تسلمت إهداءً من «منتدى الوهط الثقافي»، وهو إصدار صغير في حجمه، ولكنه كبير في زخمه وسديد هو سهمه .. إنه ديوان «نكبة الكويت» للكاتب والشاعر اليمني الكويتي أحمد السقاف ابن الوهط وابن الكويت، وكان بحق نعم الإهداء. وقد تضمن الإصدار إحدى وعشرين قصيدة منها: «من المستفيد؟ نكبة الكويت، أغنية العودة، أواه يا كويت، شهيدات الكويت، في ذكرى العدوان، أسرى الكويت، يا فتاة الكويت، في ذكرى التحرير» . ففي قصيدة «من المستفيد؟» قال الشاعر أحمد السقاف: من المستفيد من الكارثة؟ تأمل قليلاً .. وخل الصراخ وخل الهتاف وخل العويلا فها أنت أوقعتنا في الهوان وأهديت للغاصبين الأمان وهدمت كل الذي قد بنينا فكيف انقلبت، فصرت علينا؟ ويواصل الشاعر توجيه أسئلته إلى العدو الغاصب الذي استباح أرض الكويت ونكل بشعبها إلى أن يقول مخاطباً وطنه الكويت: إليك الكويت يزف القصيد وفيك وعنك يطيب النشيد فديتك بالقلب حتى الوريد ولا عاش من لا يحب الكويت وفي قصيدة «أواه يا كويت» يناجي الشاعر أحمد السقاف زهرته الجميلة الكويت التي ملكت قلبه واستحوذت على مشاعره وسكنت كيانه حتى صارت بسمة في كل بيت من بيوت أبنائها، إذ قال فيها: أواه يا كويت يا خلاصة الطيوب يا زهرة جميلة تمتلك القلوب يا بسمة في كل بيت أواه يا كويت *** أواه لو تنفع أواه الألم وتمسح الأحزان يا كويت فالنفس رهنٌ في يد السقم، إلا عزائم الرجال فإنها قوية كما الجبال فأبشري حبيبتي الكويت يا بسمة في كل بيت أما في قصيدته «يا فتاة الكويت» فقد كتبها بمناسبة صدور مراسيم أميرية بتعيين مديرة للجامعة ووكيلة لوزارة التعليم العالي وسفيرة في إحدى العواصم الأجنبية، وقد جاء فيها: انهضي للعلا فتاة الكويت وأثيري الطموح في كل بيت أنت للمجد قد خلقت ومن ذا لا يلاقي السرور إما ارتقيت قد تولى عصر الظلام وولت همهمات تبث أنى سعيت كيف يرقى شعب الكويت لتحقي يق طموحاته إذا ما اختفيت أتناسوا لما وقفت كما الطود وخاطرت مثلهم وافتديت وابيت الخنوع للذل والبط ش، وضج التكبير لما أبيت ويختتمها مخاطباً فتاة الكويت داعياً إياها للجد للوصول إلى المجد ولأجل أن تدرك ما تشتهيه نفسها ولتضيف إلى النجاحات التي حققتها نجاحات أخرى، ولن تصل إلى ذلك إلا بالعلم وبالعلم وحده: يا فتاة الكويت المجد بالجد فجدي لتدركي ما اشتهيت وأضيفي إلى النجاح نجاحات ولا تركني إلى ما انتهيت شمري للكفاح في طلب العلم فبالعلم وحده ما اعتليت والفتى والفتاة سيان في الدرب فسيري وحققي ما ارتضيت وفي "أغنية العودة" يذوب الشاعر شوقاً إلى أرضه التي تعرضت للغزو والعدوان، تسابقه الأشواق والدمع الذي يتصبب من مقلتيه .. فقد مرت أشهر كانت في نظر الشاعر عصوراً طويلة، فهو لم يتعود أن يفارق الكويت لحظة واحدة، فكيف به يرغم أن يفارقها شهوراً - عصوراً: يا بلادي يا هوى قلبي المعذب لست أدري أي شيء لك يكتب أشهر مرت فكانت أعصراً كلها هم ودمعٌ يتصبب إن مشينا ضاقت الأرض بنا أو قعدنا قامت الأشواق تنحب إلى أن يقول في ختام القصيدة: فاعذريني يا بلادي إنني قسماً مذ راعك العدوان متعب كيف أوفيك الذي في خاطري بعد عود جعل الأكوان تطرب