تحذيرات أممية: أزمة الغذاء في اليمن تتفاقم وسط نقص حاد في المساعدات    أسعار الصرف الخميس 10 يوليو 2025 .. استمرار الانهيار في عدن واستقرار نسبي في صنعاء    صاروخ حوثي يهز سماء إسرائيل ودوي صفارات الانذار    سان جيرمان يلقن ريال مدريد درسا ويتأهل لنهائي كأس العالم للأندية    رئيس الوزراء يوجه بصرف مستحقات الطلاب اليمنيين المبتعثين وتصحيح قوائم الابتعاث    خبير طقس: كتلة رطبة في طريقها إلى اليمن ستزيد من غزارة الأمطار    استهداف مطار( اللد) بصاروخ ذو الفقار    ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة    100 ألف طن من المعدات العسكرية الأمريكية ل"تدمير غزة" تصل إلى إسرائيل    أنانية علي ناصر محمد وتشرّد و وفاة خيرة رجال الجنوب في المنافي    بن بريك يحذر من الوساطات لإطلاق سراح الزايدي وهشام شرف    أول اعتراف رسمي بفساد في وزارة التعليم العالي اليمنية    يهودي من أبوين يهوديين.. من هو الخليفة أبو بكر البغدادي؟    سينر يتأهل.. وينتظر ديوكوفيتش    باريس يلغي تفوق ريال مدريد    الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن    صاروخ يمني يوقف الحركة بمطار اللد    الحكم على أنشيلوتي بالسجن عاما    سؤال لحلف بن حبريش: أين اختفت 150 ألف لتر يوميا وقود كهرباء    المؤتمر ضد اعتقال شرف والحوثي والإصلاح ضد اعتقال الزايدي    أوقفوا جلد الذات وحرق المراحل    ساحل حضرموت.. ورقة الجنوب الرابحة لمجابهة مخططات تصدير الفوضى    بابور الاقتصاد تايراته مبنشرة    عدن.. المدارس الاهلية تبدأ عملية التسجيل بدون اعلان رسمي وبرسوم مشتعلة وسط صمت الوزارة    ما فعلته الحرب بمدينة الحُديدة اليمنية .. رواية (فيلا ملاك الموت) للكاتب اليمني.. حميد عقبي.. سرد سينمائي يُعلن عن زمن الرماد    ما فعلته الحرب بمدينة الحُديدة اليمنية .. رواية (فيلا ملاك الموت) للكاتب اليمني.. حميد عقبي.. سرد سينمائي يُعلن عن زمن الرماد    لصوص الوطن    ارتفاع حاد في رسوم التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر    نكتب .. ثم نمضي    لا حل عسكري للازمة السياسية اليمنية    الصُبيحي يؤكد إلتزام الحكومة بدعم اللاجئين عبر شراكة إنسانية وإنمائية شاملة    الرئيس الزُبيدي يُعزّي في وفاة العميد محمد صالح حويدر    هيئة الإغاثة تناقش تطوير آليات الاستجابة الإنسانية وتحسين كفاءة العمل الميداني    المرتزقة يعتقلون المهندس هشام شرف بعدن    الهجرة الدولية تعلن ارتفاع عدد النازحين داخليًا في اليمن    الدولار في عدن يقفز الى 2805 ريال    اجتماع بصنعاء يناقش آليات التنسيق بين هيئتي المواصفات والأدوية    قاع البون في عمران مهدد بكارثة بيئية وزراعية    لقاء في الحديدة يؤكد انسحاب المنظمات قرار سياسي لا علاقة له بالعمل الإنساني    السقاف يزور التربوي القدير زكي مسعد ويشيد بعطائه الريادي    كم جنى تشيلسي بعد تأهله إلى نهائي كأس العالم للأندية؟    "حيا بكم يا عيال البرتقالة"    فتّش عن البلاستيك في طعامك ومنزلك.. جزيئات خفية وراء 356 ألف وفاة بأمراض القلب سنويًا    ديمبيلي أمام فرصة لتتويج موسم استثنائي يقوده للكرة الذهبية    علماء يحلون لغز جمجمة "الطفل الغريب"    حارس ميسي يوقع عقدا ب15 مليون دولار لمواجهة لوغان بول    خبير: البشرية على وشك إنتاج دم صناعي    العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين    هم شهود زور على انهيار وطن    مايضير أوينفع الشاة بعد ذبحها    - وفاة عميد المخترعين اليمنيين المهندس محمد العفيفي صاحب الأوتوكيو ومخترع ال 31 ابتكارا    اكتشاف مدينة مفقودة في بيرو عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد الرافدين    الخبير المعالج الصلوي: الطب الشعبي مكملاً للطب العام ، في عدة مجالات    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغرب اسم للمطر عند العرب.. قد لا يخطر على بالك أبداً
نشر في عدن الغد يوم 07 - 11 - 2018

