تؤيد الرئيس ترامب في نهج الحمائية التجارية والتشدد مع الخارج وتقف ضدة في الداخل حد التمهيد لعزلة . اعني تحديدا بالمؤسسات الامريكية الكونجرس ومجلس الشيوخ والبنتاجون وجهاز الاستخبارات ووزارة العدل الامريكية . هذه المؤسسات على وجه الخصوص مابرحت تدفع الرئيس ترامب في اتباع نهج التشدد مع الخارج وخاصة في علاقتة مع روسيا حيث شرع الكونجرس مجموعة من العقوبات الاقتصادية المؤثرة على الاقتصاد الروسي لايستطيع الرئيس ذاتة رفعها إلا بموافقة المؤسسات التشريعية ذاتها التي اتخذت هذه القرارات ويتبع نفس الاسلوب مع ايران وان بدرجة اشد . لكن هذه المؤسسات تدعم ترامب في مواصلة سياسة الحمائية التجارية المتشددة التي سلكها مع مختلف الشركاء التجاريين.وبالذات مع الصين وغيرها من البلدان. بمافي ذلك شركاء وحلفاء الولاياتالمتحدة الاوروبيين وهي سياسات تتناقض مع العولمةو مبادئ التجارة الحرة ومع القوانين التجارية التي تعتمدها منظمة التجارة العالمية التي وجدت في الاصل تحت رعاية الولاياتالمتحدة وسخرت لخدمة النظام الراسمالي ودعم ديمومتة . لايختلف اثنان ان ترامب جاء من خارج المؤسسة السياسية التقليدية وممثلا عن الشركات و الاحتكارات الامريكية . وجاء لانقاذ امريكا من ان تفقد موقعها القيادي العالمي بعد التغير الجوهري الذي حدث في موازين القوة الاقتصادية الذي انتقل الى اسياء وتحديدا الصين التي تسير بشكل حثيث كي تحتل موقع الدولة الاولى في العالم بدلا عن الولاياتالمتحدة اذا ما استمر النمو الصيني على مستواه. الحالي . ولذلك نهج العقوبات والحمائية التجارية جاء لمنع الصين من مواصلةهذا المسار ومن اجل ذلك لاتكترث الولاياتالمتحدة بالمواثيق الدولية وحرية التجارة ولا تعترف باي نظام عالمي يقوم على تعدد الاقطاب خاصة مع استعادة روسيا دورها العالمي . ومن اجل ان تحافظ الولاياتالمتحدة على استثنائيتها ووحدانيتها في قيادة النظام العالمي الدولي حيث تعتبر قيادتها للعالم حقا إلاهيا . هذه التوجهات الامريكية بدءا بعدم الاعتراف بالقوانين والمؤسسات العالمية التي تنظم التجارة العالمية عبر سلوك نهج الحمائية التجارية وفرض العقوبات الاحادية على الدول هدفة المباشر تقليص وتعديل العجز التجاري الامريكي الى ادنى الحدود الممكنة مع كل دولة على حدة وليس مع كل تكتل اقتصادي . ولهذا فيما يتصل باوروبا هدف ترامب الدخول في تفاوض مع كل دولة اوروبية على حدة وليس مع الاتحاد الاوروبي من اجل ضمان تعديل الميزان التجاري لصالح الولاياتالمتحدة خاصة مع تراجع الاقتصاد الحقيقي الامريكي وارتفاع حجم وقيمة راس المال الاسمي غير الحقيقي . وفي هذا فان الغاية تتمثل في وقف تراجع الاقتصاد الامريكي منع البلدان المنافسةللولايات المتحدة من تحقيق وتائر نمو اقتصادية متسارعة . فيما يتصل بالصين تسعى الولاياتالمتحدة ليس فقط الى تضييق الفجوة القائمة في الميزان التجاري الذي يعمل لصالح الصين منذ زمن ولكن ايضا الى اجراء تغيير هيكلي في الاقتصاد الصيني بمايرفع من حجم الطلب المحلي