شهدت العديد من المدارس في المحافظات المحررة ومنها محافظة الضالع إضراباً جماعيا مفتوحاً للمعلمين احتجاجاً على سوء أوضاعهم المالية والوظيفية، الأمر الذى تسبب في إصابة العملية التعليمية بالشلل التام ليسجل المعلمون رقماً قياسياً في الإضراب القسري حتماً سيكون الأخطر باعتباره يهدد مستقبل الأبناء ويربك الحالة النفسية للتلاميذ على مجرى الدراسة وكيف ستكون العملية التعليمة بعد كل هذا الانقطاع المعلمون يهددون بعدم فضّ الإضراب والعودة للعمل إلا بعد تحقيق مطالبهم، قائلين الحكومة تصر على إهانة كرامتنا ولا تعليم بدون الحصول على حقوقنا السؤال الذي يفرض نفسه من المستفيد من الإضراب ؟ يرى معظم المعلمون ان تأخير الدراسة لشهر او اكثر لن يكون لهما تأثير على البرنامج الدراسي ولا على التحصيل العلمي للتلاميذ ، معللين ذلك بعدم تحسين أوضاعهم المادية حيث ان تداعيات الإضراب أكبر لأن المعلم يجتهد كثيراً ويتعب كثيراً في سبيل تكوين البنية الاساسية للمجتمع ( الأبناء ) علمياً وسلوكياً ، ولكنه في المقابل يعاني المجتمع ككل من تدهور القدرة الشرائية للسلع الأساسية ان إضراب المعلمين له انعكاسات وتداعيات على التحصيل العلمي للتلاميذ الذين يحتاجون الى تلقي الدروس بطريقة متواصلة. ولذا فإن انقطاع التلاميذ عن الدراسة قد يؤدي الى حدوث تشويش عقول التلاميذ وله انعكاسات نفسية لاسيما وانهم صغار وشخصياتهم مازالت طرية وهشة. كما قد يؤدي ذلك الى تزعزع صورة المعلم في ذهنه فيما يفترض ان يكون هو قدوة بالنسبة للتلميذ. أولياء أمور التلاميذ يتضجرون وينتابهم القلق إزاء مستقبل ابنائهم في ظل تدهور الأوضاع المعيشية الصعبة ولسان حالهم يقول مستقبل أبنائنا أمانة في أعناقكم. لذلك ينبغي على الوزارة ان تجد حلولا لكل المشاكل المطروحة وتعطي حقوق الناس والمربي عليه أيضاً مراعاة المصلحة الوطنية لأن الإضرابات أصبحت ممنهجة وازداد التشنج والاحتقان في صلب الوضع الاجتماعي اذ لم يعد المعلم ذلك القدوة للجميع بل اهتزت صورته. ونحذر من نتائج التهاون في حل مشاكل المؤسسة التربوية وإصلاح التعليم بسبب ما آل اليه وضع التلاميذ من تدنٍ ملحوظ في المستوى التعليمي والأخلاقي. وعموماً لا يمكن اللعب أبدا بمصلحة أطفالنا لأنهم مستقبل البلاد وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها كاملة في العناية بهذه الشريحة وبمن هم مؤتمنون على تكوينهم تكوينا جيدا فمن غير المنطقي أن نطلب من المعلم الاستماتة في تكوين جيل متفائل بينما يسكنه التشاؤم بسبب تردي وضعه المادي والمعنوي وفي المقابل لا يجب ان ينسى المعلم أنه كاد أن يكون رسولاً بسبب سمو مهمته وعلو منزلتها .