اسمه مروان وقصته بانه يعاني بعض التشوهات الخلقية في جسده ، والكثير من النظرات القاصرة من المجتمع ، وجدته متكئا في احد زوايا العاصمة عدن ، اقتربت منه " حمدت الله الذي عافانا مما بلى به غيرنا " مروان معاق يعاني من تشوهات في جسده و قصور في الأطراف لم يستسلم لمعاناته ويفعل الكثير يوميا بحثا عن لقمة عيش كريمة يسد فيها جوع زوجته و أطفاله . كانت بضاعته شحن فوري و شواحن و سماعات وثمة أشياء الكترونية اخرى ، اشتريت منه ووقفت بجانبه أتأمل طرق تعامله مع بضاعته و زبائنه وخصوصا وهناك قصور في أصابع يده و تشوهات خلقية ، بينما انا بجانبه مر عليه عدد من الزبائن كنت أشجعهم على الشراء تعاونا مع هذا الرجل العظيم الذي تحدى الإعاقة وصمد بوجه الفقر ومتاعب الحياة المتنوعة . اشترى منه عدد من الزبائن وبعد ان خلي المكان قال لي بوجع لو في ثلاثة او أربعة زيك في عدن شنقول عدن بخير ، قلت له عدن بخير والنَّاس هنا طيبون جدا ! قال لا الكثير لا يتعاملون معي الا بكل قسوة و سخرية ، أحزنني كلامه جدا وخصوصا بان عدن أم المساكين ولا نريد أن يتحول بعض سكانها الى اوغاد وربما وحوش بشرية ، استأذنته في التقاط صورة له وحث الناس على مساعدته وكل المكافحين أمثاله وافق بملامح خجوله ثم حدق بعيدا عني وعاد لتأمل بضاعته . سالت مروان عن وضعه فأخبرني بانه مزوج ولديه طفلين ولا معيل لهم سواه ، عبرت له عن مدى حبي له و اعجابي بعمله و خصوصا وانه سلك طريق الحلال وعزة النفس فالكثير في هذا الوطن عشقوا طريق الشحاته فلم يعد الناس يميزون الصادق من الكاذب حتى انعدمت الثقة وعزف كثيرون عن منح صدقاتهم للمتسولين على قارعة الطريق . رسالة لكل إنسان يحمل الخير في قلبه ، ساعدوا كل عزيز اشتروا منهم ما استطعتم ، اشتروا من الأطفال الذين يبيعون علب الماء و مناديل الفاين و الخضروات شجعوهم على السعي في الحلال ، أكرموهم ولو بمائة ريال او بالكلمة الطيبة ، فظروف الناس صعبة ولو بارت بضاعتهم قد لا يجدون سبيل سوى التسول ، قدموا ما استطعتم لوجه الله فالأثر التي تتركوه كبير ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .