أحمد طمرور فنان تشكيلي من أبناء مديرية لودر ، شق طريقة إلى عالم النجومية بخطى ثابتة فكان له ما أراد ، جمع بين اثنتين : حسن الطباع ومهارة الإبداع ، عصفت به الرياح بسبب السنين العجاف التي مرت بها البلاد ، لم يكل ولم يمل تابع على نفس الوتيرة والإصرار متحديا كل الصعاب ، شارك في إحدى المنتديات الثقافية في جمهورية مصر الشقيقة بإحدى لوحاته ، فنالت بذلك الإعجاب بالإجماع وأرسلوا له دعوة للحضور والمشاركة من أجل التكريم ، بطبيعة الحال فناننا المبدع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ، يعمل بالأجر اليومي ليعيل أسرته ، تواصل معي من أجل إيصال رسالته إلى ولاة أمورنا ، طرقنا كل الأبواب إبتداءا من السلطة المحلية ومرورا بسكرتارية المحافظة وانتهاءا بإعﻻم المحافظة ، للأسف الشديد لم يعيرنا أحدهم إهتماما ، انصدمنا بواقع شعاره اللامبالاه . مرت الأيام تباعا حتى اقترب موعد فناننا المهمش ، فما كان منه إلا أن قدم إعتذاره لأنه لم يجد من يسنده ويأخذ بيده . ما ذنب هذا الفنان ؟ هل لأنه لم يكن ابن مسؤول أو من ذوي الوساطات !!! أين تلك الشعارات الزائفة التي ضجت منها مسامعنا ؟ لم تكن فقط سوى أضغاث أحلام ليس إلا !! ساءت بنا الأحوال وضاقت بنا اﻻرض بما رحبت فإلى الله المشتكى . لا أستغرب ذلك فنحن في زمن أصبح فيه كل شيئ وارد ، وأن اختلفت المسميات فجميعها تسوقها المغريات ، فليلتمس لي عذا من لم يعجبه كلامي ، لأني تعلمت في الدورات شيئا ووجدت على أرض الواقع شيئا آخر ، فصرت في حيرة من أمري واستنبطت إن ما يسمع ويقرئ ويرئ في وسائل الإعﻻم هو فقاعات يسمع لها صوتا ولا يرى لها أثرا ، بصحيح العبارة نريد أفعالا لا أقولا ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .