تثير في النفس جو صاخب وتقود البدن نحو الانطلاق والتحرر من حالة الاسترخاء نحو الحركة وبدل مزيد من الجهد الذي يرفع وثيرة دقات القلب تماشياً مع ايقاعاتها السريعة والصاخبة التي تجمع شباب الاحياء المتجاورة وكلما ارتفعت الايقاعات ازداد عدد الحاضرين المتحلقين في حلقات كي يؤدوا حركاتها التي هي أقرب إلى مباراة كرة قدم أو حلبة مصارعة يتبارى فيها المتنافسون ليظهر كل متنافس ما عنده من مهارات وأجسامهم تنقاد تبعاً للإيقاعات الطبول الكبيرة المصنوعة من جلد الحيوان وبعضها مصنوع من الالمنيوم كي يتمازج خليط من الأصوات مع أصوات المزامير كي تثير الشجن وتهيج الهمم وتدفع الأجسام نحو حركات أشبه بالانفعالات التي تفرغ الأجسام من خلال أداء حركاتها الكم الكبير من الطاقة لديها. أّلاتها الموسيقية الطبول الكبيرة التي تقرع بالعصي أو اسياخ الحديد لتحدث أصوات كبيرة وضجيج عالي تدعو الجميع من شباب الحي والأحياء المجاورة كي يشتركون في أداء حركات سامبا العدنيين وهي رقصة الليوة التي يؤديها الرجال وهي رقصة تسبق أيام الزفاف بالنسبة لاحتفالات ومراسيم الزواج التي تختص بالرجال وقد تسبق ليلة الحناء لحفل العريس أو قد تتبعها ليلة الحناء في ختام أداء الرقصات. والليوة رقصة خاصة بالرجال وخاصة من شباب كون أداء حركاتها يحتاج إلى جهد بدني كبير وتؤدى في الهواء الطلق حيث يجتمع العدد الكبير من الراقصين محترفين أو من الراغبين في المشاركة من باب مجاملة العريس , وفيها يحتلق الشباب في دائرة كبيرة وبعد قرع الطبول ينساق الجموع محافظين على استدارة الدائرة الكبيرة قدر الامكان ويتميل الراقصون بدفع قدم وتأخير الأخرى على أن يبقى أعلى الجسد من الخسر في حال اهتزاز تناغماً مع حرك الاقدام ويحق لكل راقص أن يظهر مهاراته التي قد تتجاوز قدرات المتنافسين الأخرين. أما أصل هذه الرقصة التي اشتهرت في سواحل عدن وبين الصيادين هي خليط من تراث القرن الافريقي الذي امتزج بتراث السواحل الجنوبية والغربية لليمن نتيجة الهجرات المتبادلة بين دول القرن الافريقي واليمن الذي أحدث كثير من التقارب الفكري والفني والوجداني وحتى النسيج الانساني والاجتماعي فكانت الليوة هي احدى ثمار هذا التمازج بين سواحل افريقيا واليمن. وهكذا أصبح اسم الليوة يطلق على الموسيقى الصاخبة التي يشترك فيها الطبول والمزمار وكذا على الحركات الانفعالية السريعة والمتلاحقة التي تعصف بأجساد الراقصين. فإذا قرعت الطبول توافدت الجموع إما للمشاركة في الرقص والتمايل مع قرع طبولها التي اشتهرت بعض الأسر والفرق بأداء تلك الموسيقى كفرقة المزمار والتي هي أسرة اشتهرت بعزف موسيقى الليوة أو للمشاهدة والاستمتاع بقرع الطبول وحركات الراقصين .