لا تحولوه إلى ولي ولا إلى زعيم، أو سلطة جبارة ممنوع الاقتراب منها ولو برأي فني. ابو بكر صوته ضخم لكنه لا يعرف يغني الا الحضرمي وكفاه الله شر الألوان الأخرى، إنه رجل مثقف كبير كمعظم قرناء جيله، ولكنه لا يغني ابدا أمهات الغناء العربي ولا موشحاته، لذا لم يطلق عليه فنان العرب. غنى صنعاني في رسولي قم ووامغرد، ولعمري انهم اغنيات فائقات الجمال لكن لا أستطيع أن أطلق عليها صنعاني، حاولوا أن تسمعوا يا ليل هل اشكو بصوته، وستعرفون عما أتحدث. جميع الفنانين الكبار، كبار بألوانهم، محمد سعد رغم عبقرية ألحانه لكنني أراه متواضع أداءا أمام عظمة الصنعاني، وفيصل المجنون الساحر يمزمجر كريح البحر العربي وهو يغني الصنعاني، والصنعاني ما هو الا همس ريح الجبال وتهدجهاتها بين التعرجات. لكنني استثني منهم المرشدي ذلك الفنان الطروب الرقيق صوتا وعزفا واداءا، فنان يغني دون تكلف ودون ضجة وبثقة تزن الجبال مصدرها وعيه الوطني وثقافته السياسية والأدبية والفنية وزهده في البهرجة وحسه المرهف الشفاف. وبهذا عندما قلت أن حسين محب قد كشف لي حقيقة أن هؤلاء الفنانين الكبار لم يكونوا يتقنون الغناء الصنعاني تماما كما كنا نعتقد، فأنا أقصد ما أقول، وأقدم دعوة لمراجعة قولي وتفحصه من دون تبجيل لأحد ولا تقديس، هكذا بتحرر من الانحياز والتعصب، وأخطر الانحيازات هو (انا افهم بالفن) لانه محدش يفهم بالفن الا مية واحد وواحدة بالعالم يمكن وماهلهمش بالفيسبوك. اعتقد انه بعد منشوريّ هذين في كثير ناس بيبدأوا يتفحصوا كلامي ويختبرونه وهم يستمعون للغناء الصنعاني من حسين محب والآخرين