تتساقط #الأمطار الغزيرة على مناطق واسعة من العالم العربي، في هذه الأيام التي تفتتح فصل #الشتاء. إلا أن المطر الذي نضطر لوصفه بالشديد أو الغزير، يمتلك اسماً مميزاً في #اللغة_العربية، دون أن نضطر لإضافة كلمة، مثلما أن للمطر ذاته، عشرات الأسماء التي قد يكون غاب بعضها عن ذاكرة البعض، إلا أنها لا زالت مستقرة في أمهات العربية.
وأخفّ المطر وأضعفه هو (الطل) ثم (الرذاذ) ثم (البغش) ثم (الدّثّ). بحسب الثعالبي، عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، والمتوفى سنة 429 للهجرة، والذي رتّب في (فقه اللغة) أكثر من 30 اسماً بالتوالي، للمطر، عند العرب، هي: الحياء (إذا أحيا الأرض بعد موتها) و(الغيث) (إذا جاء بعد المحل) وإذا دام مع سكون فهو (الديمة) و(الضرب) و(الهطل) و(الهتلان) (المطر الضعيف) و(القطقط) و(الرهمة) و(الغبية) و(الحشكة) و(الحفشة) و(الذهاب).

وإذا كان المطر مستمراً فهو (الودق) ويكون (الوابل) إذا كان ضخم القطر شديد الوقع، وإن تبعّق بالماء، صار اسمه (البعاق)، وإن روى كل شيء صار اسمه (الجود)، وإن كان عاماً صار(الجدا) واسمه (العين) إذا دام أياماً، و(المرثعن) اسمه إذا كان مسترسلا، وإن كثر قطره فهو (الغدق)، وإن كان كثيرا فهو (العزّ)، و(السحيفة) إن كان كثير الصوب، وإن جرف ما مرّ به فهو (السحيتة)، وعندما يقشر وجه الأرض يصير اسمه (الساحية)، وإن أثّر في الأرض من قوة وقعه يسمى (الحريصة)، أما إذا أصاب أرضا هناك وترك أرضا هنا فاسمه (النُّفضة)، وإن كان الإمطار آتيا بعد إمطار متزامن يصبح اسمه (الرصدة)، ويكون اسمه (الولي) إذا جاء بعد مطر معهود كالوسمي، وإن تكرر سقوطه فهو (الرجع)، ويصبح (اليعلول) إذا تتابع الرجع، و(الشآبيب) اسم المطر لو جاء على دفعات.
أغرب اسم يمكن تخيّله للمطر: جارّ الضبع!

وتسمّي العرب المطر بأسماء غريبة علينا، الآن، فيما كانت في أصلها، بالغة الوصف والتحديد الدقيق للمدلول الذي تحمله. ويقول ابن دريد، محمد بن الحسن الأزدي، والمتوفى سنة 321 للهجرة، في (جمهرة اللغة)، إن أشدّ "ما يوصف به المطر" هو في القول: "أصابنا مطرٌ جارّ الضبع".
ويؤكد (لسان العرب) ما ورد في الجمهرة: "جارّ الضبع أشدّ ما يكون من المطر". وينقل استعمالاً تناقلته العرب في هذا السياق: "أصابتنا السماءُ بجار الضبع". ويشرح اللسان سرّ تسمية العرب للمطر بجارّ الضبع فيقول: "جارّ الضبع، أشد ما يكون من المطر، كأنه لا يترك شيئا إلا أسالَه وجرَّه". وينقل: "جاءنا، جارّ الضبع!". ويوضح ابن سيّده، علي بن إسماعيل، والمتوفى سنة 458 للهجرة، في (المحكم) أن إطلاق اسم (جارّ الضبع) على المطر الشديد، سببه أن المطر يتسبب بسيل يخرج الضباع من وجرها! فيقول: "جارّ الضبع، المطر الشديد" ثم ينقل: "وقيل إن جارّ الضبع، هو أشدّ ما يكون من المطر، كأنه لا يدع شيئاً إلا وجرَّه".
ويقال: غيثٌ جارّ الضبع، أي أنه غزير إلى درجة دخوله إلى وِجار الضبع، وإخراجها منها.
ومن الأسماء الغريبة للمطر عند العرب، نجد (العدر) وهي تعني الجرأة إضافة إلى أنها تعني المطر الشديد. وبتلازم معنى الجرأة والمطر الشديد، يمكن تخيّل ما هي نوعية هذا المطر الذي سمّته العرب بالعدر.
ومن الأسماء التي غابت في بطون الأمّهات، للمطر، هو القاحف، ويسمى المطر بذلك، إذا جاء بغتةً فيقتحف كل شيء. يؤكد القاموس المحيط، ومعه لسان العرب وتاج العروس.
الشتاءُ كلّه ربيع عند العرب

