمكن من رفع العقوبات على الرجل الأول احمد عفاش. ألوية الحماية الرئاسية الموالية للرئيس هادي في عدن لاتمتلك مدرعة عسكرية إماراتية واحده مضادة للدروع وتسليحها يقتصر على السلاح الخفيف والمتوسط الذي تلقته من الجانب السعودي فور تحرير عدن! وكذلك هو الوضع مع المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية كالمنطقة العسكرية الرابعة ووزارة الداخلية. وفي المقابل يحضى (الحزام الأمني) ومليشيات تابعة لقادة عسكريين مواليين للإمارات بدعم عسكري كبير كما وتحضا نخب عسكرية قامت الإمارات بإنشائها ودعمها كالنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية والتي تتلقى كافة أنواع الدعم العسكري تسليحا وإعدادا وتدريبا.ومع هذا لايعدو الدعم الذي تقدمة الإمارات لكل القوات الجنوبية الموالية لها لايعدو شيئا امام الدعم الذي تلقتة قوات طارق صالح والتي تحصلت على كافة أنواع الأسلحة النوعية الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وهذا مايثير حدة الخلاف اكثر مع الامارات وشرعية الرئيس هادي.ولعل البعض يعزوا هذا الخلاف بحجة عداء الامارات لجماعة الأخوان المتمثلة في حزب الإصلاح والذي يتهم من قبل كل الأطراف الموالية للإمارات في اليمن بسيطرته المطلقة على القرار السياسي لشرعية الرئيس هادي وحكومتة.ولكن واقع المشهد السياسي لايتلائم عسكريا مع الصورة التي على ارض الواقع لحزب الإصلاح في مأرب والجوف واللتان تخضعان فعليا لسيطرت الحزب القوي سياسيا وعسكريا متى ماقارننا حجم الدعم العسكري الذي قدمته ومازالت تقدمة السعودية للحزب وفي مأرب وحدها مايفوق المائة إلف مقاتل ينخرطون في صفوف الجيش الوطني الموالي للحزب! وعندما نحاول التدقيق اكثر في ملف دعم التحالف العسكري لكل الأطراف سنجد الحلقة الأضعف التي لتتلقى الدعم كباقي الأطراف الموالية للسعودية والإمارات هي القوات الموالية لشرعية الرئيس هادي! يتبع في الجزء الثاني..