هذه حقيقة مرة شئنا أو أبينا الإيمان بها ، من ينتظر الواجب الدولي لتحقيق السمو للإنسانية وشعوب العالم وتحقيق تطلعاتهم في الرفاهية والعيش الكريم سيظل واهم وله الحق في إعادة حسابة للمسلمات والمعتقدات التي يؤمن بها ،ولنا في إحتلال العراق من قبل أسياد العالم وصناع الديمقراطية المفصلة بحجم المصالح التي كانوا وما زالوا يسوقوها في إعلامهم المصلحي بأن نصرة الإنسان وتحقيق الرفاهية والنمو له وقبل ذلك تحريره من الديكتاتوريات ، أليست أمريكا هي من وقف مع صدام حسين في حربه على الكويت وكذلك ضد إيران ، لما لم يكون حين ذلك صدام حسين ديكتاتور ؟؟؟؟؟..بئسا لسياسة المصلحة التي تشعل لهيب العواطف وتستهدف العقول العاطفية وقتلها عندما تصل الى واقع سراب ولم تجد ما كانت توعد به من قبل( الإعلام المصلحي المفصل بحجم المصالح فقط ). فهل ياترى وجد شعب العراق الرفاهية بعد احتلال أمريكا له بذريعة تحريره من الديكتاتور صدام حسين ؟ لا فقد وجد شعب العراق نفسه امام حقيقة مؤلمة بأن لا شىء تحقق مما كان يحلم به من رفاهية ومن عيش كريم ، بل استطاعت أمريكا أن تتخلص من العراق كقوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط ليسهل عليها بعد ذلك تنفيذ خارطة الشرق الأوسط التي بشرت بها وزيرة خارجيتها كوندليزا رايس حين ذاك ، وكذالك السيطرة على ثروات العراق كما هو مشاهد اليوم .
بعد هذه المقدمة والأمثلة المشاهدة في واقعنا والبيئة المحيطة بنا سوف نصل حتما الى قناعة مفادها بأن السياسة الدولية قائمة على تقديم المصلحة كحق ورفض الإنسانية كواجب . ولذلك ليس غريبا بأن نرى الصمت اليوم من قبل صناع القرار في العالم عن المجازر التي تحصل هنا وهناك على حيز المعمورة لإن قانون صمتهم يقدم المصلحه كحق على الإنسانيه كواجب ،لا غرابة إنها السياسة والسياسيون من لا يعترفون بالعاطفة التي تقود لنصرة نداء الإنسانية ونصرة المظلوم ، ويقدمون عن كل ذلك العقل وهندسة المصالح.
القضية الجنوبية وتعاملها مع السياسة الدولية:
بات واضحا وجليا اليوم بأن لا تغيير طرأ في السياسة الدولية وظلت صامتة الى يومنا هذا عن كل المأسي التي تدور على أرض الجنوب من إنتهاك لحقوق الإنسان والقمع الذي تعرضت له الحركة السلمية الجنوبية، وضلت السياسة الدولية جامدة وضربت بالنصوص والقوانين الدولية عرض الحائط، التي تهدف لمناصرة الإنسانية وتكفل حقوق الإنسان وتحاكم من يقومون بالجرائم ضد شعب الجنوب ابان إستباحه واحتلال الجنوب والحرب التي قامت عليه في صيف 771994.
إلى اليوم لم نرى السياسة الدولية وصناع القرار ينظروا بجدية لما هي القضية الجنوبية وظلوا يكابرون ويتمسكون بمصطلح نحن مع اليمن ووحدته بالرغم من كل مأسي الإنسانية وما يدور في الجنوب من قتل وتهجير وتشريد من قبل منظومة الإحتلال وشركائها سابقا ولاحقا أو بما يسمى بالنظام الهجين القديم الجديد الا أن السياسة الدولية ضلت تقدم المصلحة كحق وترفض الإنسانية كواجب .
وحدة الصف الجنوبي ووحدة قيادته كحل أوحد للتعامل مع السياسة الدولية:
بات مطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضى على الجنوبيين شعب وقيادة أن يكونوا متوحدين وأن يعملوا على تكريس التعامل بثقافة جديدة تكرس لعهد جديد وجنوب جديد ثقافة التنوع والقبول بالأخر وأن تسود هذه الثقافة في المجتمع الجنوبي لكي نضمن بناء الجنوب الذي نريد ،ونطمح به الجنوب الذي يتسع لكل ابناءه، بعيدا عن الوصاية والأوحدية في الرأي والقرار الذي أوصلتنا لما نعيشه اليوم من نكبة وطن وهوية ، وأن يبتعدوا عما يفرق من القضايا الجانبية والهامشية التي هدفها التأخير وتشتيت صفهم وإلهائهم عن قضيتهم الأساسية ،من أجل مواجهة السياسة الدولية وأن يعلموا ان الجنوب وقضيته سوف تنتصر متى ما وجدت قيادة واحدة تستطيع ان تخاطب العالم والسياسة الدولية بحسب قانون حفظ المصالح واجب لأنه كما أسلفنا أن السياسة الدولية تفضل المصلحة كحق وترفض الإنسانية كواجب .