ومن أسماء المطر عند العرب، المحوة! ويسمى المطر بالمحوة لأنه يمحو الجدب: "إذا تغطى وجهها (الأرض) بالماء حتى كأنها محيت). ورد في محكم ابن سيّده المورد مقولة: "الشتاء كله ربيعٌ عند العرب والمطر عندهم ربيع متى جاء". ويتفق معه في (محوته) غالب جميع الأمهات.
والمطر يصبح اسمه (الدهن) إذا اقتصر هطله على وجه الأرض، فدهنها.
ومن الأسماء اللطيفة الغريبة التي أطلقتها العرب على المطر، نجد (الخدر). ويرد في المحكم أن العرب أطلقت الخدر على المطر، لأنه (يخدر الناس في بيوتهم).
وكانت العرب تسمّي المطر الأول، بالعهد. يقول الأزهري، محمد بن أحمد بن الأزهر، المتوفى سنة 370 للهجرة، في تهذيبه الذي فتَن ابن منظور، صاحب اللسان.
ومن أسماء المطر، الهكُّ. والمطر الشديد هو الهكّ عند العرب. والمهكوك تقال لمن يتمجّن في كلامه، وتقال لفاسد العقل، واشتق من الأصل لفظ (الهكهكة) وهي كثرة الجماع. فبدمج كل هذه الاستعمالات للكلمة - الهكّ – يمكن تخيل ما يكون عليه المطر عندما أطلقت عليه العرب هذا الاسم.
وتسمي العرب المطر الساكن، بالرّهو. وتسمّي المطر الشديد أحياناً بالهفن، وهي قليلة الاستعمال إلى درجة أهملها فيها كثير من اللغويين، إلا أن (تاج العروس) أثبتها.
عامٌ أرمل وعام جاحد: مطره قليل!

ومن غريب أسماء المطر، القاعف والقعف، والبغي (دفعنا بغي السماء عنا) ينقل موضحاً، ابن سيده. والماعون المطر. والحميم المطرُ الذي يأتي بعد أن يشتد حرّ الأرض. وابن السكيت، يعقوب بن إسحاق، المتوفى سنة 244 للهجرة، يقول إن الهطف هو المطر الغزير.
ويوضح في مؤلفه الشهير (إصلاح المنطق) أن العرب قالت: (عام أرمل) إذا كان قليل المطر، ويكون العام جاحداً، إذا كان قليل المطر، بقول ابن فارس، أحمد بن فارس، المتوفى سنة 395 للهجرة، والذي يضيف محدداً المعنيين الأساسيين اللذين يشتملهما لفظ المطر في العربية، الأول المطر الذي هو الغيث، والثاني المطر الذي يعني نوعاً من (العَدْو). أي أن كلمة المطر في العربية، بحسب ابن فارس، تختزن معنى الماء الساقط من السماء، ومعنى الحركة والمشي، في آن واحد معاً.
ويعطي ابن فارس مثالا: "تَمطَّر الرجلُ في الأرض، إذا ذَهَب!". وكذلك فإن المتمطّر، فهو الراكب فرسه يجري به!
والشعفةُ، هي اسم القطرة الواحدة، من المطر.
وبالنظر إلى الفيضانات التي ضربت أكثر من منطقة عربية، أخيراً، بسبب غزارة الأمطار، فإن أكثر اسم عربي قديم يناسب المطر الذي سقط عليها هو: جارّ الضبع!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.