إنها غيمة وتمر حتى ولو كانت داكنة وسوداء وتُنذِر بعواصف سياسية وأمنية وحتى... إرهابية. فالناس تنازعهم هذه الأيام مشاعر مختلفة، والمحللون على خطاهُم منقسمون بين ترجيح التفاؤل والتشاؤم، والخطير في ذلك ان المتفائلين لهم أسبابهم واعتباراتهم وكذلك المتشائمين لهم من الحجج ما يكفي لتثبيت تشاؤمهم. ولكن بين الفريقين أين تقف الوقائع الحقيقية والدقيقة؟ اليوم ماذا من هنا؟ وإلى اين؟ لا أحد يملك أجوبةً صارمة وحاسمة ودقيقة وشافية، فهذا البلد يزخر بالأسئلة لكن الأجوبة ليست قراراً محلياً، فمَن يملك القرار هو الذي يملك الجواب، وطالما ان قرارنا ليس بأيدينا فإن الجواب ليس لدينا. مع ذلك، وعلى رغم كل شيء، فإن الناس يريدون ان يتفاءلوا لأن التفاؤل ليس خياراً يمكن تبديله بل هو قدرٌ لا مناص منه، ومَن يُشكك بالتفاؤل ليستعرض النصف قرنٍ من حياة هذا البلد فيتأكد ان التفاؤل هو الغالب.