بات واضحاً اليوم من خلال الممارسات التي تنتهجها السلطات الأمنية بتوجيهات مباشرة من السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة "وحيد رشيد" أن فتح الشارعين الرئيسيين في المعلا والمنصورة لم يكن الغرض منه إنهاء وجود ما أسماها المحافظ بالمناطق المغلقة بل استهداف الحراك الجنوبي السلمي وخفض وتيرته أو إخماده اذا تيسر لهم ذلك, وفي توقيت يستبق الدخول بالحوار الوطني لتوصيل رسالة بأنهم استطاعوا حل مشاكل الناس وإيجاد بيئة مناسبة - باعتقادهم - لإقامة الحوار. في المعلا كانوا قد اشترطوا شروطاً في لجنة تشكلت لغرض فتح الشارع الرئيسي, وكان على رأس هذه الشروط التي تقدموا بها تسليم القتلة المتسببين بقتل شهداء المعلا منذ الخامس والعشرين من فبراير من العام الماضي وحتى آخر شهيد, كما اشترطوا أخذ موافقة أسر الشهداء والجرحى, ومعالجة المصابين وتعويضهم وتعويض أسر الشهداء, إضافة إلى اشتراطهم عدم المساس بفعاليات الحراك السلمي وشعائره وشعاراته ونشطائه. اليوم بعد أن فتح الشارع بالقوة ودون اكتراث لمطالب السكان واللجنة المشكلة لهذا الغرض نوجه سؤالاً إلى السلطة المحلية وإلى الرأي العام, هل الأولى مداواة الجرحى ومعالجة قضايا أسر الشهداء, أم فتح الشارع الرئيسي لإرضاء رغبات شخصية وحزبية فقط؟ علماً أن بعض الجرحى أصبحوا معاقين جسدياً منذ 25 فبراير العام الماضي, هل الأولى أن يعاد تأهيل الشارع ودفع الملايين لذلك أم الأولى حل مشكلة الجرحى, وهل الأولى من حكومة الوفاق صرف مبالغ ضخمة لمشائخ القبائل أم الأولى أن تدفع هذه المبالغ إلى أسر الشهداء والجرحى؟. للتذكير فقط فإن إغلاق الشارع قام به محتجون يطالبون بإسقاط النظام ضمن موجة الاحتجاجات التي انطلقت في المنطقة العربية تطالب بإسقاط أنظمة ديكتاتورية استمرت لعقود, ولم يكن الحراك الجنوبي هو من قام بإغلاق الشارع, ودعاة التغيير حينها (من الذين تقاسموا السلطة لاحقاً) لم يظهروا أي رفض لقطع الشارع إلا بعد ان تم تقاسم كعكة الثورة, واليوم يتنكر الجميع لأسر الشهداء والجرحى الذين لايحصلون إلا على وعود تلو الوعود وتكدست ملفاتهم في أدراج المسؤولين دون فائدة. تم فتح الشارع الرئيسي في المعلا في الثامن عشر من مايو الماضي بعد نحو 15 شهراً من الإغلاق الذي لم يكن للحراك الجنوبي أي علاقة به, وحتى يتم خلط الأوراق وتبرئة "دعاة التغيير" الذي أصبحوا "شركاء السلطة" قامت الأجهزة الأمنية بتوجيهات من السلطة المحلية بحملة اعتقالات لنشطاء الحراك الجنوبي أرادت من خلال هذه الحملة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فهي أولاً ترسل معلومات مغلوطة للعامة بأن الحراك هو من كان يغلق الشارع وهو من يقف خلف الأعمال المسيئة التي قام بها بعض المدفوع من أطراف في النظام التابع لحكومة الوفاق نفسه, وثانياً تبييض صفحة "دعاة التغيير" بعد أن أصبحوا شركاء في السلطة والنظام, وثالثاً إضعاف الحراك الجنوبي أو إيقافه نهائياً. عندما تم اعتقالي بعد يومين فقط من فتح الشارع وبتوجيهات من المحافظ الذي حاول لاحقاً امتصاص غضب الناس من حملة الاعتقالات بالقول على صفحته في (فيسبوك) أنه سيتم تحويل ملفي إلى النيابة وهو مالم يتم من حينها, أظهرت التحقيقات التي أجريت معي والأسئلة التي وجهت لي أن المستهدف من حملة الاعتقالات هو (القضية الجنوبية) و(الحراك السلمي الجنوبي), حيث تمحورت الأسئلة معي عن أعلام الجنوب المرسومة على جدران المدينة وعن نشطاء الحراك الجنوبي وإمكانية تحويل ساحة الحراك وفعاليات الجمعة من الشارع الرئيسي بالمعلا إلى أي مكان آخر حتى وإن كان ساحة الشابات في خورمكسر. فشلت المحاولة الأولى في المعلا واستمر الحراك بذات الوتيرة إن لم يكن بوتيرة أكبر واستمرت فعاليات خطبة وصلاة الجمعة بشكل منتظم, وبدلاً من الاستفادة من الفشل استمر سيناريو استهداف الحراك وانطلقت الحملة الثانية لاستهداف ساحة المنصورة, وابتدأت الحملة باعتقال الناشط "عبدالرحيم العولقي", لكن السلطتين الأمنية والمحلية حاولت هذه المرة إيجاد مبررات أخرى وملامح تشويه أخرى مختلفة عن التي بثتها طيلة الأسابيع التي سبقت فتح شارع المعلا الرئيسي, هذه المرة قالت السلطتان المحلية والأمنية أن "القاعدة" تتواجد في المنصورة وقام إعلامهم وهو إعلام موجه بربط الحراك بالقاعدة, ونشر أسماء نشطاء وقيادات الحراك في المنصورة مع أسماء أعضاء القاعدة ووصف آخرين بالبلاطجة, وهذا كله بغرض إهدار دماء الجنوبيين وخلق فبركات من صنعهم آخرها توزيع منشورات القاعدة أمس الأحد في المنصورة من رجال أمن بلباس مدني, وهذا كله بغرض تبرير الحملة العسكرية لإنهاء ساحة الحراك في المنصورة. للتذكير هنا أيضاً فإن الشارع العام في المنصورة ليس مغلقاً بالكامل وإنما أمتار قليلة فقط في محيط الساحة التي هاجمتها قوات الأمن عدة مرات, وتحديداً في الجزء الذي يمر بمحاذاة الساحة فقط أما باقي الشارع العام فهو مفتوح وتعبر فيه السيارات بدون مشاكل, وللتذكير أيضاً فإن شباب 16 فبراير المسيطرين على الساحة تكفلوا بعدة أمور أمنية في المنصورة تخلت عنها الجهات المختصة فطاردوا بائعي المخدرات وألقوا القبض على عصابات بعضها مدعوم من جهات في السلطة نفسها, وأمنوا الحراسة للمحلات في محيط الساحة, وشكلوا لجان شعبية, والمنصورة اليوم هي المديرية الوحيدة التي توقف فيها إطلاق النار في الأعراس وهذا بفضل شباب 16 فبراير. ما الذي قامت به الأجهزة الأمنية التي اقتحمت الساحة؟ أحرقت معرض صور الشهداء, وأنزلت أعلام الجنوب, ونهبت محتويات الساحة وخربت مالم تقدر على نهبه؟ فهل الغرض إذن هو إنهاء المناطق المغلقة كما يقول (وحيد رشيد) أو إنهاء مناطق ومعاقل الحراك في المنصورة والمعلا؟ وربما الدور قادم على كريتر؟ هل تم فتح الشارع العام في المنصورة واستتب الأمن أم أن الأهالي أصبحوا لايغادرون المنازل خوفاً من رصاص القناصة, وهل هذا هو الأمن الذي يريده وحيد رشيد؟. هذه الممارسات التي تتمثل في اقتحام ساحة المعلا وساحة المنصورة وتدميرهما, وطريقة الاعتقالات الاستفزازية التي تمت خلال هاتين الحملتين وماجرى في مدينة الشعب عندما اقتحم جنود حرمة منازل آمنة وتلفظوا على نساء أحد المنازل بالقول أن نساءهم في الشمال قبائل والجنوبيات حثالات, وكذلك فتوى علماء اليمن وهي تجديد لفتوى 94 بطريقة مبطنة, واغتيال القيادات العسكرية وآخرها سالم قطن, كل هذه الممارسات تشير إلى عودة سيناريو 94 عبر نفس القوى التي شنت الحرب على الجنوب, وعبر نفس التحالف, بعد أن جدد النظام نفسه. إن مانحتاجه اليوم هو وقفة جادة من أبناء الجنوب والساسة الجنوبيين من أجل وقف نهر الدماء والانتهاكات التي تحصل لأبناء عدن والجنوب وإيجاد وإيجاد خطوات ملموسة تجاه تلك الانتهاكات بات واضحاً