بالرغم من تباين اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة يوم الخميس، إلا أن ثمة موضوع كان بمثابة عامل مشترك بين صفحاتها الأولى. فلم تكد تخلو الصفحة الأولى في أي صحيفة من القلق الذي أعربت عنه الولاياتالمتحدة بشأن مستقبل علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، وذلك على لسان فيليب غوردون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الاوروبية. "أمريكا تحذر بريطانيا من ترك الاتحاد الأوروبي"، هو العنوان الذي اختارته الفاينانشيال تايمز لتقريرها عن الموضوع. ووصفت الصحيفة الإعلان بأنه "تصريح علني نادر" و"خطوة غير عادية"، مشيرة إلى أن دبلوماسيين أمريكيين أثاروا الموضوع من قبل ولكن ليس بشكل علني. أما عنوان الغارديان فكان "أمريكا تحذر كاميرون: لا تعرض دور بريطانيا في الاتحاد الأوروبي للخطر". واعتبرت الصحيفة أن واشنطن "وجهت تحديا مباشرا" لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن الاستفتاء المرجح إجراؤه على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. صحيفة الاندبندنت تبنت صياغة مشابهة للغارديان وقالت "اوباما يحذر بريطانيا: ابقوا في الاتحاد الأوروبي، أو اخسروا النفوذ". واعتبرت الصحيفة أن الدرجة الرفيعة التي يتمتع بها غوردون تعكس حجم القلق الأمريكي. الدايلي تليغراف كذلك تناولت الموضوع لكن بعناوين أكثر بساطة: "أمريكا تحض بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي" و"أمريكا: وجود صوت بريطاني قوي داخل الاتحاد الأوروبي أمر ضروري". "صغيرة على الإعدام"
دايلي تليغراف: السعودية تحدت الاحتجاجات الدولية من القضايا الأخرى التي استحوذت على اهتمام مجموعة من الصحف البريطانية، إعدام عاملة منزل سريلانكية في السعودية بعد إدانتها بتهمة قتل طفل الأسرة التي تعمل لديها. وقالت الاندبندنت في عنوان تقريرها "لا رحمة للعاملة الصغيرة على الإعدام". وذكرت الصحيفة أن "السعودية أثارت استنكارا واسع النطاق" عندما "تجاهلت" مناشدات من رئيس سريلانكا بعدم إعدام مواطنته "التي كانت قاصرا وقت وقوع الجريمة". وأضافت الصحيفة أن العاملة، ريزانا نافيك، كانت تبلغ من العمر 17 عاما عندما وقع الحادث في عام 2005 "وهو ما يعني أن الإعدام يخالف اتفاقية دولية لحماية الأطفال وقعت عليها السعودية". ومضت الصحيفة قائلة إن "القضية تسلط مجددا الضوء على هشاشة وضع العمالة الوافدة ومعاملتهم في ظل النظام القانوني" في السعودية. بدورها تناولت الدايلي تليغراف الموضوع بعنوان "غضب يصاحب قطع السعوديين رأس عاملة شابة". وقالت الصحيفة إن السعودية "تحدت الاحتجاجات الدولية" ومضت بتنفيذ حكم الإعدام. وذكرت الدايلي تليغراف أن "نبأ الإعدام صدم المتعاطفين مع نافيك الذين توقعوا أن تدخل سريلانكا في مفاوضات لدفع دية مقابل العفو عنها". كما أفادت الصحيفة بأن نشطاء في سريلانكا اعتبروا أن حكومة بلادهم تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها لم تحض السعوديين "بقوة كافية" لإنقاذ حياة نافيك. "تصعيد جديد"
الأنبوب المستخدم في نقل النفط من كردستان إلى تركيا وفي شأن اقتصادي، أفادت صحيفة الفاينانشيال تايمز بأن إقليم كردستان العراق بدأ تصدير النفط مباشرة إلى السوق العالمية، وذلك في "خطوة مهمة باتجاه تأكيد (الإقليم) استقلاله الاقتصادي عن بغداد". ونقلت الصحيفة عن ميهميت سيبيل، رئيس شركة جنيل انرجي للنفط، قوله إن الشركة حصلت على تصريح من حكومة الإقليم ببدء استخدام الشاحنات في نقل بعض النفط الخام الذي ينتجه الإقليم من حقل طقطق إلى ميناء جيهان التركي. وقال سيبيل للصحيفة إن الكميات التي يتم تصديرها ضئيلة، مستدركا بقوله "لكننا نعتقد أن أن بامكاننا الوصول إلى 20 ألف برميل يوميا خلال ستة إلى ثمانية أسابيع." ووصفت الفينانشيال تايمز قرار التصدير المباشر من الإقليم بأنه "تصعيد جديد" في النزاع بين حكومة كردستان والحكومة المركزية في بغداد بشأن السيطرة على مخزون النفط في الإقليم. وتشير الصحيفة إلى أن حكومة كردستان عقدت في السنوات الأخيرة صفقات نفطية مع شركات عالمية مثل اكسون موبيل وشيفرون، وهو ما تعتبره حكومة بغداد غير قانوني. وردت بغداد بوقف المدفوعات عن النفط المصدّر من كردستان عبر أنبوب للنفط يمتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي. وتوصل الجانبان في سبتمبر/ ايلول الماضي إلى تسوية لكنها سرعان ما انهارت.