ويزيد من حجم الاستيراد من الولاياتالمتحدة ومنع الصين من الاستفادة من التكنولوجية الامريكية او استنساخها . في سبيل هذا الهدف المؤسسة الامريكية بكامها مكوناتها تقف مع نهج ترامب في سياساتة الحمائية وغيرها ولاتخشى حربا تجارية قد يطول امدها قد تنعكس سلبا على النمو العالمي وعلى اطراف اخرى بمافي ذلك الولاياتالمتحدة ذاتها " امريكا تعتقد ان خسائرها ستكون اقل " المؤسسات الامريكية في هذا السياق تدعم ترامب تحت مخاوف وشعور جدي اخذ يتشكل في قرب السقوط المبكر للولايات المتحدة بفقدانها موقعها القيادي العالمي . ولذلك ومع التغير ايضافي موازين القوة العسكرية مع بروز الصينوروسيا كمنافس قوي فان هذه المؤسسات دعمت قرار الرئيس ترامب بزيادة الانفاق على المجمع الصناعي العسكري الامريكي عبر ادخال برامج واجيال جديدة و متطورة من الاسلحة الذكية عداعن زيادة التواجد العسكري والهيمنة الامريكية في الخارج بشكل لم يسبق له مثيل من اجل ضمان ان تبقى الامبراطورية الامريكية هي المهيمنة على العالم . لكن هل تستطيع الولاياتالمتحدة ان تبقى على دورها العالمي في قيادة العالم . قد يتباطئ النمو الاقتصادي في الصين وفي روسيا وفي الهند وفي دول كثيرة منافسة اخرى على اثر العقوبات واجراءات الحمائية الامريكية لكن لاتستطيع امريكا الوقوف ضد حتمية التغيير بما في ذلك الانتقال الاقتصادي والعسكري في ميزان القوة العالمية الى الابد .ويبدو ان الامبراطورية الامريكية لن تتنازل عن موقعها الريادي المهيمن كما فعلت امبراطوريات بدون حروب .فقد تضطر على خوض حرب عالمية او حروب اقليمية قد تدمر العالم . ترامب صورة طبق الاصل للراسمالية المتوحشة : قد تنجح الولاياتالمتحدة في ظل ترامب او غيرة في التعديل النسبي في الميزان التجاري الامريكي مع شركاؤها الاقتصاديين لصالح الولاياتالمتحدة وقد تتمكن من تحسين معدلات النمو وتخفيض معدلات البطالة وان تحافظ على موقع المهيمن على العالم لبعض الوقت لكن لن تستطيع ان تبقى كذلك كل الوقت والى الابد. فقد اثبتت الازمة في سوريا وفي اوكرانيا وفي الشرق الاوسط وما يحدث في اماكن اخرى ان الولاياتالمتحدة لم تعد هي اللاعب الوحيد في العالم . المؤسسات الامريكية وفي سياق الصراع الذي نتج عن الانتخابات وبما بات يعرف بالتدخل الروسي داخليا يتراجع ثقتها بالرئيس ترامب وهي تحاول تقويض مكانتة وربما قد يصل الامر الى عزلة خاصة بعد اعترافات مدير حملتة الانتخابية بالتجاوزات القانونية " الجنائية" التي جرت خلال الانتخابات وفي الواقع المؤسسة الاستخبارتية الامريكية والصقور في الكونجرس ربما باتو مجمعين ان ترامب هو عميل لروسيا وان لم يصرحوا في ذلك علنا لكن ترامب بعنجهيتة وبتوحشة لا يلقى لاتعاطف محلي ولا دولي .والشاهد ان الرئيس ترامب بشخصيتة الجشعة وبنفاقة انما هو تعبير عن النهم المادي والشيئي والمالي التي تمثلة الراسمالية وترامب صورة طبق الاصل للراسمالية الاحتكارية وممثل اصيل وجلي وواضح لطبيعة وجوهر النظام الراسمالي المتوحش .د. يوسف سعيد احمد