آلاف من الصفحات المزورة سعى كتابها إلى حشو عقول اليمنيين بأوهام «عداوة السعودية لبلادهم».. أوهام تغاير تماماً واقعاً تاريخياً عاشه اليمنيون مع جيرانهم وأهلهم السعوديين. فلم يسجل التاريخ، تدخلاً واحداً للمملكة في الشأن اليمني، إلا تقديم المساعدة عند الحاجة، ويدرك السعوديون دائماً أن استقرار اليمن من استقرار المملكة. ولم تنس المملكة العربية السعودية ثوابتها التاريخية والإنسانية، فوضعت معاناة الشعب اليمني من جراء ممارسات ميليشيا الحوثي الإجرامية نصب عينها، فشرعت تداوي، وتحملت في سبيل ذلك فاتورة باهظة. شركاء حياة كشفت إحصائيات الأممالمتحدة ومنظمات العمل الإنساني والإغاثي عن بلوغ قيمة مساعدات المملكة 10.96 مليارات دولار أميركي منذ بدء عاصفة الحزم حتى إبريل 2018. ومؤخراً؛ وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دفعة جديدة من الدماء في عروق الاقتصاد اليمني المشرف على الانهيار، موجهاً بتقديم مبلغ 200 مليون دولار أميركي منحة للبنك المركزي اليمني؛ لدعم مركزه المالي، ولتخفيف الأعباء المعيشية عن اليمنيين. وفيما يلي رصد مختصر لأبرز المساعدات السعودية لليمن: * عام 1397 ه، قدمت المملكة 15 مليون ريال لتمويل بعض المشروعات في صنعاء. * عام 1400 ه مساعدات مالية لليمن الجنوبي قدرها 100 مليون دولار. * عام 1404ه تقديم الدفعة الثانية من إعمار الزلزال بمبلغ 18 مليوناً. * عام 1422 توقيع وفد من الصندوق السعودي للتنمية اتفاقيتي تمويل لإنشاء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة 50 مليون دولار جزءًا من مساعدات تنموية سعودية بلغت 300 مليون دولار. * عام 1429ه تسلمت وزارة الزراعة اليمنية مساعدات سعودية لدعم مكافحة الجراد بالجمهورية اليمنية بلغت قيمتها 6 ملايين و200 ألف ريال سعودي. * قدمت السعودية عام 1430ه مساعدات مادية وعينية قيمتها 4.5 ملايين ريال دعماً لجهود مكافحة الملاريا. * عام 1431 ه تتويج المملكة والاعتراف بها دولياً كأكبر المانحين لليمن، ضمن فعاليات مؤتمر الدول المانحة لليمن. * دفعت المملكة في 1433 دفعة جديدة قوية إلى الإمام من خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض من أجل اليمن بتقديمها مبلغ 3.250 مليارات دولار. السعودية وجهة المغترب اليمني تكشف أرقام أخرى عن انفراد المملكة بصدارة الوجهات التي يفضل اليمنيون المغتربون العمل بها في دول الخليج العربي، إذ يشكل اليمنيون المقيمون في السعودية نحو 70-80 % من إجمالي المغتربين، بواقع 700 إلى 800 ألف يمني، وفق أقرب إحصاء رسمي للبنك الدولي. وتكشف إحصاءات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المملكة عن ميول المغتربين اليمنيين في اليمن إلى العمل المنفرد وليس الوظائف، مثل تجارة التجزئة. وتعد دول الخليج العربية أهم الدول المصدرة لتحويلات المغتربين البالغة 3.7 بلايين دولار عام 2016 إلى اليمن، بنسبة 90 % من الإجمالي عام 2016، وفق تقرير أعدته وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية. وحلّت تحويلات العاملين اليمنيين من المملكة في المرتبة الأولى بنسبة 61 % من الإجمالي، تلتها في المرتبة الثانية الإمارات بنسبة 18 %، بينما شكلت التحويلات من الكويت 5 % وقطر 5 %، وجاءت 11 % من التحويلات من أميركا والبحرين ودول أخرى.