اليمن للاسف لم يشهد امنا ولا استقرار لا عسكري ولا سياسي او حتى اقتصادي على مدى قرون وعصور مرت عليه مع حكم الامامة المتعاقيبن على السلطة وحكم الثوار بعد سقوط الحكم لبيت حميد الدين . وحتى المتابعون والدارسون والمحللون من معاصري التاريخ اليمني قديما وحديثا والتعمقين في كواليسه وعلى مستوى امتداد خطوط العرض والطول جغرافيا لم يتوصلوا الى نتائج تؤكد اسباب نكبة هذا البلد الطيب المسمى باليمن السعيد والذي يرزح حتى اللحظة تحت نير الاستبداد والهيمتة والهمجبة المتعصبة برغم سقوط معاول التسلط والعجرفة وتدهور امبراطورية الكيد والعتجهة قبيلة الفيد والسطو على السلطة وانهيار بعض الطوائف الفئوية والمناطقية امام اقلية طائفية حوثية زيدية اثناعشرية ماجوسية ثم لم يستفيد اليمن لا من مرحلة الدولة ولا من حالة الثورة خسر الشي الكثير ودفع الثمن الباهض الكبير ولم يحقق هدف واحد مع من تحملوا المسئولية وكما يشيروا في خطابهم الاعلامي المزيف الشهير انهم يعملون لصالح الشعب اليمني بشطريه برغم انهم تأمروا وسلموا اليمن مؤخرا للاقلية الخوثية الشيعية .
ثم انسياق الجميع اصحاب الجنوب واصحاب الشمال من القيادات الفالصو نحو الاستقطاب الاقليمي والدولي المادي البحت حيث رسخ ونسج في اوساطهم علاقات دنيئة وهابطة لاتسموا الى مستوى مكانة اليمن واصالة شعبه في الجنوب وفي الشمال وتأريخ حضارته الشامخة الضاربة جذورها في اعماق التأريخ والحداثة ثم اضاعوه وذهبوا به الى حافة التخلف والاحتقان والهوان والفساد الرضوخ والركوع بأسم الحرية والوطنية والانفصال والتحرير والاستقلال امام استعمار جديد سيرا على الاقدام وزحفا على بطنه .
طبعا هناك كثير من العوامل والمتغيرات السياسبة والعسكرية والتحولات على مدى مسيرة الاحداث والمستجدات في التاريخ التي شهدها اليمن بشطريه كان من المفروض ان يتم توظيف هذه المنعطفات والتجارب التوظيف الصحيح لكي تكون جسر خروج من نفق الهمجية والعصبية القبلية والطائفية العفنة ووضع استراتيجية عقلانبة لمعالجة كل القضايا اليمنية على مستوى الشطرين بعين العقل والمنطق وطي صفحة الماضي الاليم ولف سجاد البساط الاحمر القديم واستبداله بالسجاد الاخضر المشع نحو الامل والستقبل وفسح المجال امام الجيل الجديد جيل الثورة والتغيير الخوض في وضع لمسات اصلاح المسارات والتوجهات لكل المكونات السياسية في الوطن بشطرية دون اي استثناء لاي قوى حية في الساحة اليمنية لكن ما حدث في الشمال وللاسف الشديد من تغير في خضم الاحداث هو ابعاد امام بعمامة ودشداشة وسبحة ساحرة باخر غبي لابس بدلة حديثة صناعة فرنسية وربطة عنق ايطالية وجزمة اسبانية وساعة سويسرية وشراب الماني ومظهر انكليزي ابهر الجماهير بلمعانه وفي الحفيقة هو ( محال اي مراج) وبائع ضفع البقر على ناصية الشارع فأصبح رئيسا لدولة تأريخها التليد ثلاثة الاف سنة حيث دفن هذا التأريخ في خضم الصراعات القبلية وقضى على مسيرة وانجازات عظيمة لزعيم كبير وعظيم الرئيس ابراهيم محمد الحمدي الذي خلال ثلاث سنوات من حكمه اظهر كثير من المشاريع الملموسة على ظهر ارض الواقع وقلص بؤر الفساد وحارب المشايخ الصغار والكبار ومنعهم من الدخول الى صنعاء باسلحتهم الشخصية وصفى المؤسسة العسكرية واجهزة الامن من الخلط والازدواجي للمعلومة ومنح الثقة لامثال المخلوع والغشمي وغيرهم من القيادات العسكرية الجبناء الذين باعوه رخبص واخيه في وضح النهار .
لكن يعتبر ما حدث كان وسمة عار في جبين من تامروا ونفذوا الجريمة النكراء على مستوى الداخل والخارج والاقليم في قتل الرئيس الحمدي ظلما وعدوانا واتوا برئيس جاهل يعمل تحت سيطرتهم واشراف الاشقاء الذين كانت مصالحهم في اليمن تفرض عليهم ضرورة نهاية الرئيس الحمدي والعوامل كثيرة شئنا او ابينا .
