أخيراً أسدل الستار عن بطولة كأس آسيا التي استضافتها الامارات العربية المتحدة من بداية يناير حتى نهايته وعلى الرغم أنني لم أشاهد أي مباراة واكتفيت بمتابعة نتايج المباريات وردود أفعال بعض القنوات الخليجية، تحديداً القطرية والاماراتية والسعودية
الحقيقة أنني وجدت نفسي أمام خطاب إعلامي ضحل ، غاية ما يتركه في نفس المتابع هو الشعور بالقرف والحسرة والألم في آن واحد.
لم أكن أتصور أن تصل تلك المنابر الإعلامية إلى ذلك الانحدار والفجور في الخصومة والانجرار وراء المناكفات التي أفرزتها تلك السياسة المعوجّة وغير المسؤلة.
لقد كان من حريّاً بتلك القنوات ومحليليها أن تكون عاملاً للتقارب ودفن الأحقاد حديثة النشأة، والابتعاد عن المناكفات والأنانية والانتهازية ..
لا أخفيكم أنني كنت متفائلاً بعض الشيء بأن تجد المقولة السائدة : (قد تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة) طريقها إلى واقع خليجنا المغلوب على أمره، لكن للأسف لم يحدث هذا، ولا عجب فنحن أصبحنا أمة تلوك الشعارات لمقاصد لم نعيها بعد.
لقد وصلت العداوة والبغضاء إلى أوجّ ذروتها وبصورة بشعة وغبية لا مثيل لها ..
فإن كان هناك من ذرة شعور بالمسؤلية تجاه هذا العبث فآمل أن تتحرك للوقوف أمام هذه الكارثة الحقيقية التي تضرب في صميم أخلاق مجتمعنا المسلم وقيمه ومبادئه.
لقد حان الوقت لتغيير هذا النهج المتخلف الذي يقود جيلنا الجديد نحو النفق المظلم الذي تنعدم معه رؤية الثوابت الصميمية لمجتمعنا التي أخذت بالتزحزح لصالح متغيرات تمثل القشور فحسب.
أما حان الوقت لننخرط في قيم عصر التقدم الحقيقي ، وتبني منهجية الحوار سبيلاً لحل اختلافاتنا قبل أن تغدو خلافات ؟
ألم يأن الأوان للتوجه نحو بناء الإنسان قبل أن تصل الأمور إلى ما هو أسوأ؟!!