في 18 مارس حين كانت الثورة الشبابية في ساحة جامعة صنعاء في اوج فورانها,,تسلل الى المنازل المحيطة بالساحة بعض القناصين وبداوا باطلاق النار على الشباب وهم في الساحة فقتلوا اكثر من خمسين شابا وشابه وجرحوا العشرات,,تسلق الشباب عبر جليات المنازل واعتقلوا أثناء عشر قناصا. لا أدري ماكان مصيرهم، كان هذا ما اطلق عليه يوم جمعة الكرامة. في اليوم التالي دعينا لاجتماع نحن أعضاء الهيئة التتفيذية للمجلس الوطني للمعارضة وقبل ان تعرض المقترحات حول تسع نقاط حملها الشيخ ابو حورية ,,كان البعض قد بادر الى رفضها,,اي ان النقاط التسع قد نوقشت مع مع بعض اعضاء الهيئة الوطنية,. الاثنين 21 مارس اعلن الفريق علي محسن الاحمر قائد الفرقة اولى مدرع انضمامه الى ساحة الثوار ,,يومها دعينا للاجتماع عصرا في بيت الاستاذ محمد سالم باسندوه رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني وكنا نتابع تساقط المؤسسات عبر استقالات وزراء واعضاء مجلس نواب ودبلماسيون ورؤساء مؤسسات, كان هذا هو اليوم الذي تساقطت فيه مؤسسات النظام بصورة دراماتيكية في مشهد تابعه الجميع ولم يبقى سوى المؤسسات الامنية والعسكرية التي حافظت على تماسكها. لقد انجزت ثورة الشباب أهم اهدافها. لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، فالرئيس مازال عنيدا ومستندا إلى المؤسسة العسكرية التي حيث أعلن وزير الدفاع تمسك الجيش بالرئيس ، الاربعاء 23 مارس استدعينا بشكل عاجل الى منزل الشيخ صادق الأحمر في الحصبة, كان الوقت قرب المغرب,,قيل لنا انه توجد مستجدات ومطلوب ان نبعث ممثلين اثنين الى منزل نائب الرئيس حينها عبدربه منصور هادي. وفعلا وقع الاختيار على الاخوين عبدالوهاب الانسي والدكتور ياسين سعيد نعمان. وبقينا نحن في خيمة جميلة في ساحة منزل الشيخ صادق الاحمر ننتظر عودة الزملاء واي اخبار يحملون . بين الثامنة والتاسعة مساءا عاد الزميلان ياسين والانسي وابلغنا بالنتائج,,كانا قد ايضا وجدا الاستاذ محمد اليدومي الأمين العام التجمع اليمني للإصلاح متواجدا في بيت النائب عرضت عليهم ورقة مكتوبة قيل ان من كتبها هو الدكتور عبدالكريم الارياني ,,وتعرض الورقة استعداد رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح تقديم استقالته يوم السبت اي بعد يومين,,بحيث يتم استدعاء مجلسي النواب والشورى ويستقيل الرئيس علي عبدالله صالح امامهما تحت المادة 17 من الدستور التي تعتبر المنصب شاغرا,,حيث يقوم نائب الرئيس باعمال الرئيس. ولكن الرئيس صالح لم يرد ان يكون النائب عبدربه منصور. بل كان يريد اختيار د. علي مجور ..كما اشترط الرئيس صالح ان يغادر معه على نفس الطائرة علي محسن الاحمر مع عائليتهما. وانفضت الجلسة على امل ان الازمة قد حلت. وان السبت ليس ببعيد. في ال 48 الساعة التالية كان قد تجمع حول الرئيس كل اصحاب المصالح الذين بداوا يشعرون بالخطر فحشدوا له مليونية يوم الجمعة 25 مارس ,,,وصعد الرئيس الى المنصة والقى خطبة عصماء, دللت على تراجعه عن الاستقالة,,وبعد هذا الحشد الهائل تخلى الرئيس عن وعده بالاستقالة وقرر المضي في عناده الذي استمر الى نهاية نوفمبر 2011