منذ البداية وبعد تحرير عدن كان الجنوبيون رافضين مسألة عودة الحكومة الشرعية اليمنية إلى عدن ويعارضون بالذات قدوم رموزها الشماليين بغض النظر سواء كانوا مع الجنوب وقواه أو ضده. وقد حذرنا وقدمنا شكاوينا منهم للتحالف العربي وبالذات للسعودية والإمارات لكنهم أبوا إلا أن يفرضوا على الجنوبيين عودة الحكومة الشرعية إلى عدن وتمارس مهامها من هنا تجاه كل المحافظات المحررة وفي المقدمة أن يعتنوا عناية قصوى بمسألة تحرير صنعاء إلا أن هذه الحكومة من الوهلة الأولى مع الدكتور بن دغر ثم الآن مع الدكتور معين ووزرائها ومسئوليها لم يستطيعوا أن يمرر قرار واحد بل ولا حتى أيسر الأمور على مأرب أمنيا وعسكريا واقتصاديا, ومن منهم شمالي أو جنوبي يقدر ينبس بكلمة على حكام مأرب وقادة الجيش الوطني اليمني هناك فما كان عليهم إلا أن يضغطوا على الجنوب والجنوبيين ويوجهوا مركز ثقل ضغوطهم على عدن بوجه خاص ومعاقبتهم بقطع الكهرباء والماء عنهم والهجوم الكلامي والتهديد المستمرين. الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الجنوبيين هم الوحيدون الذين مازالوا ضاغطين بموقفهم المضاد رغم أنهم بين إخوانهم, نراهم يشكون ممن يسهر عليهم ليمارسوا مسئولياتهم بأمان تحت إشراف قوات المقاومة الجنوبية وتوجيهات وزير الداخلية ورعاية الرئيس مهما ائتمرت بالمجلس الانتقالي بحكم علاقته بالرئيس. وواضح من انتقادهم الخارج عن العرف الجنوبي وارتفاع أصواتهم المتشنجة إنما يعكس مدى تلبيتهم لرغبات غيرهم من البشر. وإلا ما الداعي لإثارة البلبلة حتى ضد التحالف وبالذات الإمارات وقد حدد رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي مهام حكومة معين وأنها مصغرة اقتصادية. هؤلاء المبلبلين هل لديهم خبرات بأعمالهم وباستطاعتهم أن يقوموا بواجباتهم ويحسنوا أداءهم من خلال تعاونهم مع الكفاءات الإماراتية والإمكانيات التي تقدمها الإمارات للحكومة وللشعب ويشغلوا كل الوسائل المهداة ليستفيد المواطنون أم يحبسونها في الأحواش والقصد هنا عشرات الباصات الكبيرة يأكلها الدحل. أم انهم متعودون مسيرون لا يحركون ساكن إلا بأوامر من الشماليين لا يستطيعون التحرر من عادة أنهم يمشون بأوامر من صنعاء بشكل يومي كما كان في الماضي. نحن كشعب لا يمكننا الاستغناء عن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات صرنا كل واحد يستحيل فصل أجزائه وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.