وداعا أبا باشا ورحمة الله تغشاك وأسكنك الله العلي القدير فسيح جناته إلى جانب عباده الأخيار والصالحين، لقد كنت مثالاً رائعا ً للإنسان الحر الصبور، وعشت حياتك لخدمة وطنك وأمتك وأنذرتها في الدفاع عن مبادئك التي استلهمتها وتشربتها من نبع أسرتك العريقة المتدفق بمبادئ الحق والصدق والنضال والوطنية . وداعاً أيها الطود الشامخ بالحق يا من أستمديت شموخك من ثباتك الدائم على مواقفك الوطنية ووقوفك بقوة في وجه الظالم ومناصرتك للمظلوم في كل الأوقات ومختلف الظروف دون إن تتزحزح قيد أنمله.
رحمك الله أستاذي القدير هشام باشراحيل يا من احتكمت لقدرك المكتوب لك من خالقك جلّا وعلا بأن تعيش شبابك وما تبعه من مراحل عمرك في صراع دائم مع قوى الظلم والطغيان ومواجهة مراكز التخلف ورموز النهب ولصوص الحريات والأوطان.
نعم أبا باشا لقد كتب الله لك إن تقضي عمرك كله تقريباً مقاتلاً شرساً في جبهات الحرب ضد الظلم متقدماً صفوف الشرفاء من أمثالك لاسترداد حقوق الشعب المسلوبة من قبل شرذمة من اللصوص الذين سطو على كل شي في هذا البلد وتعاملوا معه كملكية خاصة ورثوها عن أبائهم وأجدادهم وتعاملوا مع شعبه كعبيد ورعايا لديهم .
وداعاً أيها الرجل الشجاع يا من عشت حياتك قويا شديد البأس والعزيمة صامداً في وجه كل التحديات الموضوعة أمامك من قبل أشرار نصبوا لك العداء وأضمروا لك الشر دون ذنب ارتكبته سوى أنك رفعت صوتك في حضرتهم وصرخت في وجوههم قائلا ً لهم لا لا لا .
وبرفضك العلني لمشاريعهم الاستبدادية تلك في وقت كان الرضاء من قبل السواد الأعظم من زملاء مهنتك سيد الموقف جلبت لنفسك ويلات ردت أفعالهم القذرة المدفوعة بنيران انتقام بشعة كامنة في قلوبهم نحوك .
وداعا أستاذي أبا باشا يا من أعدت الحياة إلى روح واحدة من أعرق الموسسات الصحفية العربية ، وجعلت منها خلال سنوات معدودة منارة لإعلاء كلمة الحق ومدرسة رائدة لتعليم مبادئ المهنة ومنبراً لنشر الخير والحب والتسامح وواحة واسعة حاضنه لكل الأفكار والثقافات وملتقى لكل الأقلام والأطياف الثقافية والسياسية ومتنفس آمن لهم ، مؤسسة صحفية حولتها في زمن قياسي إلى قبلة لكل رواد الحرية والديمقراطية ولكل متطلع للمدنية والتحضر وجعلت منها أيضاً بلسم شاف لجروح المرضى من أبسط الناس ومصدر عون للفقراء والمحتاجين وأداة رزق حلال لمئات الأسر الفقيرة.
وداعا ًيا من تعرضت لكل أنواع الظلم وتجرعت كؤوس كل أصناف التعذيب على أيدي الجهلة المتخلفين من أعداء الحرية والقانون والمدنية والسلم الاجتماعي ، فأنت يا سيدي عشت حياتك كلها لخدمة أمتك وأفنيت عمرك مدافعا عن حقوق شعبك المسلوبة ،عشت وفيا لمبادئ أومنت بها فتر سخت فيك وأصبحت جزء من شخصيتك وثقافتك وسلوكك حتى اليوم الأخير من عمرك.
لقد بقيت قوياً لم ثنيك محاولات ترهيبك وتدفعك للتراجع عن مسلكك ولم ترضخك سيول التهم التي كالوها عليك ولا كثرة الدعاوي القضائية ولا المحاكمات الباطلة التي قدموك لها ظلماً وباطلاً.
وداعا ً سيدي أبو باشا لقد قتلك الأشرار واللصوص بخنجر الحقد على نجاحك ونجاح مؤسستك الصحفية الرائدة التي صارت تحت قيادتك صوتا ً تتلاشى أمامه أصواتهم وأمتلكت قدرة على التأثير فاق قدراتهم بكل ما يمتلكون من إمكانيات ووسائل .