المتأمل لخارطة الأحزاب السياسية في اليمن، يلاحظ أنه لم تعد هناك أحزاب "معارضة"؛ إذ انتقلت كلها للمشاركة في الحكم، سواء ضمن حكومة الشرعية، أو ضمن حكومة المجلس السياسي في صنعاء. وبالرغم من مشاركة الدكتور عبدالله عوبل، أمين حزب التجمع الوحدوي اليمني، في حكومة الوفاق الوطني برئاسة (باسندوة)، إلا أن الحزب لم يشارك في أي تشكيل حكومي، بعد ذلك. لذا يمكن القول أن التجمع الوحدوي اليمني وحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، هما من بقيا في صف المعارضة حاليا، ولم يلتحقا بركب حكومة صنعاء أو عدن! وبالنظر إلى واقع الحزبين، ومنشئهما الجنوبي، يمكن أيضا الجزم بنخبويتهما، حيث لا يمتلكا قاعدة جماهيرية تمكنهما من ممارسة دور سياسي قوي ومؤثر لمعارضة أي من الحكومتين القائمتين. مع الأخذ في الاعتبار أن عدم مشاركتهما في أي من الحكومتين، قد يعزوه البعض إلى حجمهما الذي لا يجعلهما محل استقطاب من أحد الطرفين. في المقابل، ماذا لو انتقلت فعلا إلى ممارسة دور معارض على الأرض، وبدأت في تحشيد الجماهير، وإعلان الرفض لممارسات السلطات الفاسدة، وتبنت قضايا وهموم وتطلعات المواطنين. يبدو أن الحياة الحزبية في اليمن مهيأة لعمل حزبي معارض، وقد يولد من وسط كل هذا الكساد الحزبي، وتسابق الأحزاب القائمة على نصيب أوفر من كعكة الفساد السياسي، قد يولد كيان سياسي يستطيع كسب شعبية وجماهيرية واسعة، يمكنها من خلالها إحداث توازن سياسي نسبي. بالرغم من تحديات البيئة المحيطة! ويبقى السؤال مفتوحا: هل توجد أحزاب معارضة في اليمن؟!