اليوم من خلال الممارسات التي تنتهجها السلطات الأمنية بتوجيهات مباشرة من السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة "وحيد رشيد" أن فتح الشارعين الرئيسيين في المعلا والمنصورة لم يكن الغرض منه إنهاء وجود ما أسماها المحافظ بالمناطق المغلقة بل استهداف الحراك الجنوبي السلمي وخفض وتيرته أو إخماده اذا تيسر لهم ذلك, وفي توقيت يستبق الدخول بالحوار الوطني لتوصيل رسالة بأنهم استطاعوا حل مشاكل الناس وإيجاد بيئة مناسبة - باعتقادهم - لإقامة الحوار. في المعلا كانوا قد اشترطوا شروطاً في لجنة تشكلت لغرض فتح الشارع الرئيسي, وكان على رأس هذه الشروط التي تقدموا بها تسليم القتلة المتسببين بقتل شهداء المعلا منذ الخامس والعشرين من فبراير من العام الماضي وحتى آخر شهيد, كما اشترطوا أخذ موافقة أسر الشهداء والجرحى, ومعالجة المصابين وتعويضهم وتعويض أسر الشهداء, إضافة إلى اشتراطهم عدم المساس بفعاليات الحراك السلمي وشعائره وشعاراته ونشطائه. اليوم بعد أن فتح الشارع بالقوة ودون اكتراث لمطالب السكان واللجنة المشكلة لهذا الغرض نوجه سؤالاً إلى السلطة المحلية وإلى الرأي العام, هل الأولى مداواة الجرحى ومعالجة قضايا أسر الشهداء, أم فتح الشارع الرئيسي لإرضاء رغبات شخصية وحزبية فقط؟ علماً أن بعض الجرحى أصبحوا معاقين جسدياً منذ 25 فبراير العام الماضي, هل الأولى أن يعاد تأهيل الشارع ودفع الملايين لذلك أم الأولى حل مشكلة الجرحى, وهل الأولى من حكومة الوفاق صرف مبالغ ضخمة لمشائخ القبائل أم الأولى أن تدفع هذه المبالغ إلى أسر الشهداء والجرحى؟. للتذكير فقط فإن إغلاق الشارع قام به محتجون يطالبون بإسقاط النظام ضمن موجة الاحتجاجات التي انطلقت في المنطقة العربية تطالب بإسقاط أنظمة ديكتاتورية استمرت لعقود, ولم يكن الحراك الجنوبي هو من قام بإغلاق الشارع, ودعاة التغيير حينها (من الذين تقاسموا السلطة لاحقاً) لم يظهروا أي رفض لقطع الشارع إلا بعد ان تم تقاسم كعكة الثورة, واليوم يتنكر الجميع لأسر الشهداء والجرحى الذين لايحصلون إلا على وعود تلو الوعود وتكدست ملفاتهم في أدراج المسؤولين دون فائدة. تم فتح الشارع الرئيسي في المعلا في الثامن عشر من مايو الماضي بعد نحو 15 شهراً من الإغلاق الذي لم يكن للحراك الجنوبي أي علاقة به, وحتى يتم خلط الأوراق وتبرئة "دعاة التغيير" الذي أصبحوا "شركاء السلطة" قامت الأجهزة الأمنية بتوجيهات من السلطة المحلية بحملة اعتقالات لنشطاء الحراك الجنوبي أرادت من خلال هذه الحملة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد فهي أولاً ترسل معلومات مغلوطة للعامة بأن الحراك هو من كان يغلق الشارع وهو من يقف خلف الأعمال المسيئة التي قام بها بعض المدفوع من أطراف في النظام التابع لحكومة الوفاق نفسه, وثانياً تبييض صفحة "دعاة التغيير" بعد أن أصبحوا شركاء في السلطة والنظام, وثالثاً إضعاف الحراك الجنوبي أو إيقافه نهائياً. عندما تم اعتقالي بعد يومين فقط من فتح الشارع وبتوجيهات من المحافظ الذي حاول لاحقاً امتصاص غضب الناس من حملة الاعتقالات بالقول على صفحته في (فيسبوك) أنه سيتم تحويل ملفي إلى النيابة وهو مالم يتم من حينها, أظهرت التحقيقات التي أجريت معي والأسئلة التي وجهت لي أن المستهدف من حملة الاعتقالات هو (القضية الجنوبية) و(الحراك السلمي الجنوبي), حيث