الساعة العاشرة صباحا يوم 22 رمضان وأنا غارق في النوم. يرن الجوال.. قمت متثاقلا .. نظرت للشاشة ..يبدو الرقم مميزا .. - اهلا. - الأخ عامر؟ كان المتصل رجلا. - نعم. - حضرتك نزلت بفندق .... قبل أمس؟ - نعم... قلتها وقلبي يخفق .. واستعيد اللحظات.. واسأل نفسي أيش حصل. - بعدما طلعت فتشنا الغرفة من أجل النظافة ولقينا في أحد الأدراج خمسة مية جنيه.. ممكن تمر تستلمها أو تخبرنا كيف نحب نوصلها لك؟ - أشكركم.. أنا بعيد من المنطقة حاليا .. ولكن هل ممكن صديقي يمر عليكم ويستلمها؟ - لا مانع.. هات اسمه وجواله. - سجل ... فلان .... جوال.... - شكرا لك عامر. - العفو.. وشكرا لتعاملكم. جلست أتذكر هل نسيت أنا فعلا خمس مية جنية؟ .. ولماذا أصلا حطيتها بالدرج؟ استرجعت اللحظات وانا بالفندق.. وأيقنت إني لم أحط أي مبلغ بالدرج.. ودخول الفندق كان بسبب انقطاع الكهرباء عن البيت. قلت في نفسي ربما تركتها وانا ناسي.. ومش معقول الفندق أيضا سيغامر بمنح نزيل هذا المبلغ.. .. وربما نساها شخص قبلي.. وانا مافتحت الأدراج.. نشوف آخرها كيف معهم. ثاني يوم بنفس التوقيت وأنا نائم .. يرن الهاتف.. يبدو رقما مميزا أيضا. - اهلا.. جاوبت أنا. - الأخ عامر؟ - نعم - حضرتك نزلت بفندق .... قبل أمس؟ - نعم.. ورجعت افكر من جديد.. لعنت ذلك اليوم وما جلبه لي في ذاك الفندق.. كان المتصل فتاة. - بعدما طلعت فتشنا الغرفة من أجل النظافة ولقينا في أحد الأدراج خمسة مية جنيه.. ممكن تمر تستلمها أو تخبرنا كيف نحب نوصلها لك؟ - أشكركم.. أنا بعيد من المنطقة حاليا .. ولكن هل ممكن صديقي يمر عليكم ويستلمها؟ - لا مانع.. هات اسمه وجواله. - سجل ... فلان .... جوال.... - شكرا لك عامر. - العفو.. وشكرا لتعاملكم. قلت هذا فندق يحترم نفسه فعلا.. والإصرار هذا دليل حسن التعامل مع العملاء. أتصلت بصديقي.. وابلغته بأنهم سيتصلوا عليه .. وطلبت منه يروح يستلمها. رد بأن المشوار للفندق سيستهلك ميتين جنيه مقابل إجرة تاكسي للذهاب والإياب... وأخبرته بأن المبلغ قد يكون تافها ولكن القيمة هي في حسن التعامل والثقة بين النزيل و إدارة الفندق. - سنكسب ثقتهم وسيكسبون ثقتنا إذا نزلنا عندهم المرة القادم، ثم بقية المبلغ ينفع أيضا.. ولو أن تأخذه لك، أقنعته بهذا الكلام. بعد ثلاثة أيام اتصلت بصديقي.. - هل اتصلوا عليك من الفندق؟ - لا بعد يومين.. - هل اتصلوا عليك من الفندق؟ - لا.. يجيب صديقي. بعد يوم كررت الاتصال وكانت إجابة صديقي بالنفي. قبلما أنهي المكالمة مع صديقي قال: - اسمع .. هم اتصلوا عليك مرتين ووقفوا .. وأنت قد اتصلت بي ثلاث مرات وإزعجتني مكالمات على الخمسمية جنيه.. إذا اتصلوا بك مرة ثانية اعطهم اسم صديق ثاني ورقم جواله .. ولاعاد تتصل بي.. مع السلامة. ������ اكتمل الاسبوع الثاني ولم يتصل الفندق .. وصديقي يؤكد إنهم ما اتصلوا عليه.. بينما أنا لازلت أبحث عن سبب حماس الفندق بالاتصال ثم تطنيشهم لاحقا.