ما أروع الأمثلة والحكم العربية الأصيلة التي فيها نوع من فلسفه التعامل مع الحياة سواء مع مواقف أو الناس فكما قيل لكل مقام مقال وقيل أيضا "لكل زمان دوله ورجال„„ قد قول القارئ ما علاقة مقدمه كاتب هذا المقال بعنوان المقال لماذا مسدوس؟ . هناك حقيقة من حقائق الدهر بأننا لان شعر بأهمية نوابغنا أو رجالنا إلا عند فقدناهم فترانا نتذكرهم حسرة"ونكتب فيهم القصص والمقالات والأشعار وكأننا لم ندرك أهميتهم إلا حين فقدانهم للأسف الشديد.
وقد شدني لكتابه هذا المقال إعجابي وتلمسي لمصداقية هذا العلم الهمام والمفكر الصادق وتعصبي في أطروحاته وأفكاره فيما يخدم القضية الجنوبية واعتباره المنظر والمفكر العبقري الأول في الجنوب وفي شرح فلسفه أبعاد القضية على المستوى الداخلي منذ الاستقلال إلى يومنا هذا وكان من الرجال القلائل المعاصرين لكل فترات الحكم منذ الاستقلال إلى ما بعد حرب صيف 94م في تفرده وتميزه بتقييمه العادل الشجاع للأخطاء التي مورست بين الذات الجنوبية بالإضافة إلى شجاعته في النقد في ظل اشتداد الأمور في مرحلةمابعد94م فكان الناقد او المعترض على ممارسه النظام المحتل المختل بعد حرب الاحتلال تلك في وقت يعد الناقد لهم مجرم مخطئ فكان هو من القلائل الذين كتبوا ونظروا بل وساهم في تنظيم الحراك الشعبي الجنوبي السلمي في كل مراحله وكل ذلك وهذا العلم يعاني من المرض ناهيك عن المه وحلمه في تحقيق غايات شعبة الجنوبي الابي.
فتجد الآن بعض الأصوات النشاز من وجهة نظري تنتقد هذا الرمز في أطروحاته او في نواياه لست هنا بكتابتي للمقال انشد المقارعة او انتقاد احد لان حرية التعبير من اسمي ما نؤمن به في مجتمعنا بما يخدم وليس بما يهدم فليعتبرها البعض شهادة قلتها قبل ان تطلب.قد لا يعرفني الكثيرون سياسيا"أو اسريا"لكني بكل شجاعة أقول أني من أسرة كان لها نضالها المشرف والمعروف على مستوى الوطن العربي وابن لأحد مؤسسي حزب جبهة التحرير التي عانت أبشع الممارسات إقصاء"وقتلا"لكن الجنوب ووحدة أهله اكبر من أي الم آو حقوق .
ولم اعرف عن نفسي للشهرة لكن لإيصال رسالة عن المعنى الحقيقي لمضمون التصالح والتسامح وان الثناء يجب أن يقال فيمن يستحقه...لماذا مسدوس؟ هو من الآباء بالنسبة لنا كجيل الشباب الجنوبي الذين يحملون رؤية حقيقية لإيجاد معادلة توافقية بين كل أبناء الجنوب فحاول ومازال وسيضل يحاول بطاقة أذهلتني لإيجاد هذه الوحدة بين أبناء وفرقاء وقاده وشباب الشعب الجنوبي المطالبين باستعادة الدولة لا النظام فلذي لزم علينا وعلى كل وطني غيور الوقوف معه والشد من أزره والوقوف بوجه أي واحد منا يرى القضية بعينه وأنها تخصه دون اخذ الآخرين بعين الاعتبار.
أن قيام أي مؤتمر جنوبي لا يحمل المعادلة التوافقية التي تضمن عدم الإقصاء و التهميش لا فكرا"ولا كما" يستحيل عليه ان يحقق نتيجة وان حققها بصورة منفردة فقد يكون في ذلك نذر شؤم في البين الجنوبي الجنوبي حاضرا"ومستقبلا"وتاريخنا وتجاربنا المريرة خير عبرة لنا في ذلك.
ومن جانب آخر هلا اتعظنا من متسلطي الشمال فهم على الرغم من خلافهم الفكري المنطلق من صراع المصلحة إلا أنهم ينظرون الينا في الجنوب بعين الفيد والعداء سواء سواء"كنافي صفوف المطالبين باستعادة دولتنا أو كنا في النظام الحالي المفروض عليهم ولست هنا لأوضح ذلك او أبررة أو لا فسرت كون التفخيخات والمضايقات والاعتقالات والاختطافات توضح الصورة لمن لا يرها كتحليل بالممارسة وليس بالقراءة المنطقية.
تحية شكر وإجلال لهذا الوالد الدكتور المفكر محمد حيدرة مسدوس مني احد أبناء الجنوب الذين ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.
فهلا حاولنا ان نكون جميعا" بنفس مستوى حرصه ووعيه وان نلتف حوله فأجمل مزايا مسدوس ان المكون الوحيد الذي ينتمي إليه هو الجنوب أرضا" وإنسان وهذا هو المكون الحقيقي الذي يجب ان ننتمي إليه أكثر من انتمائنا لأي مكونات أخرى فكرية لان الفكر لم يوضع إلا من اجلهما فيخسر من قدمه عليهما.