لاشك ان أبناء الشعب الجنوبي قد استقبلوا خبر الاتفاق الذي جرا في القاهرة بين عدد من القادة الجنوبيين وعلى رأسهم الأخ الرئيس علي ناصر محمد. لاشك أنهم قد استقبلوا خبر ذلك الاتفاق التاريخي بالبهجة والسرور حيث عمت الفرحة كل شبرا في الجنوب واستبشر الجميع خيرا وعبر معظم أبناء الجنوب عن شكرهم وتقديرهم لموقف تلك القيادات الواضح والصريح والذي نص على المطالبة بحرية واستقلال واستعادة دولة الجنوب.
وهذا ما كان يتعشم شعبكم فيكم حيث كان الكثير ينتابه كثير من الخوف خاصة الذين يعرفوا ما كان ينتهجه الرئيس علي ناصر من سياسة فيها من حسن النوايا لدى الرئيس ناصر تجاه بعض الرموز السياسة والمتنفذة في صنعاء واتفاقه معهم قبل أعوام وعلى رأسهم حميدا لاحمر والإنسي وغيرهم حين اتفقوا وتعاهدوا مع الرئيس ناصر ان يعملوا أثناء الثورة الشبابية في الشمال على ان ينصفوا الجنوب وان يقبلوا كما قال الرئيس ناصر بأهون الشرين الا وهو الحكم الفيدرالي .
ولكن فوجئ الرئيس ناصر بان رفاق الأمس ومن عاهدوه قد نكثوا العهد ووصلت العنجهية بهم إلى ان يقول احدهم وهو الشيخ حميد ان الرئيس الجنوبي علي سالم البيض ليس له منزلا في عدن كما ضلوا يمارسون السياسات الهادفة إلى استمرار احتلال الجنوب !! حينها تنفس الصعداء حين سماع اتفاق القادة الجنوبيين وأدرك الكل ان الرئيس ناصر كان عمل كما عهدناه بحنكته السياسية المعهودة وان لا خوف اليوم عليه من اتفاق الأمس بينه وبين تلك القيادات الشمالية والتي لم توفي الوعد أو العهد فما ان أدرك الرئيس ناصر بلعبتهم الا وأعلنها صراحة بموقفه تجاه وطنه وشعبه الذي اكتووا بنار من احتلوا الوطن وكان يستغرب حين سماعه ان الرئيس علي ناصر يثق فيهم أو يتبنا موقف لا يمكن ان يرضاه شعب الجنوب؟ ولكن اثبت الرئيس ناصر انه قادرا على تعرية كذبهم وكشف كيدهم!
واليوم وشعب الجنوب يستعد للهبة الكبرى باء الاحتفال بمناسبة ذكرى ال30 نوفمبر لا يسعه الا ان يوجه التحية والشكر والتقدير للقادة الجنوبيين الذين نحمد الله انه قد جمع شملهم ووحد كلمتهم في المطالبة الصريحة والواضحة بالاستقلال والحرية وكرامة شعب الجنوب ...ان شعبكم يحييكم ويتعهد لكم انه سيشرفكم في احتفال نوفمبر وسيرى العالم شعب الجنوب كيف خرج في هذا اليوم للاحتفال والإعلان للعالم اجمع انه موحدا وانه يطالب بالحرية وتقرير مصيره !.
كما نتنمى وندعو الأخ الرئيس علي سالم البيض إلى الانضمام لأهله وإخوانه والاتفاق معهم في توحيد الصف والكلمة فقط ...كما يقدر له شعبه موقفه الواضح والصريح بفك الارتباط والذي لا يختلف في مسماه عن استعادة الدولة ونؤكد له ان الجميع لا يختلف معه على مبدأه والذي لاشك ان شعب الجنوب يحترمه!
ولكن يظل فينا الضعف ان ضل كل قائدا وسياسي يقودنا بمفرده أو بجماعات لأننا وضعنا لا يقبل التشتت وقضيتنا لن تحل إذا لم نتوحد في صوت واحد يهدف إلى التحرير واستعادة دولتنا
هذا هو المطلوب اليوم من كل أبناء الجنوب داخل الوطن وخارجه ففي وحدتنا التحرير والاستقلال وفي تشتتنا الضياع لقضيتنا وتجاهل المجتمع الدولي لها
ولا يخفى على احد ان قضيتنا مسموعة في العالم اجمع ولكن ما يشوشها هو تشتتنا وليس هناك شيء غير اختلافنا فهو من أضعفنا وجعل الطامعون يظهرون أمام العالم بأنهم ربما حريصين على الجنوب أكثر من أبنائها ويطالبون المجتمع الدولي ان يقف إلى جانبهم من اجل بقاء اليمن موحدا حد قولهم !!.
بينما شعب الجنوب قد قرر بكافة مكوناته وتنظيماته السياسية ان الوحدة قد انتهت في حرب صيف 1994 والتي شنت على الجنوب وأبنائه والتي ضل الجميع يعاني أصعب الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية طوال تلك الفترة وحتى اليوم حيث أصبح يعاني الكثير من الويلات والماسي في كل شبرا من الجنوب الذي أصبح مسرحا للصراعات المصنوعة كمحاربة الإرهاب والقاعدة وغيرها التي زرعوها في الجنوب فقدم أبناء الجنوب قوافل من الشهداء في حروب قذرة كانت تستهدف الجنوب أرضا وإنسانا؟ ولم نسمع من يُدين تلك الأعمال أو يتصدى لها وكان آخر رهان أو أمل لا بناء الجنوب في تلك الثورة التي حدث في الشمال وكان الجميع يتطلع إلى ان تكون ثورة شعب حقيقة تغير صورة اليمن بشكل عام وتزيل الظلم والطغيان ولكن وللأسف تم إجهاض تلك الثورة الهزيلة وإذ بشعب الجنوب يفاجأ بمن يمارس أبشع وسائل الترهيب والوعيد ضد أبناء الجنوب ان طالبوا باستعادة دولتهم ووطنهم حينها أدرك شعب الجنوب ان لا ثورة حدثت في الشمال وان ما يمارس تجاه الجنوب يدل على انه أبشع واسوا من ما سبقه من الممارسات البعيدة كل البعد عن ما يدعون به من وحدة زائفة يدفع ثمنها أبناء الجنوب ليل ونهار ويعيشون أسوى الظروف بينما وطنهم ينهبه الناهبون وخيراته يتقاسمها المتنفذين !!