الصراع الذي يحدث في الجنوب بين المجلس الانتقالي والدولة الشرعية لو تفحصنا حقيقته لوجدنا انه صراع داخلي جنوبي جنوبي بين الانتقالي وبين هادي. وقد يظهر بأنه صراع داخلي عربي بين التحالف السعودية والإمارات كون الطرف الأول تغذيه أبوظبي والطرف الثاني تغذيه الرياض. رغم كل قناعتي التامة أنه ليس هناك خلاف بين المملكة والإمارات ، إلا أن ذلك الصراع الجنوبي يجعلني اشك أن التحالف العربي قد حاد عن تحقيق اهدافه في اليمن المتمثلة بالتحرير الكامل واستعادة الدولة واستخدم سياسة مفادها أن يجعل اليمن بشماله وجنوبه في دوامة صراع بين أطراف. الصراع الذي يحدث في الجنوب لا يخدم ابناء الجنوب ولا يخدم التحالف العربي . بل هو في الأصل يخدم اطراف عدة خارجية وداخلية وهي التي تساهم في تغذيته وتتمنى ان يدوم مستغلة أخطاء التحالف وحماقة بعض أبناء الجنوب ، وتلك الأطراف متمثلة بإيران وتركيا وقطر وميليشيات الحوثي وحزب الاصلاح. تصادم الانتقالي مع الدولة الشرعية هو تصادم بين الوحدات العسكرية التابعة لهادي والوحدات التابعة للانتقالي ، والمستفيد من هذا الصراع والتصادم هما طرفان يريدا العودة للجنوب وعودتهما مرهونة باضعاف طرفي الجنوب وإنهاكهما. الطرف الأول حزب الإصلاح الذي تم تحجيمه من الجنوب ويريد تصادم هادي والانتقالي ليضعف قوة الطرفان ويحافظ على قوته في مأرب وغيرها ويتسنى له بعد ذلك العودة للجنوب داخل غطاء الدولة كطرف اقوى له القدرة على السيطرة بقوة. والطرف الثاني ميليشيات الحوثي التي تم دحرها من الجنوب والتي ستجد من تصارع الأطراف الجنوبية فرصة لبقائها قوية في الشمال وعامل لعودتها للسيطرة على الجنوب. أي صراع جنوبي بين قوات الانتقالي وهادي أو بين الانتقالي وحضرموت هو ليس محاربة لحزب الإصلاح والإرهاب ، ولكنه طريقة لحصول أولئك على فرصة للعودة والتوغل داخل الجنوب. الحل يكمن في توحد طرفي الجنوب وقيام التحالف بتصحيح بعض اخطاءه حتى لا يخدمون الأطراف المعادية للجنوب واليمن والتحالف العربي. محاربة حزب الإصلاح ليس في أن تحارب الدولة في الجنوب ليتضرر أبناء الجنوب ويقف أبناء الجنوب ضدك ، ولكن محاربته في أن تقف مع الدولة في الجنوب وتنتقل للشمال لتحرره من ميليشيات الحوثي وتحجم تواجد حزب الإصلاح في الشمال عبر السيطرة على المحافظات الشمالية وإغلاق الباب على القوات التابعة لحزب الإصلاح من السيطرة عليها. يجب على الانتقالي ان يكف عن إثارة أي صراع في الجنوب ، وعلى الرئيس هادي أن يكف عن تعيين أي قيادات اصلاحية لقيادة بعض محافظات الجنوب او الوحدات العسكرية فيها حتى لا يحصل الانتقالي على أي مبررات. حزب الاصلاح ينشط لاحتواء بعض المحافظين ويستغل بعض اخطاء الإمارات والانتقالي ليضرب عصفورين بحجر وهو ما يتطلب وضع حداً له حتى لا يصبح المستفيد . بعض الاخطاء للإمارات ستجعل الجنوب يقف ضدها ولن تستفيد شيئ وهو ما يتطلب عليها تصحيح اخطاءها . يجب على الإمارات ان تلزم الانتقالي عدم اثارة اي صراع في الجنوب ويجب على المملكة ان تتخلى عن دعم حزب الاصلاح . أي صراع في الجنوب بين الانتقالي وهادي وابناء الجنوب لا يخدم إلا إيران وقطر وادواتهما في اليمن ، وأي توجه للمعركة نحو عدن يعني حرف مسار توجه المعركة عن تحرير صنعاء .