كغيري شاهدت مقطع فيديو متداول لمحافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم يتحدث فيه مع نائب رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين عن وضع الكهرباء بجراءة وقوة وصلابة ووضوح وشفافية وكيف أن المواطن البسيط وصل حد (القرف) والضيق من تلك الوعود العرقوبية التي تطلقها بين الحين والآخر الحكومة ممثلة بمسؤوليها الذين يقع معظهم خارج نطاق الخدمة والجغرافيا.. كان حديث الرجل إرتجالياً بسيطاً غير متكلفاً فيه ولا مضطرب،بل كان يتحدث بإريحية كاملة وثقة كبيرة بالنفس بعد أن أيقن هو شخصياً أن لاحياة لمن تنادي في ظل هذه الحكومة ووزرائها الذين لايملكون أي قرار أو سلطة في كراسيهم.. كان حديث أبوبكر حسين عن معاناة البسطاء مع الكهرباء منذ سنوات عجاف ولم تستطع الدولة بكل إمكانياتها وأجهزتها وعلاقتها أن توفر (ميجاوات) بسيطة لبعض المدن والمناطق التي قصم الحر (ظهور) أهلها وأنهكهم تماماً.. لم يتوانى الرجل في ذكر الأسباب التي حالت دون الحصول على الكهرباء ودفع ثمنها البسطاء أكان في أبين أو غيرها من المحافظات المحررة والتي قدمت قوافل من الشهداء في سبيل الذود عن الأرض والعرض والدين وعن الشرعية التي تنكرت لكل هذا.. بل كان صريحاً حين قال أن المماحكات السياسية التي (تسيّر) البلد هي السبب الرئيس في هذا،وأن تصفية الحسابات فيما بين الفرقاء والغرماء وهذا هو (مربط) الفرس هي البلاء والشر المستطير، بل والحقيقة الدامغة التي ربما يتهرب عن قولها الكثير من المسؤلين ممن يستظلون تحت مظلة الشرعية.. لو تحدث جميع المسؤلين بهذا الصراحة والشفافية دون خوف أو وجل أو تردد عن واقعنا (المرير) ولم يخشوا إلا الله لربما تغير حالنا وتبدلت أوضاعنا وأستطعنا أن نصل لبعض ما نتمنى.. جراءة محافظ أبين وصدقه شيء مطلوب بعد أن أيقنا جميعاً أن فرقاء السياسة لايهمهم المواطن على الإطلاق،بقدر مايهمهم (جيوبهم) ومصالحهم وولاءاتهم الضيقة لأسياد المال والريال.. الرجل تحدث بما لم يتحدث به غيره وتجاوز كل الخطوط الحمراء التي يخشى أقرانه أن يتخطوها،وقال مايجيش به صده ويحتدم في ذهنه، ويعانيه أبناء محافظته من ظلم وضيم وقهر وإنسحاق، وهذه التي قد يقول البعض أننا نبالغ فيها لمدح شخص المحافظ.. فهل سيتحرك ماء المسؤولين (الآسن) ويحذوا حذوا محافظ أبين ويقولوا كلمة (حق) لايخشون فيها لومة لائم، أم أن أعناقهم تحت (مقصلة) ومقص الرقيب.. رُفعت الجلسة..