ثم جاءوا بعلي عبدالله صالح ولقنوه المشائخ والاشقاء كلمتين مخدرة يقولها للشعب اليمني عند حفل تنصيبه في مجلس الشورى بصنعاء حينها رئيسا على اليمن حيث قال انه سوف يسير على خطى الرئيس الحمدي وسيحافظ على توجهه وسوف يكمل تنفيذ كل مشاريعه الوطنية كذب وزيف وتزلف وخداع للجماهير في الشمال وسارت القافلة بعكس الخطاب المشيئوم وظلت الامور تسير على هذا المنوال وفي نفس الطريق طريق الحكم الامامي المعوج المتلسط المهين لكرامة الانسان اليمني ومن تحت جلباب ومظلة الجمهورية والثورة وسطوة القبيلة ثلاثة وثلاثون عاما منصرمة اما في الجنوب فكانت الاحداث مخجلة ومخزية ومؤسفة وتفاصيلها مرعبة ومزعجة والتاريخ يشهد على ذلك .؟!!
نعم لقد دخل اليمن التأريخ من اوسع بواب جحر الحمار وللاسف وهناك فئة من اساتذة الجامعات والاكاديميون كانوا من يروجوا الاقاويل ويصور الهزائم والنكيات بالانجازات العظيمة للزعيم الملهم مقابل الرش بفتات من المال المندس وهناك من يلون الدس والتدليس والكذب والدجل والفساد بلون عكس الحقيقة المرة التي يعاني منها المواطن في الجنوب وفي الشمال حتى اللحظة وسرد مغالطات تنعم وتلمع وجه الزعيم والسلطة وبمقابل ثمن بخص وظيفة او موقع متقدم في كيان السلطة التي انهارت في يوم وليلة وثبت فشلها . والحقيقة هنا تقول ان هذه انحازات المسئول والسلطة التي هي عبارة نهب سطو سرقة هروب في الاخير الى الخارج لانه لاتوجد مقومات دولة تحمي الارض والانسان اليمني وهويته وثرواته كان في الشمال او في الجنوب وهذه حقائق لا مفر منها وهناك من يغذي هذا التشتت والتشرذم وعدم توحيد الصفوف في اتجاه مشاريع البناء وتقويم للانسان اليمني في الشطرين ومن ثم التوجه نحو البناء والتعمير والتشييد وتوظيف قدرات الوطن والمواطن في الاتجاه الصحيح والاستفادة من العنصر البشري المستوعب والقادر على رسم لوحة تنمية وانماء عريضة في ربوع الوطن . لكن ما يؤسف له اليوم الكل اصبح مصاب بفيروس نهب الثروات وتدمير المعنويان وكسر شوكة الوطنيون وبيع الارض وتغذية الفتنة واشعال فتيل الحروب وصنع الازمات المفتعلة لتعكير اجواء السكينة العامة للمواطنين تزويد عناصر الارهاب بالمال والعتاد الغرض زعزعزة حالة الامن والاستقرار في الارض اليمنية شمالا وجنوب مع توسيع رقعة القتل التي وصلت رحاها الى قتل الاطفال والنساء بدون وجة حق كل هذه الاعمال تديرها عصابات حزبية لغرض في نفس يعقوب ومن بعدي الطوفان .
لن يخرج البمن من قبقاب الازمات واتون الفوضى والصراعات وطالما هناك عتوالة الفساد يتربعون مناصب عليا ويتحكمون باماكن القرار السياسي والسيادي ومنهم ممن هم في الداخل واخرين في الخارج نعم سيظل الوضع العام على ماهو عليه تقطير من المساعدات بمقابل نهب الثروات وتنصيب الاغبياء والخبثاء من منفذي خطط الاعداء المعرقلة للمساعي الحميدة التي يقودها الاخ رئيس الجمهورية ابن اليمن البار عبد ربه منصور هادي وتثبيتهم في المرافق الهامة المتعلقة بمصالح الناس يوم لاتوجد مشتقات ويوم لا يوجد غاز ويوم يحدث قطع طريق القاطرات ويوم اخراق العلم ويوم قتل هنا وهناك كل هذا يحدث مقابل استمرارية التواجد على الارض اليمنية وقضمها بالكيلو مترات وظمها الى اراضيهم والبحث والتنقيب عن الثروات لنهبها وتهريبها وحرمان الشعب اليمني منها واليمنيون يتماحكون على كرسي مصدي في المجلس الانتقالي او في المكونات الاخرى اوالحصول على الدعم الاماراتي والسعودي القمعي وسد الرمق من مساعدات مركز الملك سلمان المشرفون والمهيمنون عليه حزب الاصلاح وبقية القوى التقليدية في اليمن ومن هنا ضاعت على الربان ارقام الدير وضاع اليمن ارض وانسان وثروة وهوية والله المستعان .؟!!