ناضل الجنوبيون بكل الوسائل لإنهاء الاحتلال البريطاني لوطنهم ولكن بعد سنوات من خروج بريطانيا من الجنوب العربي عام 1967م وبعد ان رأوا ان التطور الذي كانوا يحلمون به لم يتحقق بفعل نهج وممارسات مجموعة من الأشخاص الرعاة المتخلفين الذين حكموا البلاد.. فعبر كثير من الجنوبيين عن ندمهم على خروج بريطانيا من الجنوب وأصبح الكثير منهم يعتز بفترة الاحتلال البريطاني وشواهده المادية والمعنوية الراقية. وفي عام 1994م احتل نظام صنعاءالجنوب فضل الجنوبيون يناضلون من اجل التخلص منه بحجة انه نهب أراضيهم وثرواتهم فتمكنوا من تحقيق ذلك عام 2015م اعتقادا منهم ان الوضع سيكون أفضل.. ولكن ما ان مرت ثلاث سنوات على خروج احتلال نظام صنعاء من الجنوب حتى بدأ بعض الجنوبيون يحنون الى أيامه.. فرغم ما قام به علي عبدالله صالح من ممارسات خاطئة فانه حافظ على المنشآت العامة والخاصة الى حد ما وكان يتصرف بالأراضي الصحراوية وبني كثير من المنشآت الهامة وحافظ على قليل من سمات الدولة. اما اليوم فان المواطن الجنوبي يرى أسوء مما كان يراه في ظل احتلال نظام صنعاء فلم تعد هناك ابسط مقومات دولة. بل هناك نهب وبسط على منشآتها بما فيها وزارات مثل وزارة الزراعة ومصانع مثل مصنع الثورة للحديد والغزل والنسيج ومصافي عدن وحرم الجامعات والمدارس والمستشفيات والمعسكرات.. حتى قطع الشوارع أصبح مباح.. ولم يعد هناك ما هو محرم او ممنوع في هذا الوطن حتى اغتصاب الأطفال. وهنا قد يتساءل المرء اين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية والأحزمة الأمنية والجيش الوطني وغيرها من الفعاليات التي نسمع عنها في وسائل الإعلام؟ نرد على مثل هذا التساؤل ونقول انها مجرد جهات او فعاليات صوتية رجالها مهتمون بمصالحهم الخاصة وجني الأموال من الخارج والداخل ويرعون الفساد والعصابات واللصوص.. فالحشرات الضارة منبعها البيئة القذرة.. وهؤلاء لن يتمكنوا من البقاء إلا في ظل بيئة كبيئة الجنوب اليوم.. ويحدث كل ذلك تحت نظر وسمع الاحتلال السعودي الإماراتي البغيض لان هدفه ليس بناء وطننا وإنما تدميره. اه يا جنوب.. اه ياجنوب.. هل خليت من الرجال والنساء الشرفاء حتى أصبح وضعك على هذه الشاكلة البائسة وتحت رحمة أشباه الرجال وأشباه النساء ؟