نعلم أن السعودية والإمارات وكل دول التحالف العربي أن أهتمامهم وأعترافهم بما يسمى بالشرعية الهاربة عندهم لم يكن من باب الحب والأنصاف أوالأحقية لذات الشرعية نفسها ، وأنما لأن الأنقلابيين المغتصبين (الحوثة ) الذين أهانوا وطردوا تلك الشرعية وحلوا مكانها ، كانوا هم السبب الحقيقي في أحتضان التحالف لتلك الشرعية ، لمعرفة تلك الدول أن بقاءالحوثين دون أي مواجهة عسكرية سيمثلون الخطر الحقيقي على الدين الإسلامي وعلى المنطقة العربية برمتها ، وذلك بسبب أن الحوثة ينتهجون العقيدة الشيعية المشتركين فيها دينيا وسياسيا وعسكريا مع إيران ، ولولا ذلك لما كان للشرعية أي أعتراف ، ولما كان لها تلك الحفاوة والدعم والإهتمام ، وإلا لكانت هذه الشرعية الهاربة بعد طردها من اليمن هباء منثورا ، لاتساوي نعال طفل يمني ، ومع ذلك فعلا فقد أثبتت الشرعية أنها لاتساوي نعال طفل يمني بسبب أنحرافها عن المهمة العظيمة التي أوكلتها إليها دول التحالف ، وأيضا بسبب تفويتها لفرصة ثمينة كانت ستمنحها شرف الدفاع عن الدين الإسلامي وحماية عقيدته السنية ، إلا أن وجهها الذي فضل الإرتزاق على شرف الجهاد ، قد غاص في وحل الهزائم ، متخلية عن كل المبادئ الدينية السامية في الدفاع عن العقيدة السنية ، و الإنحراف بكل قوتها وبكل شرها وبكل أمكانياتها السياسية والعسكرية والدينية نحو الجنوب الذي فيه بثت وزرعت ونفذت شرها ومكائدها وجرائمها وفسادها معتقدة أنها ستستطيع السيطرة عليه ، وأنها فيه ستتمكن من تحقيق حلم مشروعها الوهمي مشروع دولة اليمن الإتحادي ابو الأقاليم الستة ، مخلية السبيل للحوثي في تقوية قبضته الحديدية على محافظات الشمال ، تاركة الشماليين في استسلام وخضوع تام لمظاهر التشيع الحوثي الخبيثة ، التي لأحيائها خرج مئات الألاف من مواطني الشمال ، الذين لا حول لهم ولا قوة غير الاستسلام للحوثي ومناسباته الشيعية التي فرضت عليهم بالقوة بسبب تخلي الشرعية عنهم . أن مايعيشه الشمال اليوم من تزايد لمظاهر التشيع الحوثي ستكون عواقبها وخيمة على الدين الإسلامي ، وعلى عقيدة أبناء الشمال السليمة والصحيحة ، وعلى أمن دول الجزيرة والخليج ، لأنه ومع مرور الزمن وبتكرار الذهاب لأحياء مظاهر التشيع الحوثي قد تترسخ تلك المظاهر الخطيرة في عقول الناس مما يؤدي إلى توهمهم أنها فعلا هي الحق ، وبالتالي يصعب إرجاعهم إلى الحق السني الذي قد يضيع منهم لغياب العلم الشرعي الصحيح بسبب استبداله بعلم وفقه الحوثية الذي فرض على متعلمي الشمال ، وأيضا لغياب القوة العسكرية للشرعية كواجب عليها للدفاع عن ذلك الحق الإسلامي ، لذلك وحتى تلحق دول التحالف وجميعنا القضاء على المصيبة الحوثية الشيعية وإقتلاعها من جذورها ، الواجب الأهم اليوم على دول التحالف تغليب المصالح الدينية العامة للحفاظ على العقيدة السنية على المصالح السياسية الخاصة المشتركة بينها وبين الشرعية ، الذي لايكون إلا بالضغط على الشرعية في أن لاتتسيس حسب مايفيد مصالحها الشخصية والسياسية في الجنوب على حساب ضياع مصالح العقيدة الإسلامية السنية في الشمال ، من خلال تركها و نهائيا لمجموع المشاريع الإخوانية المراد تنفيذها في الجنوب ، التي ولأجل تحقيقها فقد تركت تلك الشرعية واجبها الرئيسي ومهمتها الأساسية التي هي محاربة الحوثي وإقتلاع خطره من الجذور ، والتوجه إلى الجنوب تحاربه بشتى الوسائل العسكرية وغيرها كما رأينا ذلك من قبل ، وبما نراه اليوم من استفزاز للجنوبين بالترويج لدولة اليمن الإتحادي وإقامة الأحتفالات بمناسبة مخرجات حوارهم اليمني . وحتى لاتقع السعودية ومن معها في فخ الإخوان ، أنه سيكون القضاء على الحوثي بمجرد سيطرتهم على الجنوب وتنفيذ مشروعهم الإتحادي ، عليهم أن يشيلوا هذا التوهم من رؤوسهم ، لأن الإخوان ليس بمقدورهم ذلك ، ولأن الجنوب بعد اليوم قادرا على مواجهتهم و لن يرضى إلا أن يكون حرا مستقلا . ليس أمام السعودية الأن إلا الحفاظ على ماء الوجه في العلاقة بين الجنوب والشرعية كقوة مشتركة إلى جانب قوة التحالف ، من خلال الضغط على الشرعية بترك الترويج لمشاريعها الوهمية.في الجنوب ، والتوجه جميعا كقوة واحدة مشتركة لمحاربة الحوثي والقضاء عليه وعلى كل مظاهره التشيعية الموجودة في الشمال .