لازال اليمنيون يخوضون معارك مصيرية منذ أكثر من ألف عام مع الإمامة العفنة السلالية الحوثية الانقلابية في شمال اليمن وحكامه بالذات مرجعيته ما قبل واًثنا الإسلام ؛ وقد عرفوا بأنهم ناكثوا العهود والمواثيق ؛ لا يستقيم لهم حال من حيث القلاقل ومهووسون بقيام ممالكهم ودويلاتهم على دماء و أشلاء البشر وجماجم عامة الشعب ؛ فسيوف حكامهم دوماً وابدأ مضرجة بالدماء ؛ ضاربين عرض الحائض كل الأعراف القبلية والقوانين الوضعية والشرائع السماوية ...وقد جيروا كل قيم الدين لاستمرارية حكمهم إلى جانب منطق القوة والعنف ؛ وحتى سلوكهم سلوك أولئك القادمون من أعماق القرون الوسطى . فمبادرة السويد للسلام ولدت ميتة كسابقاتها جنيف 1/ جنيف 2...الخ ؛ وما سبتمبر 2018م ليس ببعيد حينما رفضوا التفاوض أطلاقاً أو مغادرة صنعاء إلا بإخراج عدد من الجرحى مع عدد من قتلة الشعب ( مرافقين ) وأفشلوا المبادرة حينها . الحوثة لم ولن يسملوا أسلحتهم مهما كلفهم ذلك ؛ و ما موافقتهم على دخول مبادرة السويد إلا لإسباب جمة ولتحقيق انجازات عديدة ؛ ولعل أهمها : 1. خروج جرحاهم مع عدد من قتلة الشعب (مرافقين ) وقد حصلوا على ذلك ويعتبر منجز كسبوه من هذه المبادرة . 2. كسب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوضاع مليشياتهم في الحديدة خاصة بعد تكبدهم خسائر كبيره في الأرواح والعتاد ؛ بل ولحشود أعداد كبيرة من جحافيلهم ونقلهم إلى الحديدة مزودة بأسلحة نوعية تتناسب وارض المعركة ( الحديدة ) ... ويعتبر منجز آخر من هذه المبادرة . 3. لم ولن يسلموا ميناء الحديدة للشرعية كونه مصدرهم الوحيد لتهريب السلاح والتموين اللازم لإطالة أمد الحرب ... وفي حالة أن الشرعية في هذا الاتجاه بكل ثقلها فان الأممالمتحدة ( أمريكا ) ستضغط على التحالف ( السعودية ) وستخفف من حده نقمتها على قضية خافشقجي .. وستضغط كذلك على إيران وستذكرها بالعقوبة بخصوص ملفها ( النووي ) ليوافقا على تسليم الميناء للأمم المتحدة كقوة محايدة . (كسر عظم الشرعية) وهو منجز للحوثة . 4. ففي حالة استلام الأممالمتحدة للميناء فان الانقلابين سيضغطون على الجميع لفتح مطار صنعاء كجانب إنساني ومن ثم سيتم تهريب كل شيء يريدونه عبره ... ويعتبر أيضاَ منجز للحوثة . فبمجرد ذهاب الحوثة إلى السويد حققوا انجازات جمة كخروج الجرحى وعامل الوقت لترتيب أوضاعهم مقابل لا شيء تنجزه الشرعية حتى وان استأنفت الحرب ...ولكن يظل السؤال الجوهري والأساسي هل سيوافق مفاوضوا الشرعية على النقطتين الثالثة والرابعة ؟! وماذا إذا لم توافق الشرعية على النقطتين ؟! * لذا نقول للشرعية ومفاوضيها لا تنازلوا أبدا وعليكم الضرب بيد من حديد ...فهؤلاء القوم لا يفقهون لغة الحوار أو السلام ؛ بل يجيدون لغة الحرب والعنف والقوة والدمار للأرض والإنسان ... واجعلوا مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات فأمريكاوإيران والسعودية يهرعون خلف قضاياهم ؛ بل وسيقدمون التنازلات لبعضهم البعض لأجل مصالحهم وليس حباَ فينا أو حباً بوطننا .