خنساء الجنوب هي الأم التي قدمت أربعة من فلذات كبدها شهداء في الحرب المقدسة ضد القوات الحوثية الشمالية والمد الشيعي الإيراني الذي يهدف لطمس هويتنا الجنوبية وإحتلال أرضنا ونهب ثرواتنا وإذلال شعبنا وفرض المذهب الشيعي على أرض ووطن لم يعرف الصراعات المذهبية منذ آلآف السنين. أنعم وأكرم بقيادات قوات التحالف وقيادات المجلس الإنتقالي والقيادات العسكرية والأمنية التي زارت «خنساء الجنوب» في ضالع الصمود والكبرياء والحس الوطني اللامتناهي، حيث خاطبوها الزوار قائلين: (أطلبي ما تريدين) تقديراً للتضحيات الجسام التي قدمتها تلك الأم الثكلاء والمكلومة، لكن ردها كان مزلزلاً وواعظاً لكل من يعبد المادة ويقدس المال عندما قالت: (لا أريد شيئاً .. أريد الجنوب). علميهم يا خنساء الجنوب ماذا يعني الجنوب.؟ وماذا تعني كلمة وطن.؟ فكثيراً من مسؤولي اليوم لا يعي معنى تلك المفردة العظيمة كما تعينها أنت ولا يدركون كنهها كما تدركين. كم نحن بحاجة أن يكون المسؤولون السارقون والزعامات المتبجحون والقيادات الفاسدون مدركون لذرة مما تدركينه من معنى كلمة (وطن). ليس أروع من التضحية في سبيل الوطن، وليس أصعب من أن تضحي أم بأولادها واحد تلو الآخر مع إمكانية منعهم من الذهاب للشهادة والإستبسال، لكن أم في عظمة (خنساء الجنوب) هي وحدها من سيصنع يوماً من الدهر الذي لم تستطع أن تصنع أشعته شمس الضحى بل ستصنعه تلك الأمهات الماجدات بأياديهن وبقلوبهن التي هي بأحجام الأوطان تحوي كل معاني البذل والعطاء على سبيل بناء وطن وغد مشرق لجيل جديد قادم من رحم المعاناة ينعم في أحضان أمه الوطن بالحنان والأمان والسلام صنعه قلب أم رؤوم سميت(خنساء الجنوب) رمزاً لكل الأمهات أمثالها التي سلكت طريقاً سامي الغاية ورفيع المقام. وليس أقبح من فاسدين ينهبون أوطانهم أو قيادات خذلوا شعوبهم أو مسؤولين أكلوا أموال الناس ومرافق وأراضي بلدهم بالباطل وبدون أي وجه حق شرعي. وليس أعجب من أوطان تضحي من أجلها الشجعان بدمائهم وأرواحهم ليتربع على ﻋﺮﻭﺷﻬﺎ التافهون والأنذال وبائعي الضمائر واللصوص. علميهم(ياخنساء الجنوب) أن الوطن تضحية وليست غنيمة ﻭأنه عطاء وبذل وليست سلب ونهب وسرقة وأنه بناء وتطور وليست هدم وتخلف وتخريب وأنه ثبات وعزيمة وليست تقهقر وإنهزام وضعف وأن الحياة كفاح وأنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. واعلمي(ياخنساء الجنوب) أن إسمك سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته وأن أولادك شهداء بإذن الله أحياء عند ربهم في جنات النعيم يرزقون، وأن الجنوب الذي ضحوا من أجله بدمائهم الزكية الطاهرة قادم لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى فقري عيناً ولاتحزني، فالجنوب لن ينسى شهدآءه ولن ينسى لك ذلك الصنيع. كما لن ينسى الجنوب وأهله الجميل الذي بذلته قوات التحالف العربي وقادة دولة الإمارات العربية الشقيقة وشعبها الكريم وإهتمامهم بأسر الشهداء والجرحى وضحايا الحروب ومواساتهم النبيلة ولمساتهم ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ الحانية ﻭﺍلعطوفة التي سيحفرها التاريخ على جدار الزمن وسيسجلها في أنصع صفحاته بأحرف من نور.