شهدت المحافظات الجنوبية مؤخرا موجة احتجاجات للمطالبة بتغيير الحكومة ووقف انهيار العملة وتردي الخدمات. وخرجت تظاهرات في عدة مدن جنوبية تطالب بإصلاحات عاجلة عقب ارتفاع الأسعار وتردي الخدمات كما طالبت بعض التظاهرات بإقالة الحكومة وتعيين حكومة أخرى .
واستمرت الاحتجاجات في المدن الجنوبية وخاصة في العاصمة عدن ومدينة المكلا وتطورت الى عصيان مدني شل الحركة في المدينتين كما نفذ عصيان مدني في عدة مدن أخرى على قرار زنجبار وشقرة في أبين وكذا في عاصمة محافظة شبوةعتق وغيرها من المدن الجنوبية وذلك في تصاعد للازمة عقب فشل حكومي في وقف انهيار العملة .
عقب تزايد الاحتجاجات خرجت الحكومة اليمنية وعقدت اجتماعا هاما حول تطورات الوضع في المحافظات الجنوبية ومناقشة سبل وقف تدهور العملة وخرجت بعدة قرارات في محاولة لإنقاذ العملة من الانهيار .
ورغم الاجتماع الذي عقدته الحكومة إعلانها اصدرا عدة قرارات لوقف الانهيار الكبير للعملة وكذا إصدار رئيس الجمهورية قرارا بتعيين شخصيات اقتصادية لوقف انهيار الريال الا ان الاحتجاجات تواصلت ووصلت الى مناطق أخرى كمدينة سيئون التي حاول فيها محتجون اقتحام مبنى المديرية احتجاجا على تردي الأوضاع الخدمية .
وفي مدينة المكلا خرجت تظاهرة غاضبة واحرق محتجون الإطارات وقامت قوات أمنية بإطلاق النار على المحتجين و لتفريق الاحتجاجات مما أدى الى سقوط إصابات كما قامت القوة باعتقال عدد من المتظاهرين.
ولاحقا خرجت السلطة المحلية ببيان تدعو من خلاله المتظاهرين الى الالتزام بالتظاهرات كما أعلنت تأييدها لمطالبهم .
وخرجت في اليوم الثاني لإعلان السلطة المحلية بحضرموت دعم الانتفاضة تظاهرات غاضبة احرق خلالها المحتجون صور لقيادات التحالف العربي كما قاموا بإحراق وتنزيل صور قيادات جنوبية بارزة ولعل من أبرزها قائد الثورة الجنوبية حسن باعوم .
تطورات المشهد وصلت في يومها الثاني الى التصادم في مدينة سيئون بين عدة فصائل جنوبية وقام كل فصيل بإحراق صور لقيادات الفصائل الأخرى وبدأ انحراف الثورة .
وبالعودة الى العاصمة عدن فقد واصل المحتجون احتجاجاتهم وتطورت الى قطع للطرقات ومنع مرور المواطنين وفرض عصيان مدين بالقوة بحسب ناشطون .
وفي محافظة لحج المجاورة للعاصمة عدن حاول الحراك الجنوبي إخراج تظاهرة تنديدا بإحراق صور قيادات بارزة في الثورة الجنوبية الا ان القوات الأمنية في المحافظة منعت المتظاهرين من التظاهر وأعلنت عدم السماح لهم بالتظاهر .
وفي محافظة ابين وتحديدا في العاصمة زنجبار خرجت تظاهرة كبرى تنديدا بإحراق صور القيادات الجنوبية من قبل أنصار المجلس الانتقالي وبدأت الثورة تتحول عن مسارها .
في عدن تواصلت الاحتجاجات ولكن بصورة اقل حيث أصبح العشرات من الشباب من يقوم بإحراق الإطارات وقطع الطرقات وسط غضب واستياء شعبي من تعطيل حياتهم اليومين في ظل عدم أي تجاوب حكومي او من دول التحالف التي كان الشعب يعول عليها كثيرا في دعم العملة ووقف انهيارها .
منذ ايام توقفت الاحتجاجات كليا ولم تعد هناك احتجاجات تذكر ووصل المواطنين الى قناعة بأن تلك الثورة ركب عليها بعض المكونات وقاموا باستخدامها لمصالحهم بعيدا عن حال الشعب المكلوم .
يتهم المواطنين في العاصمة عدن طرفي الصراع الجنوبي من أنصار المجلس الانتقالي وأنصار القيادي الجنوبي فادي باعوم بركب الثورة محاولة تبني الثورة والاستفادة منها .
يتهم أنصار الانتقالي القيادي فادي باعوم بتعطيل الثورة ومهاجمة المجلس الانتقالي والتحالف العربي مشيرين بأن القيادي باعوم خلف إحراق وتنزيل صور قيادات التحالف العربي بدعم قطري بحسب موالون للانتقالي .
كما اتهم جناح باعوم أنصار الانتقالي بمحاولة ركوب الثورة للاستفادة منها والضغط على الحكومة الشرعية للحصول على مناصب وعدم الاعتراف بفشل التحالف المسيطر على الأراضي الجنوبية في دعم الشعب وتبرئته من الأزمة .
وعقب أسبوع من انتهاء الثورة وحالة الجمود التي إصابة الشارع إزاء فشلها واستخدامها من الإطراف الأخرى ارتفع سعر الدولار مؤخرا الى أكثر من 600 وسط صمت حكومي مريب .
يؤكد ناشطون ان لا حل لانهيار العملة سوا بتدخل دول التحالف ودعم الاقتصاد لإعادة الريال الى ما كان عليه مؤكدين فشل أي دعوات قادمة للشارع عقب إفشال الانتفاضة السابقة .
ويتهم المواطنين الاطراف والمكونات الجنوبية بإفشال الثورة والتسبب بتفاقم معاناتهم كما يتهم آخرين الحكومة بعدم الجدية في وقف انهيار العملة مؤكدين ان حكومة الشرعية وكأن الأمر لا يعنيها .