ظننا أنه وبمجرد أن تعود كهرباء لودر لطبيعتها سنلعن الظلام الذي أو قدن فيه الشموع و"الفوانيس" وأننا سنركل "الحمى" والنامس إلى مكان "سحيق"..
ظننا أننا سنتخلص من ذلك العناء والشقاء الذي لازمنا طيلة فترة إنقطاعها وأننا سننعم بنورها وهوائها الذي حرمنا منه لعدة شهور..ظننا أننا لن نخضع لتجار السوق السوداء الذين أستغلونا وأحتكروا الأسواق وتاجروا فيها بلا ضمير أو رحمة أو مخافة من الله..ظننا أننا لن نسمع أصوات تلك "المواطير" التي صمت أذاننا والتي أستنزفت جيوبنا وأنهكنا كثرة "إصلاحها" و"خرابها" وعطشها الذي لاينتهي..
ظننا أنه حينما تشتغل الكهرباء سننعم براحة البال وسكينة الجسد وطمئنة القلب وأستقرار الحال دون أن ينغص علينا شيء, أو يعكر صفو الحياة شيء, أو يقلق سكينتنا شيء..ظننا أن مسلسل"طفي لصي" الشهير الذي أنتجته كهرباء لودر في السنوات الماضية لن يعاد بثه مرة أخرى وأنه بات من الماضي الذي لا نحب أن نتذكره أو نشاهده وانه سيطغى عليه مسلسلها الجديد الذي وعدت به إدارتها "لا ظلام بعد اليوم" وسيكتسح الساحة "الكهورليلية" وسيستحوذ على أفئدة الكل وسينال إعجابهم ورضاهم وسيحصد جوائز الحب والرضاء والإحترام لمخرجه الذي عرف كيف "تؤكل الكتف"..
ظننا أن الفرحة التي أنتظرناها شهور ستدوم طويلا ولن تسرقها حسرة أو ألم أو قهر أو حرق إعصاب أو لحظات توجس وأنتظار على جمر المعاناة ودقائق اللهفة والترقب متى يعود التيار؟ ظننا أن كهرباء لودر تلك البائسة والقديمة العجوزة التي أكل الزمان وشرب عليها وأنهكها طول الدهر وطول الصبر واعبث بها والتحايل عليها قد ولت وستدخل في سبات عميق تريح فيه معداتها وأجهزتها بعد سنوات من الخدمة والكد والكدح و"الضحك" على الذقون,وأننا استبدلناها بأخرى فتية قوية متماسكة لن تكل أو تمل وليس بها عيب أو شيب أو خلل وستعطي بسخاء وسينعم الكل بخيرها وفائدتها ولن يهجوها أو يشكوها أحد,ولن يتحجج سادتها "بخرابها" أو تلفها أو عدم قدرتها,ولن تكون شماعة يعلقون عليها أكاذيبهم وأعذارهم وحججهم التي لا يقبل عقل أو منطق ولا يصدقها قلب "بشر" فزمن الكهرباء "العجوز" ولى وبات من الماضي,ولم يعد هناك مجال للكذب والدجل والتحايل,ولم يعد هناك داعٍ لكثرة الإنطفاءات بدون سبب أو كلما أشتهت "الأنفس" وفي أوقات متقاربة جداً لاتتعدى الدقائق ولفترات طويلة تتعدى الساعات..
زمن الكهرباء التي كان الكل يشفق عليها و"يرثي" لحالها ويلعنها اللأعنون ويستغل كبر "سنها" وقلة إمكانياتها وضعف قدرتها القائمون ويستخدمونها كيفماء يشاؤون أستبدلت بالحداثة والمتانة والجودة وبات أمر إنقطاعها ضرب من "الخيال" أو شيء محال,ومن يتشدق بذلك فهو "أفاك" كاذب يحمل بين جوانجه الحقد والغل للآخرين وجعل من الكهرباء وسيلة للأنتقام وتصفية الحسابات وأراد أن لا تكتمل فرحة المواطنين بالكهرباء بعد أن تراقصت السعادة في أعينهم ولم يتسع الكون الفسيح حينما " عادت"..
أراد أن ينتزع الفرحة بتلك الإنقطاعات المتتالية والمتتابعة لسبب وبدون سبب والتي وصل منها المواطن حد "الشبع" وحد السخط والإستياء وعدم الرضاء والأسى...