تمحورت الأسئلة معي عن أعلام الجنوب المرسومة على جدران المدينة وعن نشطاء الحراك الجنوبي وإمكانية تحويل ساحة الحراك وفعاليات الجمعة من الشارع الرئيسي بالمعلا إلى أي مكان آخر حتى وإن كان ساحة الشابات في خورمكسر. فشلت المحاولة الأولى في المعلا واستمر الحراك بذات الوتيرة إن لم يكن بوتيرة أكبر واستمرت فعاليات خطبة وصلاة الجمعة بشكل منتظم, وبدلاً من الاستفادة من الفشل استمر سيناريو استهداف الحراك وانطلقت الحملة الثانية لاستهداف ساحة المنصورة, وابتدأت الحملة باعتقال الناشط "عبدالرحيم العولقي", لكن السلطتين الأمنية والمحلية حاولت هذه المرة إيجاد مبررات أخرى وملامح تشويه أخرى مختلفة عن التي بثتها طيلة الأسابيع التي سبقت فتح شارع المعلا الرئيسي, هذه المرة قالت السلطتان المحلية والأمنية أن "القاعدة" تتواجد في المنصورة وقام إعلامهم وهو إعلام موجه بربط الحراك بالقاعدة, ونشر أسماء نشطاء وقيادات الحراك في المنصورة مع أسماء أعضاء القاعدة ووصف آخرين بالبلاطجة, وهذا كله بغرض إهدار دماء الجنوبيين وخلق فبركات من صنعهم آخرها توزيع منشورات القاعدة أمس الأحد في المنصورة من رجال أمن بلباس مدني, وهذا كله بغرض تبرير الحملة العسكرية لإنهاء ساحة الحراك في المنصورة. للتذكير هنا أيضاً فإن الشارع العام في المنصورة ليس مغلقاً بالكامل وإنما أمتار قليلة فقط في محيط الساحة التي هاجمتها قوات الأمن عدة مرات, وتحديداً في الجزء الذي يمر بمحاذاة الساحة فقط أما باقي الشارع العام فهو مفتوح وتعبر فيه السيارات بدون مشاكل, وللتذكير أيضاً فإن شباب 16 فبراير المسيطرين على الساحة تكفلوا بعدة أمور أمنية في المنصورة تخلت عنها الجهات المختصة فطاردوا بائعي المخدرات وألقوا القبض على عصابات بعضها مدعوم من جهات في السلطة نفسها, وأمنوا الحراسة للمحلات في محيط الساحة, وشكلوا لجان شعبية, والمنصورة اليوم هي المديرية الوحيدة التي توقف فيها إطلاق النار في الأعراس وهذا بفضل شباب 16 فبراير. ما الذي قامت به الأجهزة الأمنية التي اقتحمت الساحة؟ أحرقت معرض صور الشهداء, وأنزلت أعلام الجنوب, ونهبت محتويات الساحة وخربت مالم تقدر على نهبه؟ فهل الغرض إذن هو إنهاء المناطق المغلقة كما يقول (وحيد رشيد) أو إنهاء مناطق ومعاقل الحراك في المنصورة والمعلا؟ وربما الدور قادم على كريتر؟ هل تم فتح الشارع العام في المنصورة واستتب الأمن أم أن الأهالي أصبحوا لايغادرون المنازل خوفاً من رصاص القناصة, وهل هذا هو الأمن الذي يريده وحيد رشيد؟. هذه الممارسات التي تتمثل في اقتحام ساحة المعلا وساحة المنصورة وتدميرهما, وطريقة الاعتقالات الاستفزازية التي تمت خلال هاتين الحملتين وماجرى في مدينة الشعب عندما اقتحم جنود حرمة منازل آمنة وتلفظوا على نساء أحد المنازل بالقول أن نساءهم في الشمال قبائل والجنوبيات حثالات, وكذلك فتوى علماء اليمن وهي تجديد لفتوى 94 بطريقة مبطنة, واغتيال القيادات العسكرية وآخرها سالم قطن, كل هذه الممارسات تشير إلى عودة سيناريو 94 عبر نفس القوى التي شنت الحرب على الجنوب, وعبر نفس التحالف, بعد أن جدد النظام نفسه. إن مانحتاجه اليوم هو وقفة جادة من أبناء الجنوب والساسة الجنوبيين من أجل وقف نهر الدماء والانتهاكات التي تحصل لأبناء عدن والجنوب وإيجاد وإيجاد خطوات ملموسة تجاه تلك الانتهاكات. * خاص عدن الغد